1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الألوان مشكلة تعترض إعادة تدوير الورق

٥ مارس ٢٠١٢

إعادة تدوير الورق هي عملية مفيدة على المستويين البيئي والاقتصادي، غير أن هذه العملية تعترضها بعض المشاكل التقنية، فبعض الألوان المستعملة في الطباعة الرقمية، يصعب إزالتها من الورق القديم المراد تدويره.

https://p.dw.com/p/14EID
صورة من: picture-alliance/dpa

تصور أنك تمسك جريدتك ولا تستطيع أن تقرأ الكتابة، لأن للورق لون داكن وملطخ ببقع. هذا السيناريو لم يعد مستبعدا وهذا بسبب بعض أساليب الطباعة الحديثة، والتي تختلف عن طريقة طباعة الجرائد القديمة. تتم الطباعة الرقمية غالبا على ورق أعيد تدويره: المطويات، الإعلانات...ومن مميزات الطباعة الرقمية، أنه يمكن طباعة ما يراد طباعته بشكل مباشر من الكومبيوتر إلى الطباعة، على عكس طباعة الأوفست الخاصة بالجرائد والكتب فتتم عن طريق لوح طباعي.

ولأن الأعمال الطباعية الرقمية تكون ملونة وجميلة وبتكلفة منخفضة، فإن المعلنين يفضلون أسلوب الطباعة الحديث. لكن صانعي الورق يتهيبون من الطباعة الرقمية، لأن الألوان تكون قابلة للتحلل في الماء. وهو أمر يبدو للوهلة الأولى مفيدا للبيئة، لكن قد تكون له عواقب وخيمة، فقد كتبت الجمعية الدولية للأبحاث في مجال تقنيات الدايكنيغ (INGEDE):"حتى الكمية الصغيرة من هذا المنتوج، قد تكون مضرة بعملية إعادة تدوير الورق". وقد اتحد في هذه الجمعية 40 صانع ورق، لإيجاد حلول للمشاكل التي تسببها الطباعة الرقمية لعملية إعادة تدوير الورق.

"ثوب أحمر في غسيل أبيض"

Papierrecycling
أحد مصانع إعادة تدوير الورقصورة من: INGEDE/Axel Fischer

لإعادة تدوير الورق القديم يجب إزالة الألوان من عليه، وهذه الخطوة المفتاح في عملية تدوير الورق هي ما يطلق عليه "الدايكينغ". لذلك يتم في مصانع الورق، تقطيع الورق لقطع صغيرة ويتم تحليلها في الماء. ويتم وضع الصابون ويُنتظر حتى يبدأ الورق في الانتفاخ وتبدأ الألوان في الخفوت. وبتحريك خليط الماء والورق من تحت، يمر الهواء من خلال الخليط، وتطلع جسيمات الألوان إلى أعلى سطح الماء، على شكل رغوة سوداء انسيابية. تتم عملية إزالة الألوان هذه أو الدايكينغ بشكل ناجح، عندما يتعلق الأمر بطباعة الأوفست، أي الطباعة القديمة.

لكن ألوان الطباعة الرقمية تظل في الماء ولا تطلع إلى السطح عن طريق الهواء. ولأن الماء يدور في شكل دائري، فإن جسيمات الألوان تتجمع مع الوقت في الماء. وبقدر ما تجمعت بقدر ما يصير الاحتمال كبيرا أن تظل الألوان عالقة في الألياف الورقية. وبالتالي يصير لون الورق داكنا. ويشرح الخبير في إعادة تدوير الورق الكسندر فيشر هذه العملية كالتالي:" إن الأمر يشبه وجود جورب أحمر في غسيل أبيض، ويطلق الجورب اللون الأحمر لينتشر في باقي الغسيل، وبالتالي يصير لون الغسيل ورديا". وهذا يعني أن الورق الذي تمت إعادة تدويره وكان له لون ما، يصير غير صالح للطباعة ويصير مصيره برميل القمامة.

ليست كل الطباعات الرقمية متشابهة

Papierrecycling: Deinking
تطلع جسيمات الألوان إلى أعلى سطح الماء، على شكل رغوة سوداء انسيابيةصورة من: INGEDE/Axel Fischer

لإزالة الألوان من الورق المراد إعادة تدويره، هناك طريقتين: في أوروبا يتم إعادة تدوير الورق بنفس الطريقة التي وصفناها في السابق، أما في أمريكا الشمالية، فهناك عملية أخرى يطلق عليها" الغسيل". لكن حتى هذه العملية لا تلقى نجاحا مع ألوان الطابعة الرقمية. ولكن ليست كل عمليات الطباعة الحديثة تتسبب في مشاكل لصانعي الورق. وحسب الجمعية الدولية للأبحاث في مجال تقنيات الدايكنيغ، فعملية إزالة الألوان يمكن أن تنجح مع ألوان الحبر الجاف والذي هو عبارة عن غبار. وهو حبر موجود في الطابعة بالليزر أو في آلات النسخ. أما أسوأ شيء هو الحبر الذي تنتجه الطابعات النافثة للحبر، حيث يمكن لهذا الحبر أن يجعل عملية إزالة الألوان من الورق المراد تدويره مستحيلة."الحبر الأصفر والأزرق تصعب إزالته، لأن هذين اللونين يتركان طبقة خفيفة تصعب إزالتها" كما تقول جمعية الدولية للأبحاث في مجال تقنيات الدايكنيغ.

أما أهم مشكله تواجه صانعي الورق فهي الطباعة بالحبر السائل المسمى "انديغو" والذي يستعمل على سبيل المثال في أغلفة الكتب. حيث تنفث الطابعة اللون على حامل وينقل طبقة بلاستيكية رفيعة من فيلم البوليمار على الورقة. وهذه العملية تعتبر كارثية بالنسبة لعملية الدايكينغ. وقد اضطرت إحدى الشركات الألمانية إلى رمي ما يعادل 140 طنا من الورق المعاد تدويره، لأن ذلك الورق، كان يحتوي على بقايا قليلة من الحبر السائل، وبالتالي صار الورق متسخا وملطخا ببقع من الألوان، وصار من غير الممكن استعماله.

مساعي لحل المشكلة من شركات الطابعات الرقمية

Papierrecycling: Deinking
عندما تصير الرغوة بيضاء، يعني أن الألوان أزيلت من الورقصورة من: INGEDE/Axel Fischer

صانعو الطابعات الرقمية واعون للمشكلة، وكذلك بعض المؤسسات، وفكرتهم تكمن في أن عملية الداينكينغ ينبغي أن تتغير حتى تتلاءم مع الطباعة الحديثة. ويقدمون من وقت لآخر بعض الطرق الجديدة لعملية الدايكينغ، والتي تتوصل إليها مختبرات البحث العلمي. لكن الخبير الكسندر فيشر يرى الأمر مجرد تصور خيالي:"إعادة تدوير الورق وبالخصوص الدايكينغ هما عمليتان لا يمكن تغييرهما ".

وهذا المشكلة لا ينبغي أن ينظر إليها بمعزل عن مشاكل أخرى، لأن عدم نجاح عملية تدوير الورق المطبوع رقميا يعني أن هناك نسبة مهمة من المادة الخام ستضيع، وهذا يعني أيضا ارتفاعا في حجم المخلفات. فمثلا تعتمد الصحف الألمانية مئة بالمائة على الورق المعاد تدويره، لذلك بدلا من البحث في كيفية إزالة الألوان، يجب على شركات الطباعة الرقمية نفسها أن تطور من إمكانياتها وتساهم بالتالي في إنجاز، قد يمكن من إزالة الألوان. وقد بدأت بعض الشركات فعلا في هذه العملية، حيث أنتجت طابعات تساعد في نجاح عملية إعادة التدوير.

بريجيته اوستيرات/ ريم نجمي

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد