1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحبر الأعظم ينهي زيارته التاريخية لبولندا

وكالات+ دويتشه فيله٢٩ مايو ٢٠٠٦

أنهى بابا الفاتيكان بينيديكت السادس عشر زيارته الرسمية الأولى لبولندا بالترحم على أرواح ضحايا الاضطهاد والإبادة في معسكر اوشفيتس النازي. زيارة البابا التاريخية لبولندا تعكس مدى اهتمامه بتعميق المصالحة في أوروبا.

https://p.dw.com/p/8XUE
الحبر الأعظم بينيديكت السادس عشر في وارسوصورة من: AP

انتهت يوم أمس الأحد 28 أيار/مايو 2006، الزيارة الرسمية الأولى، التي قام بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر لبولندا منذ اعتلائه كرسي البابوية. قادت هذه الزيارة البابا إلى موطن سلفه يوحنا بولس الثاني وإلى أحد أهم معاقل الكاثوليكية في أوروبا. وقد مرت زيارة بينيديكت السادس عشر لبولندا عبر عدة محطات هامة كان أبرزها زيارة مدينة وارسو ومزار مريم العذراء في تشيستوكوفا وكراكوفا، التي كان يوحنا بولس الثاني رئيساً لأسافقها. وختم البابا رحلته في بولندا بزيارة المعسكر النازي السابق اوشفيتس للترحم على أرواح ضحايا الاضطهاد النازي. وجاءت هذه المحطة الأخيرة مثقلة بالمعاني للبابا الألماني الذي ترأس صلاة ألقاها باللغة الألمانية. وحظيت هذه الزيارة باهتمام القائمين على الكنيسة البولندية، إذ يأملون بأن يساهم بينيديكت السادس عشر إلى حد كبير في تعميق المصالحة بين بولندا وألمانيا بعد مرور 61 عاما على سقوط النازية.

البابا يزور معسكر الإبادة في أوشفيتس

Papst Benedikt XVI in Ausschwitz
البابا بينيديكت السادس عشر يشعل شمعة ترحما على أرواح ضحايا الإبادة الجماعيةصورة من: AP

تعد زيارة المعسكر النازي السابق للإبادة من أهم المحطات في رحلة بابا الفاتيكان، بينيديكت السادس عشر، لبولندا. فهناك قام البابا بالصلاة على ضحايا الإبادة الجماعية، الذين لقوا حتفهم في معسكر اوشفيتس، والذين يزيد عددهم على 1.5 مليون شخص وكان معظمهم من اليهود. وفي كلمة له بعد هذه الزيارة قال البابا أن "البشر لا يمكنهم فهم هذه المذبحة، التي استمرت إلى ما لا نهاية، لكنهم يسعون فقط لاسترضاء من عانوا آنذاك ومن يعاني الآن بأشكال جديدة بسبب قوة الكراهية." وأضاف البابا بنديكت باللغة الإيطالية عند نصب تذكاري قرب أنقاض محرقة في بيركيناو في مجمع معسكر الإبادة اوشفيتس: "البابا يوحنا بولس الثاني جاء إلى هنا كابن للشعب البولندي، أما أنا فأتيت إلى هنا اليوم كابن للشعب الألماني".

لحظات الحزن العميق

Papst Benedikt XVI in Ausschwitz
البابا يؤدي صلاة صامة حزنا على ضحايا أبشع جريمة في التاريخ الإنسانيصورة من: AP

وسار البابا وحده عبر بوابة المعتقل، التي تحمل العبارة الألمانية "Arbeit macht frei" (العمل يجعلك حراً) ليتوجه بعدها بصمت ينم عن حزن عميق، على مسافة 200 متر إلى حائط الموت حيث تم إعدام آلاف السجناء. وهناك قام بأداء صلاة صامتة. بعدها قام البابا بإشعال شمعة على أرواح ضحايا معسكر الاعتقال ثم استقبل نحو 32 من مجموع 200000 ممن نجوا من عملية الابادة في ذلك المعسكر. ثم اتجه البابا للصلاة في الزنزانة، التي لقي فيها القس البولندي ماكسميليان كولب حتفه عام 1941، بعد أن تطوع ليحل محل رب أسرة كان مقرر إعدامه. ومن المعروف أن البابا يوحنا بولس كان قد أعلن قداسة كولب عام 1982. وقبل نهاية الزيارة اتجه البابا إلى غرف الإبادة بالغاز، حيث لقي عدد كبير من اليهود حتفهم. وأعرب البابا هناك أنه يستحيل الحديث في مثل هذا المكان البشع، الذي تراكمت فيه جرائم في حق الرب والإنسانية على نحو لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسانية على حد تعبيره.

الصلاة من أجل السلام

Papst Benedikt XVI in Polen Messe in Warschau
الكنيسة تبدي قلقها من تراجع أهمية الدين في المجتمع الأوروبيصورة من: AP

هذا وقام بابا الفاتيكان خلال زيارته لبولندا بالصلاة على أرواح نحو 1.1 مليار كاثوليكي في العالم من أجل السلام. وقام البابا بتأدية تلك الصلاة باللغة الألمانية في أول مرة يستخدم فيها لغته الأم خلال زيارته لبولندا. الجدير بالذكر أن الباب قد تجنب استخدام هذه اللغة في الماضي لكي لا يثير الحساسيات في الأوساط البولندية واليهودية. ومن ناحية أخرى حذر البابا في خطبه، التي ألقاها على هامش زيارتة لبولندا، من تنامي التيار المتحرر داخل أوروبا الغربية والذي من سماته تراجع تأثير الكنيسة الكاثوليكية وتزعزع مكانة الدين في المجتمع الأوروبي المعاصر، بحيث لم يعد للإيمان والعقيدة أهمية تذكر. ويحذر رجال الدين الكاثوليك من إن إشباع الجوانب والاحتياجات المادية في المجتمع المعاصر بات يحظى بأولوية قصوى مقابل الجانب الروحي وأن تمرد جيل الشباب ضد سلطة الكنيسة والقيم الدينية أصبح من سمات المجتمع الأوروبي الحديث.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد