1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأكراد وإعلان الدولة:أسباب ومعّوقات

٢٣ فبراير ٢٠١٢

بما أن الأكراد يملكون مقومات الدولة فما هي الأسباب التي تحل دون إعلانهم عن قيام دولتهم ؟

https://p.dw.com/p/SC7o

وفقآ لمبدأ حق تقرير المصير فإن المجتمع الذي يحق له تقرير المصير ، هو مجموعة من الناس الناطقين بلغة واحدة وذوي ثقافة مشتركة يعيشون في منطقة معينة ذات حدود واضحة ، لهم الحق في تحديد طموحاته السياسية أي باختيار شكل السلطة الذي يريدهُ هذا المجتمع ، وهذا لا يعني بالضرورة الانفصال .

وبما ان حقوق الشعب الكردي قد تعرض للإهمال في كل مناطق كردستان ولم يكن يملك الحق في تقرير المصير، فقد قاموا بعدة ثورات وكانت كلها تنطلق من إطار مبدئي واحد ، الا وهو التخلص من واقع مزري أثقل كاهل الشعب نحو واقع أكثر إشراقا يضمن كرامته وحقوق أبنائه ، والأمل ببناء مستقبل تسوده العدالة والمساواة بين عموم أفراد المجتمع بعيدا عن الغبن والتفرقة . وبما أن الأكراد يملكون مقومات الدولة فما هي الأسباب التي تحل دون إعلانهم عن قيام دولتهم ؟ قبل الإجابة عن ذلك ، سوف نتناول بعض محاولات الأكراد لخلق كيان مشروع للشعب الكوردي . فبالنسبة لأكراد تركيا ،بعد الحرب الحرب العالمية الأولى وبالرغم من معاهدة سيفر الموقعة في ١٠ آب ١٩٢٠ بين الحلفاء (الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى ) والامبراطورية العثمانية ،المهزومة في الحرب) والتي اقرت وفقاً للمواد ٦٢و٦٣و٦٤ من الفقرة الثالثة بحق الشعب الكوردي أقامة كيانهم السياسي المستقل ، وحقهم في تقرير المصير والسماح لولاية الموصل بالانضمام الى كردستان ووفقاً للمادة ٦٢ التي نص على ما يلي :- إذا حدث خلال سنة من تصديق المعاهدة ان تقدم الاكراد الساكنين في منطقة حدودها مادة ٦٢ قائلين ان اغلب سكان هذه المنطقة يناشدون الاستقلال عن تركيا وكان باستطاعتهم العيش في حياة مستقلة وتوصيتها بمنح الاستقلال ،فان تركيا مجبرة على التخلي عن كل حق في هذه المنطقة ، لكن الحكومة الوطنية التركية بقيادة كمال اتاتورك (الذي شكل الجمهورية التركية فيما بعد ١٩٢٣ ) رفضت هذه المعاهدة وعملت على الغائها ، لان كان سيؤدي إلى خسارة تركيا لكثير من اراضيها ،ونتيجةً لضغط تركي وتأسيس الجمهورية التركية عقدت معاهدة لوزان سنة ١٩٢٣ التي الغيت معاهدة سيفر ، واعترفت بالجمهورية التركية ورسمت حدود تركيا ، غير أن مقاومة الشعب الكوردي لم تتوقف فاستمرت الانتفاضات والوثبات الشعبية في جميع اجزاء كردستان . اما في إيران ،فعندما اتفق الحلفاء (روزفلت وستالين وتشرشل) أثناء الحرب العالمية الثانية في مؤتمر طهران (تشرين الثاني ١٩٤٣ ) على إجلاء قواتهم من إيران بعد انتهاء الحرب بستة أشهر. وقد انتهت الحرب في أوروبا يوم ٨/٥/١٩٤٥ باستسلام ألمانيا . وطبقا لبنود الاتفاق، فقد انسحبت القوات الأمريكية من جنوب إيران وانسحب الجيش البريطاني من الوسط والجنوب ، ولم تنسحب القوات الروسية من شمال إيران. وبعد ذلك وبدعم من الاتحاد السوفيتي وضعف االحكومة الايرانية تم تأسيس جمهورية اذربيجان عام ١٩٤٥ . كان ذالك بمثابة دافع ليقوم القاضي محمد رئيس الحزب الديمقراطي عن انشاء جمهورية الكردستان وعاصمتها مهاباد في ٢٢-١-١٩٤٦ ،ولكن لم تستمر طويلا فقد انهارت في الكانون الاول من نفس العام ، وكان هنالك عدة اسباب منها كانت اقتصادية وسياسية وعوامل خارجية ، لكن لجوء ايران الى الاسلوب السياسي والمجلس الامن لحل الخلاف مع الاتحاد السوفيتي ووقوف الغرب الى الجانب ايران ساهم بشكل او بآخر على اسراع سحب موسكو قواتها من الإيران وخاصة بعد اتفاقية عقد بينهما وبموجبها حصلت الاتحاد السوفيتي على امتيازات نفطية هائلة في ايران وكان لإجلاء السوفيت لقواتها من شمال ايران قد مهد لإيران الطريق بإحتلال الجمهوريتين . اما في العراق فإن الشعب الكردي كافح و ناضل على مدى عقود من السنين من اجل نيل حقوقه القومية وانتفض في الكثير من الثورات ، حيث كانت أهداف تلك الثورات تنبع من خلق كيان مشروع للشعب الكوردي أسوه بباقي الشعوب في العالم . والاكراد الآن في العراق ييتمتعون بالفدرالية وهم في وضع اقتصادي جيد ، وانا بإعتقاد ان ليس من مصلحة الاكراد في الوقت الراهن اعلان الاستقلال وذلك لعدد اسباب منها :- اسباب استراتيجية :- ليس للكراد اي منفذ بحري ، والدول الجوار ضد اي محاولة لتأسيس دولة كردية ، واعلان الدولة سيؤدي الى محاصرت الاكراد ، وستؤثر ذلك بشكل او بأخر على استمرار الدولة ، اي لابد لهم قبل اعلان الدولة ، الحصول على دعم دولة جارة واحد على الاقل . الإعتراف الدولي :- على الرغم من المقومات التي يملكها الاكراد لإعلان الدولة ، فيبقى الإعتراف الدولي هو الاهم ، ان من الدول المعارضة بشدة لإعلان الدولة الكردية هي تركيا ، والتي لها علاقات قوية ومصالح استراتيجية مع الولايات المتحدة ، وكما هو معلوم فإن الاخيرى لايهمها سوى مصالحها ، فإنها غَيّر مستعدة لتضحية علاقاتها مع اتراك لصالح الكراد اللذين ليس لهم مستقبل معلوم بعد الإعلان عن دولتهم والحال كذلك بالنسبة للدول العربية ،التي تبدي مخاوفها من ان تؤدي هذا التقسيم الى تهديد مباشر لاستقرار العديد من الدول العربية التي يوجد بها أقليات عرقية ومذهبية !. اسباب اقتصادية :- انّ الاكراد يحصلون على نسبة 17 % من مجمل الميزان العراقية اضافة الى الموارد الطبيعة الموجودة في الاقليم ، وإن مصير كركوك الغنية بالنفط لم تحسم لحد الآن , ليس من مصلحة الاكراد في الوقت الحاضر التخلى عن ذلك. واخيرا انا اعتقد أن هذه التصريحات التي يبديها قادة الاكراد , ليس إلا نوع من الضغوطات السياسية على الحكومة المركزية كي تستجيب لمطالب الاكراد بما يتعلق بموضوع النفط وتطبيق المادة 140 ,لاني اعتقد الآن انه ليس من السهل أن تعلن دولة كردية في هذه الظروف .......
Title: Male | Name:

فرهاد سليمان نرمو | Mailaddress: further Information: 1
Herkunftsseite: نشرنا رسالتك