1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعلم من الخنافس: المبتكرات الصناعية في معرض هانوفر

٢٦ أبريل ٢٠١٠

يخصص معرض هانوفر الصناعي قاعة ضخمة للتعريف بأبحاث المخترعين ومعاهد البحث العلمي. بعض هذه الاختراعات مستوحاة من الصراصير، من بينها قماش يحول الضباب إلى مياه صالحة للشرب. كما يتيح المعرض فرصة للتعرف على أغرب الاختراعات.

https://p.dw.com/p/N70I
في الصورة باحثون من مدينة دريسدن يعرضون نموذجا لإضاءة المستقبل في معرض هانوفر الصناعي.صورة من: TU-Dresden

من يدخل القاعة رقم 2 في معرض هانوفر الصناعي يجد الكثير من الغرائب. على سبيل المثال هناك نوع من الاسمنت رفيق بالبيئة لأنه لا يحتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة لإنتاجه. وهناك نوع من أرضية "الباركيه" قادرة على تحويل المشي والحركة فوقها إلى طاقة كهربائية. ومن السمات المميزة لمعرض هانوفر الصناعي 2010 كثرة الاختراعات المتعلقة بالتنقل كهربائيا، وهذا لا يشمل السيارة الكهربائية فقط وإنما البطارية والشاحن والمحركات الجديدة. فهذه الحقول تستقطب الأبحاث العلمية في الوقت الحاضر لدرجة أن أكثر من 30 معهدا تابعا لجمعية فراونهوفر الألمانية تقوم بإجراء أبحاث في هذا المجال، حتى يخيل للمرء أن المعهد الرائد في البحث العلمي قد تحول إلى شركة سيارات كهربائية. وهو ما ينفيه مارتن ميرتس Martin März من معهد فراونهوفر لأبحاث الأنظمة المتكاملة معللا هذا الاهتمام برغبة المعهد في " أن تصبح أبحاثنا وابتكاراتنا شريكا لصناعة السيارات الألمانية".

وألمانيا كدولة رائدة في صناعة السيارات تخشى أن تتفوق صناعة السيارات في شرق آسيا عليها، لذلك يقول مارتن ميرتس "نريد الوقوف إلى جانب صناعة السيارات الألمانية وندعمها بقوة عبر أبحاثنا العلمية في زمن نشهد فيه ثورة تكنولوجية جديدة". ولتحقيق هذا الهدف يتلقى معهد فراونهوفر دعما من وزارة البحث العلمي يبلغ 44 مليون يورو سنويا. وبالفعل فقد عرض المعهد نموذجا لسيارة كهربائية في معرض هانوفر استرعت الانتباه.

اختراعات مذهلة

Hannover Humanoider Roboter Lola TU München
هذه هي السيدة "لولا" القادرة على المشي وتجنب العقبات. لولا هي إنسان آلي طورته جامعة ميونيخ التقنية.صورة من: DW/Böhme

وهناك اختراع آخر استرعى الانتباه في القاعة رقم 2. هذا الاختراع هو "مرآة آلية" اسمها لولا Lola وتم تطويرها في جامعة ميونيخ التقنية. و Lola هي نجم القاعة وهي قادرة على المشي وعلى تلافي العقبات في طريقها. ويقول البروفيسور Heinz Ulbrich الذي أشرف على تطويرها إنها مكونة من أنظمة آلية وكهربائية ومن برامج معلومات في غاية التعقيد والجودة. و" تصميمها متقن وحركتها تتم في الوقت الحقيقي بسبب هندسة التحكم التي تنسق بين خمسة وعشرين نظام مراقبة". ويأمل العلماء أن تتمكن Lola من المشي بسرعة عشرة كيلومترات في الساعة خلال السنوات القادمة.

كما تعرض شركات المراوح الهوائية منتجاتها الجديدة في معرض هانوفر الصناعي منذ عدة سنوات، ويوجد في أرض المعرض مروحة هوائية عملاقة يبلغ ارتفاعها 59 مترا ووزنها 50 طنا. جامعة لايبنيتس في هانوفر تعرض مروحة هوائية قادرة على قياس الأضرار التي قد تتعرض لها ألواح المراوح الهوائية العملاقة الموجودة قرب الشاطئ لكن داخل البحر والتي يصعب الوصول إليها لفحصها على عكس المراوح الهوائية على اليابسة.

لفافات لاصقة مستوحاة من أرجل ذكور الخنافس

Hannover Fraunhofer Automobil
سيارة كهربائية طورها علماء معهد فراونهوفر وعرضت في معرض هانوفر الصناعيصورة من: DW/Böhme

أما طلبة جامعة كيل الألمانية فيجرون أبحاثا على لفافات لاصقة استوحوها من أرجل ذكور الخنافس التي تعيش على أوراق النباتات. هذه اللفافات لا تحتاج إلى مواد لاصقة أو أصماغ، وإذا تم لصق هذه اللفافات على جدار زجاجي عمودي فيمكن لآلة صغيرة أن تتسلق على هذه اللفافات اللاصقة وتسير عليها كأنها تسير على شارع أفقي بدون أن تسقط الآلة على الأرض. وهذا مثال على عدد من الأبحاث العلمية التي تستوحي اختراعاتها من علم الأحياء والطبيعة ويطلق عليه اسم Bionik. ويعتقد فيليب بوسهاردت Bushardt Philippمن معهد علم الحيوان في مدينة كيل بشمال ألمانيا أن هذا الحقل واعد للعلماء ويقول "هناك أفكار كثيرة جدا من هذا النوع لأن النباتات والكائنات الحية احتاجت إلى ملايين السنين من التطور بشكل موفر للطاقة ورفيق بالمصادر الطبيعية".

كما يُجري معهد بحوث المنسوجات في Denkendorf تجارب على نوع من الخنافس السوداء للاستفادة من مزاياها وتطوير منسوجات جديدة. فهذا النوع من الخنافس يحصل من الضباب على حاجته من الماء، وقد طور العلماء قماشا قادرا على استخلاص مياه صالحة للشرب من الضباب. ويأمل العلماء أن يتمكنوا في المستقبل من استعمال قطع عملاقة من هذا القماش في المناطق الصحراوية لتزويد مضارب البدو والقرى بمياه صالحة للشرب.

الكاتب: هنريك بومه/ عبد الرحمان عثمان

مراجعة: طارق أنكاي