Medizintechnik Deutschland

يبدو النجاح الألماني العالمي في مجال صناعة السيارات والصناعات الثقيلة معروفاً للجميع ويتجلى في أرقام الصادرات السنوية. لكن الأمر غير المعروف هو المكانة الرائدة التي تحظى بها ألمانيا في القطاع الصحي. ويرجع هذا النجاح الألماني في مجال التكنولوجيا الطبية إلى البحث العلمي المكثف كما يؤكد أوليفر كوبل من معهد الاقتصاد الألماني في مدينة كولونيا في حديث لدويتشه فيله، مضيفاً أن الاستثمار في مجال البحث والتطوير يشكل حوالي ثمانية بالمائة من حجم المعاملات، مشكلاً بذلك ضعف النسبة المخصصة للبحث في المجالات الصناعية الأخرى. هذا بالإضافة إلى العدد الكبير من براءات الاختراع التي تجعل ألمانيا مشهورة طبياً في كل أنحاء العالم، حسبما يقول كوبل: "طلبات تسجيل براءات الاختراع قد تضاعفت نحو ثلاثة مرات في السنوات الخمسة عشرة الماضية".

نجاح في الأسواق المحلية والعالمية

ولا يقتصر الأمر على البحث العلمي، لكن النجاح الألماني في مبيعات التقنيات الطبية يبدو واضحاً، فكوبل يقدر حصة ألمانيا من مبيعات التقنيات الطبية بنحو عشرة بالمائة من السوق العالمية، ويضيف: "لا توجد إحصاءات دقيقة ولكن لو اعتمدنا على التقديرات، فهذه النسبة عالية جداً". وتحقق شركات التكنولوجيا الطبية الألمانية مبيعات سنوية تقدر بحوالي عشرين مليار يورو بدءاً من الإمدادات الطبية مثل الجبائر ووصولاً إلى المفاصل الاصطناعية مروراً بالأجهزة الطبية الكهربائية، والتي تقدر بنحو عشرين مليار يورو. ويضيف كوبل أن نحو ستين بالمائة من تلك المبيعات تقوم بها الشركات خارج ألمانيا.

منافسة آسيوية متزايدة وبراءات اختراع صينية

لكن المنافسة الآسيوية في هذا المجال في تزايد مستمر حسب كوبل، خاصة من جانب الشركات الكورية والصينية. ويضيف كوبل أن براءات الاختراع الصينية في تزايد مستمر، موضحاً أن المراقبين مازالوا يستهينون بهذا الأمر، رغم التغير الواضح في التعامل الصيني. ويوضح قائلاً: "لقد كان ينظر إلى الصين دائماً كدولة لا تحترم براءات الاختراع إطلاقاً، لكن هذا الأمر تغير". يرجع كوبل بداية هذا التغير إلى عام 2000 عندما انضمت الصين لمنظمة التجارة العالمية، وكانت آنذاك مضطرة لإتباع قوانين السوق العالمية. ويضيف أن الصين أصبحت الآن مميزة فيما يتعلق بتطوير وتسجيل براءات الاختراعات في عدة مجالات ومنها التكنولوجيا الطبية.

ألمانيا تعول على التعاون بين العلم والاقتصاد

إلا أن ما يميز ألمانيا هو هذا التعاون المستمر بين العلم والاقتصاد، فهناك عدد كبير من التجمعات الصغيرة بين شركات إنتاج وبين مراكز بحوث علمية، مثل هذا التجمع الطبي في مدينة هامبورغ. وهذا الارتباط الكبير بين العلم والاقتصاد عادة ما يصل في نهاية الأمر منتجات عملية عالية الجودة ومطلوبة في الأسواق العالمية. وإلى جانب مكانتها الرائدة في مجال الأجهزة الطبية، مازالت ألمانيا أكبر سوق أوروبية في مجال تجهيزات المختبرات. وبالإضافة إلى الشركات الألمانية المشهورة في مجال التجهيزات الطبية مثل جلاكسو سميث كلين وفايز وبورينجر، هناك أيضاً الكثير من المؤسسات العلمية المشهورة عالمياً مثل معهد فرونهوفر ومعهد هيلمهولتز ومركز أبحاث السرطان في هايدلبرغ.

مونيكا لومولر/سمر كرم

مراجعة: حسن زنيند