1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البعث السوري متمسك بالقيادة ومتحفظ تجاه الإصلاح الشامل

يُعتبر حزب البعث بالنسبة للكثيرين عقبة أمام الديموقراطية والتقدم في سورية. يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه دمشق انعقاد مؤتمره العاشر في محاولة لدفع عملية الإصلاح التي تحتاجها البلاد، تُرى هل ينجح في ذلك؟

https://p.dw.com/p/6kFl
الرئيس بشار الأسد يلقي خطاب الافتتاحصورة من: AP

بعد غزو القوات الأمريكية للعراق، انهار حزب البعث العراقي الذي كان في تنافس مستمر مع حزب البعث السوري. وبهذا فإن دمشق هي المركز الأخير لهذا الحزب الذي لا يواكب التطور الزمني الحالي. لكن حزب البعث ما يزال يشكل القاعدة الرئيسية للنظام السوري المؤلف في الأساس من أتباع الأقلية العلوية والتي ما زالت تتخذ من العنف الوسيلة الوحيدة للمحافظة على السلطة.

بعد أن تقلد بشار الأسد منصب الرئاسة في سوريا عام 2001 خلفاً لوالده الراحل حافظ الأسد، الذي بسط نفوذه على سوريا لمدة ثلاثين عاماً، علق السوريون آمالاً كبيرة على قدوم الرئيس الجديد وجلب أجواء جديدة كأجواء الإصلاح والحريات المدنية. وما لبثت أن خابت هذه الآمال بالرغم من ظهور بوادر التحرر والانفتاح. واليوم مازالت سوريا تعتبر دولة ديكتاتورية تتعقب وتضطهد من يعارضها من أبنائها، هذا بالإضافة إلى اتهامها بالتدخل المباشر أو غير المباشر في كل من العراق وفلسطين وبالذات في لبنان، بالرغم من انسحاب قواتها منه في أبريل / نيسان من هذا العام بعد وجود دام 29 عاماً.

الأولوية للاقتصاد ومحاربة الفساد

في ظل الظروف الإقليمية والدولية والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا ودخول القوات الأمريكية للعراق والإطاحة بحزب البعث الحاكم فيه، تمت الدعوة إلى انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الاشتراكي الحاكم في سوريا. ويشارك في المؤتمر 1231 عضواً يجتمعون في ثلاث لجان: اقتصادية برئاسة رئيس الحكومة محمد ناجي العطري، وسياسية برئاسة فاروق الشرع وأخرى تنظيمية يرئسها غياث بركات مسئول الشبيبة والطلبة والتعليم العالي.

Baath Partei Kongress in Damaskus Bashar Assad
صورة من: AP

وقد قام أعضاء المؤتمر بطرح بعض الأفكار حول ما يدور من تحولات كبرى في الوضع الدولي الحالي وانعكاساتها على الساحة الإقليمية وتطورات الوضع العربي. كما تم بحث تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتطورات الوضع في العراق والعلاقات السورية اللبنانية. وأكد الأعضاء على أهمية الوحدة الوطنية وضرورة تعزيزها بما يزيد من قوة سوريا ومنعتها ويقوي جبهتها في مواجهة الضغوط الخارجية. وفي اجتماعات اللجنة الاقتصادية تحدث عطري على ضرورة تبني الحزب برنامجاً تنموياً طموحاً عبر توسيع المشاركة الشعبية وتطوير آليات الممارسة الديموقراطية. وكان الأسد أكد في افتتاح المؤتمر الاثنين على ضرورة "تكريس" دور الحزب مع توسيع المشاركة الشعبية، وتعهد بجعل محاربة الفساد أولوية.

المعارضة تصاب بخيبة أمل

وكانت اوساط المعارضة السورية قد أصيبت بخيبة أمل إثر خطاب الافتتاح الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد، إذ يتوقع الكثيرون أن المؤتمر لن يوصي إلا باصلاحات سياسية محدودة، وأنه لن يتعرض للمادة الثامنة من الدستور التي تنص على أن حزب البعث قائد الدولة والمجتمع. كما استبعد البعض أن يؤدي المؤتمر على إجراء إصلاحات وتغييرات جذرية فيما يتعلق بمسألة الحريات والإعلام والطوارئ.

Das syrische Parlament in Damaskus
مبنى البرلمان السوري في دمشقصورة من: dpa

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قام لدى توليه للسلطة قبل خمس سنولت بإنعاش الآمال بانفتاح البلد، إلاّ أن العناصر القديمة في الحزب وقفت ضد تلك التوجهات لأنها كانت تدرك أن الانفتاح الحقيقي والديموقراطية يعني فقدانها للسلطة. وعلى هذا الأساس، فإنه لا يمكن توقع الكثير من هذا المؤتمر، وأقصى ما يمكن حدوثه هو اتخاذ قرار بحذف كلمة "الاشتراكي" من شعار الحزب لأنها لم تعد تتماشى مع مفاهيم عصرنا الحالي.

نشأة حزب البعث العربي

أسس حزب البعث العربي في عام 1947 في دمشق كل من ميشيل عفلق (مسيحي أرثوذكسي) وصلاح الدين البيطار (مسلم سني) واللذان تلقيا تعليمهما في باريس. وكان الاثنان يحلمان بتأسيس الأمة العربية الكبيرة وكانا ينظران إلى الدول العربية كأنظمة مؤقتة وكانا يحلمان بوحدة قومية كبيرة تخضع في النهاية لقيادة قومية. وقد أدى اندماج حزب البعث العربي عام 1954 مع الحزب العربي الاشتراكي الذي أسسه أكرم الحوراني في عام 1938 إلى ولادة "حزب البعث العربي الاشتراكي". لكن هذا الحزب الذي رفع شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" لم يستطع تحقيق أي وحدة بين الدول العربية.

ويبرز على الساحة السياسة السورية محوران رئيسيان: الأول ممثلاً بالجهة الوطنية التقدمية (حزب البعث الحاكم وحلفائه) والثاني وهو التجمع الوطني الديموقراطي (يضم ما يمكن تسميته بأحزاب المعارضة). ويحكم حزب البعث من خلال الجبهة الوطنية التقدمية وهي تحالف من أحزاب اصغر يقودها الحزب نفسه وتهيمن على أغلبية المقاعد في البرلمان.

ويتولى إدارة حزب البعث "قيادة قطرية" في كل دولة يتواجد فيها، في حين تضم القيادة القومية ممثلين عن فروع البعث في الدول العربية حيث يوجد. وتضم القيادة القطرية السورية 21 عضواً برئاسة بشار الأسد الأمين العام للحزب. وحسب أرقام رسمية ينتمي لحزب البعث السوري أكثر من 1.5 مليون شخص من إجمالي عدد السكان في سوريا والبالغ 17 مليون نسمة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد