1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجزائريون قلوبهم مع الثورة وعقولهم قلقة على مصير ليبيا

١٧ مايو ٢٠١١

يتابع الشارع الجزائري باهتمام الثورات التي تشهدها عدد من الدول العربية. وفي استطلاع لآراء بعض الجزائريين، أبدوا مخاوفهم من تطورات الأوضاع في ليبيا التي يبدو أن الثورة فيها، كما يقولون، مهددة بخلاف ما حدث في تونس ومصر.

https://p.dw.com/p/11GAO
شارع موريس أودان في قلب العاصمة الجزائر، ينبض بالحياةصورة من: DW

في الشوارع الرئيسة للعاصمة الجزائر تنبض الحياة في صباح يوم الثلاثاء، وهي لا تشبه الحياة في مكان آخر، حركية كبيرة تسود شارع موريس اودان حيث مفترق الطرق إلى مختلف مدن الجزائر، غير بعيد من الجامعة المركزية عدد من المواطنين ينتظرون دورهم ليستقلوا سيارة أجرة. وأمام مخبزة لابرنساس يقف محمد، موظف بالخزينة العمومية، بساحة الشهداء في انتظار سيارة أجرة وهو يتصفح جريدة "الخبر" اليومية الواسعة الإنتشار، ومنهمك في قراءة صفحة الأحداث الدولية، يتابع محمد ذو الثلاثين عاما، بشغف تطور الأحداث في المنطقة العربية وبالرغم من افتخاره بالثورة التونسية إلا أن ما يحدث في ليبيا يقلقه نوعا ما لأنه يرى أن العقيد المعمر القذافي شخصية عنيدة ولن يتنازل بسهولة. ويضيف محمد الذي بدا على وجهه التأسف لمظاهر بطش العقيد القذافي بالشعب الليبي" أنا جدا خائف من التدخل الأجنبي في الواقع وخوفي من ان يتكرر سيناريو المستنقع العراقي هناك"، غادر محمد المكان واستقل سيارته نحو ساحة الشهداء واستمر في قراءة الأخبار.

الأخبار في قهوة عمي ابراهيم

Alltag in der Maurice Audin Straße in Algier FLASH-GALERIE
في مقاهي شارع موريس أودان يناقش الجزائريون موجة الثورات في العالم العربيصورة من: DW

منذ فترة أصبحت الثورات العربية والحراك السياسي الحاصل بالمنطقة العربية حديث الشباب والشيوخ وحتى النساء في حي باب الوادي تقول سعدية 50 سنة ربت منزل،"نحن نتتبع عبر قناة الجزيرة يوميا الأحداث في ليبيا ويحز في أنفسنا قتل معمر العقيد القذافي للثوار، لا بد أن تتغير الأمور لا بد ان يرحل بسلام سيحول بلده إلى بركان من دم " تضيف المرأة.

سعدية كانت ذاهبة للتسوق بسوق الساعات الثلاثة حيث بدا الناس كخلية نحل في ذروة الدوام وخروج الناس للتسوق، ظهرعلى سعدية أنها اكتسبت اطلاعا واسعا من خلال متابعتها لقناة "الجزيرة" قبل ان تهم في شراء الخبز بمخبزة لابرنساس، ودائما أمام هذه المخبزة يجلس سكان الحي لاحتساء القهوة عند عمي إبراهيم، وهم يفضلون قهوته على القهوة التي تحضر في البيت لتبادل أطراف الحديث. بقهوة عمي إبراهيم يوجد ايضا تلفاز يلتقط جميع القنوات وقناة الجزيرة تعتبر القناة التي نستقي منها الأخبار يقول علي، 18 سنة، نادل بالمقهى.

قلوب الجزائريين مع جيرانيهم الليبيين

Alltag in der Maurice Audin Straße in Algier FLASH-GALERIE
الجزائريون بين الحلم بالتغيير والمخاوف من تكرار تجارب داميةصورة من: DW

يقول عمي إبراهيم، 70 سنة، في حدود الساعة السابعة والنصف من كل صباح يحضر عدد من سكان الحي لاحتساء القهوة عنده قبل ان يتوجه كل واحد منهم للعمل، المكان يسمح بتبادل الأحاديث بين الأصدقاء والأحباب وما لفت انتباه عمي إبراهيم "أن ما يقع في ليبيا بات هاجسا لدى سكان المنطقة، وأصبحت مشاهدة أحداث الثورات عبر الفضائيات متنفس الشعب الجزائري الذي لم يتمكن من الخروج من جديد في انتفاضة، بعد أن فشل في تغيير النظام بداية الستينات وحتى في الثمانينات عندما ثار ضد الحزب الواحد وسقط العديد من الضحايا وبقي النظام على الحال".

الجميع ممن كانوا بالمقهى يشاهدون قناة الجزيرة المكان كان هادئا ، الأخبار كانت تتحدث عن ضربات حلف الناتو لكتائب القذافي بمصراتة حيث اشتد القتال بين هذه الأخيرة والثوار، عيون الزبائن مشدودة إلى الأخبار والكل يعلق في نفس الوقت: "والله يجيب الخير". يتابع سيدي علي، 34 سنة، أثناء احتسائه قهوته الأخبار بشغف، قائلا: "التدخل الأجنبي في ليبيا ارفضه جملة وتفصيل، وبالنسبة لي تواجد القوى العسكرية يعني احتلال من نوع آخر وتحويل ليبيا إلى حمام دم " يضيف سيد علي الذي يعمل في شركة خاصة للبناء، متوقعا أن تدخل ليبيا حالة من الفوضى الكبرى لا يمكنها أن تخرج منها بسلام، خصوصا في ظل التدخل الأجنبي. أما فوضيل، 23 سنة، وهو طالب جامعي في معهد العلوم السياسية ببن عكنون فهو يرى أن العقيد الليبي ''مجنون'' وتسائل وهو يشاهد الجزيرة بمقهى عمي إبراهيم و"إلا فكيف له أن يقتل شعبه ويصفهم بالفئران والجرذان، ويتوعدهم ويهددهم دون أدنى احترام لشعب أنجب أمثال ''عمر المختار'' قائد الثورة الليبية الذي أخرجها رفقة الكثيرين من نير الاستعمار الإيطالي".

"لكل ثورة ثمن"

NO FLASH Revolution in Ägypten
الشارع الجزائري يتفاعل مع الثورات في الدول العربيةصورة من: picture alliance/dpa

الأحاديث عن تطور الأحداث في ليبيا لا تقتصر عند قهوة عمي إبراهيم فعائلته أيضا باتت مهووسة بمشاهدة أخبار الثورات العربية عبر شاشات الفضائيات، وفي بيت عمي إبراهيم كان اللقاء مع زوجته وابنته نورة،26 سنة، ذات مستوى تعليمي متوسط، وتقول نورة " أن الثورة التونسية هي التي دفعتها لمشاهدة ما حدث في مصر وما يحدث حاليا في ليبيا "، تتأسف نورة لما يجري في الساحة الليبية وما يعيشه الشعب الليبي الذي وصفته بـ''المسكين''. وقالت الشابة الجزائرية: "أرفض ما يقوم به الزعيم الليبي ومرتزقته من مجازر يومية راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى والمواطنين العزل، فضلا عن الخوف والتوجس الذي أصبح يطبع حياة الليبيين".

وواصلت نورة الحديث قائلة: "في البداية لم افهم ما يحدث في ليبيا خصوصا أن ملك ملوك إفريقيا، (تقصد القذافي) أعلن الحرب ضد بلده وشعبه وهذا ما لا يقبله العقل، لكن أخشى أن تتحول المعركة بين الثوار والنظام الليبي إلى حرب أهلية"، وأضافت "لا أتمنى أن أرى مثل تلك المجازر في مختلف الدول العربية الشقيقة ولا أريد أن يستنسخ الوضع في ليبيا على الجزائر لأن الجزائريين ذاقوا من تلك الكأس المُرّة أكثر خلال أزيد من عشر سنوات ولا يمكن العودة إليها "، لا تشاطر والدتها الرأي لتتدخل بدورها قائلة إن " لكل ثورة ثمن وثمن هذا الشعب في التغيير هو التضحية بالغالي والنفيس" تقول الحاجة ملكية 60 سنة.

رانيا سليمان- الجزائر

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد