الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته على نظام القذافي
٢٣ مايو ٢٠١١قرر وزراء الخارجية الأوروبيون اليوم الاثنين توسيع العقوبات على نظام معمر القذافي وبادروا إلى خطوة إضافية لمصلحة الثوار الليبيين، وفق مصادر دبلوماسية. وقال دبلوماسي أوروبي إنه تم توسيع إجراءات تجميد الأرصدة ومنع الحصول على تأشيرات. وسبق أن استهدفت إجراءات مشابهة القذافي والقريبين منه والشركات التي يشتبه بأنها تمول نظامه، لكنها باتت تشمل شخصية إضافية قريبة من الزعيم الليبي وشركة طيران ليبية.
وأورد بيان تبناه الوزراء الاثنين في بروكسل أن "الاتحاد الأوروبي قرر تكثيف جهوده بهدف منع نظام القذافي من الحصول على موارد وأموال (...)، وخصوصاً لمنع النظام من تعزيز ترسانته العسكرية وتجنيد مرتزقة". إلى ذلك، وغداة قيام وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي بافتتاح مكتب للاتحاد في بنغازي معقل المتمردين الليبيين، بادر الاتحاد إلى خطوة رمزية إضافية لمصلحة الثوار الممثلين في المجلس الوطني الانتقالي. وفي هذا السياق، أعتبر البيان الذي صدر الاثنين إلى المجلس الوطني الانتقالي "محاوراً سياسياً رئيسياً يمثل تطلعات الشعب الليبي"، الأمر الذي يشكل خطوة على طريق اعتراف رسمي بالمجلس من جانب الأوروبيين. وأعلن الوزراء الأوروبيون في بروكسل أنه سيتم افتتاح سفارة للاتحاد الأوروبي في طرابلس كما كان مقرراً قبل اندلاع الأزمة في ليبيا، "ما أن تسمح الظروف بذلك". وأضاف الوزراء في بيانهم أنهم "يقرون بالحاجة إلى بحث الاحتمالات القانونية لاستخدام الأرصدة الليبية المجمدة في تلبية الحاجات الإنسانية للشعب الليبي".
واشنطن: "على القذافي التنحي ومغادرة ليبيا"
من جانبها اعتبرت الخارجية الأميركية في بيان لها اليوم الاثنين بمناسبة زيارة يقوم بها أحد مسؤوليها الكبار إلى بنغازي، معقل الثوار الليبيين، أن على العقيد معمر القذافي أن يتنحى ويغادر ليبيا. وجاء في البيان أن "الولايات المتحدة مصممة على حماية المدنيين الليبيين وترى أن على القذافي أن يتنحى ويغادر البلاد". وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فلتمان قد وصل ليل الأحد الاثنين إلى بنغازي. والتقى صباح الاثنين مسؤولين من الثوار من بينهم زعيمهم مصطفى عبد الجليل، بحسب ناثانيال تيك احد المتحدثين باسم الممثلية الأميركية في بنغازي. وأضاف بيان وزارة الخارجية أن "زيارة فلتمان دليل آخر على الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للمجلس الوطني الانتقالي المحاور الشرعي وذي المصداقية للشعب الليبي". ومن المقرر أن يغادر فلتمان ليبيا الثلاثاء.
خطط لنشر مروحيات في ليبيا
من جانب نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية فرنسية اليوم الاثنين أن فرنسا ودولاً أخرى في التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي تعتزم نشر طائرات هليكوبتر في ليبيا في مسعى لزيادة الضغط على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي وقت سابق ذكرت صحيفة لوفيجارو أن 12 طائرة شحنت إلى ليبيا على متن حاملة الطائرات الهليكوبتر الفرنسية تونير في 17 مايو/ أيار في مسعى لتكثيف الهجمات على قوات القذافي وكسر الجمود في القتال الدائر منذ ثلاثة شهور بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة التي تحاول الإطاحة بحكم القذافي المستمر منذ أكثر من 40 عاماً. وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي "ليست طائرات هليكوبتر فرنسية فقط...إنه تحرك منسق من جانب التحالف".
وقوضت حملة القصف الجوي التي يشنها حلف الأطلسي مدرعات القذافي لكن ليس بالقدر الكافي لإنهاء الجمود. وعلى الرغم من أن طائرات الهليكوبتر ستسهل ضرب أهداف في المدن أو كامنة إلا أنها ستكون أكثر عرضة لنيران قوات القذافي الأرضية.
ورفض تيري بوركار، المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية، تأكيد صحة التقرير لكنه قال إن الحاملة غادرت قاصدة البحر المتوسط في 17 مايو/ أيار. ونقلت صحيفة لوفيجارو عن مصدر مطلع قوله "استخدام المروحيات من على متن تونير أحد سبل الاقتراب أكثر من الأرض". وتدعم فرنسا وبريطانيا وغيرهما من الدول الأوروبية المعارضة الليبية وكانت الطائرات الفرنسية أول طائرات تقصف قوات القذافي في مارس/ آذار بعد قرار الأمم المتحدة الذي أجاز التدخل لحماية المدنيين. وشنت الغارات الجوية التي يقودها الآن حلف شمال الأطلسي بينما كانت قوات القذافي تتقدم نحو بنغازي بعد أن توعد الزعيم الليبي بسحق المعارضة "دون رحمة."
(ع.غ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي