1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التونسيون يستقبلون العام الجديد بالبهجة والفرح والتفاؤل

١ يناير ٢٠١٢

ازدانت المحلات التجارية والمطاعم السياحية والنزل في تونس بمظاهر الزينة وبشجيرات عيد الميلاد. وتشهد النزل والمطاعم حركية كبرى، أنعشت قطاع السياحة الذي يشكو ركودا بعد انتعاشة فترة الصيف القصيرة.

https://p.dw.com/p/S4VF
صورة من: AP

أمام محلات بيع المرطبات يزدحم التونسيون لشراء المرطبات والحلويات للاحتفال بسهرة رأس السنة. والمحظوظ هو الذي استطاع الحجز مسبقا قبل أسبوع أو أسبوعين لدى إحدى هذه المحلات التي يشترط العديد من أصحابها الدفع مسبقا خلال هذه المناسبة. ويقول محمد الماجري، صاحب محل لبيع المرطبات في ضاحية المروج "منذ يومين أكتفي فقط بمد الحرفاء بطلبياتهم مسبقة الدفع من المرطبات". ويضيف، "قبل يوم أو يومين، لا أستطيع أن ألبي أي طلبية إضافية"، ويبين أن له أربعة عمال يعملون لساعات طويلة لإعداد الكم الهائل من الطلبات وهم لا يستطيعون تلبية أي طلب اضافي.

وتقول نجاة الشريف التي تقف أمام محل لبيع المرطبات بضاحية قمرت في انتظار مدها بطلبيتها، "لقد قمت بحجز كعكعة عادية بـ 40 دينار منذ خمسة أيام والحمد لله أعد لي المحل طلبي". وتضيف قائلة "الأطفال يحبذون الحلويات ولا تحلو سهرة رأس السنة إلا بالقاتو والدجاج المصلي والمكسرات".

للدجاج حظوة كبيرة في احتفالات رأس السنة

ويزداد الطلب ليلة رأس السنة الميلادية على الدجاج المصلي من قبل التونسيين بمختلف شرائحهم. وتتفنن ربات البيوت في إعداد وصفات أطعمة الدجاج لمختلف الأذواق. وتنشط تجارة الدجاج المصلي بالمحلات التجارية والمطاعم وتتصاعد أثمان الدجاج بشكل مفرط مع تصاعد لهفة المواطن في مثل هذه المناسبات على هذه اللحوم. ويقول فتحي ورتاني، يشتد الطلب على لحوم الدجاج بشكل كبير يومي 30 و31 ديسمبر ويقول "أنا أقف هنا منذ نصف ساعة أمام هذا المحل المعد لشواء الدجاج في انتظار دوري، المهم هو أن تفرح العائلة هذه الليلة، ونسهر ونتمنى أمنيات للعام الجديد".

Tunis Neujahr 2012 Bäckerei
يزدحم التونسيون لشراء المرطبات والحلويات للاحتفال بسهرة رأس السنةصورة من: Khaled Ben Belgacem

انتعاش القطاع السياحي

ومن جانبها أعدت النزل والمطاعم السياحية برامج خاصة بمناسبة رأس السنة الميلادية، فلا يخلو نزل من برنامج متنوع لسهرة رأس السنة، وقد نشطت حملات التسويق لحفلات الراقصات الشرقيات والفنانين والفرق الفكلورية. ويقول لسعد الفالح، صاحب وكالة أسفار، تشهد النزل فترة ذروة خلال رأس السنة الميلادية زادت في حركيتها تزامنها مع عطلة الشتاء المدرسية. وهي "جرعة من الأكسيجين لأصحاب وكالات الأسفار والنزل والمطاعم السياحية". ويقدر نسبة امتلاء النزل والمطاعم بمدينة كالحمامات بـ 90 في المائة.

ويضيف، يقبل التونسيين من مختلف الشرائح على قضاء سهرة رأس السنة بالنزل، وهذه السنة الأولى بعد الثورة ليست استثناء بل هي عادة التونسي الذي يستغل هذا العيد للاحتفال بمرور سنة كاملة من العمل...ويشير لسعد الفالح إلى أن التونسيين "يحبذون السهرات التي يؤثثها فنانون مشهورون من تونس".

التونسي ميال للفرح والبهجة

Weihnachten im Iran
شجيرات عيد الميلاد تزيد العديد من المتاجر والمطاعم السياحية في تونسصورة من: MEHR

ومن الواضح أن احتفالات التونسيين برأس السنة غلبت رؤى السياسيين الجدد ومواقفهم من هذا الاحتفال، إذ يُعد إقبالهم على الاحتفال عادة أكثر من قناعة أو موقف سياسي أو ديني. ويختلف رأي بعض منتسبي حركة النهضة الاسلامية والمتعاطفين معها من الاحتفال برأس السنة، إذ يرى بعضهم أنها "بدعة وكل بدعة ضلالة" فيما يرى آخرون أنها "فرصة للم شمل العائلات وصلة الرحم ما لم يخالطه حرام من خمر وغيره".

وفي هذا السياق يقول محسن بوعزيزي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس، أنه ينبغي التأكيد أولا على أن التونسيين يحتفلون برأس السنة الإدارية دون رأس السنة الميلادية، ثم إن المزاج التونسي ميّال في الغالب إلى الفرح والبهجة والإقبال على الحياة، وغير معنيّ كثيرا بالخلفية العقدية لهذه المناسبة. ويقول "لا يجب أن ننسى أنّ الغرب كإيطاليا وفرنسا على مرمى حجر منا، إذ يكفي، ولو على سبيل المجاز، خفقة جناح عصفور ليجد الفرد منّا نفسه في روما أو في باريس. هذا يعني أن التقارب الجغرافي يفضي إلى تقارب ثقافي وجمالي". يضيف قائلا "إلى هذا فقد عرفت أنّ تونس، تاريخيا، المسيحية قبل أن تعرف الإسلام، وإن كنتُ ميّالا إلى استبعاد البعد الديني في مثل هذه الاحتفالات. نحن هنا نحتفل على سبيل التفاؤل بسنة جديدة مليئة بكل ما هو مفرح. ولو تسأل المحتفلين بهذه المناسبة سيجيبك الكثير منهم بأنهم لا يعرفون خلفيتها العقدية وغير مهتمين بها إن كانت مسيحية أو إسلامية. إنّها مناسبة للبهجة والفرح والتفاؤل لا غير، وكل من يحاول أن يُقاومها فإنّه سيُجابه بالإحباط والفشل".

خالد بن بلقاسم – تونس

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد