افتتاح معرض للنقش على الخشب للأخوين الألمانيين توبياس في نيويورك
٢٨ نوفمبر ٢٠٠٧يعد الفن بكل أشكاله وألوانه تعبيرا حضاريا عن تاريخ النشاط الإنساني وهو وجه الحياة المشرق المتألق. والفنان الذي يولد ومعه سحر الحياة وعذوبتها، يكاد يكون خير من يعبر عن مكنونات النفس البشرية بلمسات ريشته الفنية، ليخرجها بأساليبه وأدواته المختلفة ،كما لو بدت مزيجا من سحر الجمال وعذابات التعب.
وانطلاقا من كون فن النقش على الخشب "أبو الفنون البصرية "، وفق رؤية النقاد، وتجسيدا للرؤية الكاملة للأشياء والموجودات يشهد متحف نيويورك للفن الحديث، وهو من أعرق المتاحف العالمية التي تعنى بالفن الحديث، اليوم افتتاح معرض النقوش الخشبية للأخوين التوأمين الألمانيين، جيرت و أوي توبياس، 34 عاما، من مدينة كولونيا الألمانية.
مسيرة فنية حافلة
وستستمر فعاليات المعرض من 28 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 25 فبراير/ شباط القادم. ويقدم الأخوان في معرضهما المشترك هذا عشرين عملا فنيا يمثل باكورة إبداعهم وفنهم. وكان القائمون على متحف نيويورك للفن الحديث قد امتدحوا في وقت سابق أعمال الأخوين بوصفها "فنا جميلا بالغ الرقة والإحساس".
ويشكل وصول هذين الأخوين إلى درجة العالمية نقلة نوعية في مسيرتهم الفنية وإقرارا بقدراتهم الإبداعية. وفي هذا السياق يقول الفنان ميشائيل جانسن، والذي يقوم بالرعاية الفنية للأخوين الفنانين منذ عام 2004: "هذه فرصة عظيمة للذهاب إلى نيويورك ، إنها الطريق إلى العالمية". يذكر أن الفنانين جيرت و أوي قد ولدا في رومانيا ثم انتقلا مع عائلتهما عام 1985 إلى ألمانيا. وقد التحقا بكلية الفنون في جامعة بروانشفايج.
إبداع وتميز
ويقول جيرت في وصفه لآلية العمل المتبعة في ورشتهما الفنية في مدينة كولونيا: "نحن نتواصل مع بعضنا كما لو كنا شريكين، فكل واحد منا يقدم مساهمته الخاصة في العمل الفني والذي يحمل في النهاية البصمات الفنية لكلينا". وفي بداية مشوارهما الفني جرب الأخوان أنواعا عديدة من أشكال النقوش على العديد من الخامات، ليكتشفوا في النهاية شغفهم بالنقش على الخشب . ويسعى الفنانان أيضا إلى تطوير أدواتهم الفنية والنحتية للوصول إلى منحوتة عصرية، تحمل في كل دلالاتها سمات التطور، إذ قاما بتطوير آلات خاصة لتنفيذ عملية الحفر على الخشب، بالإضافة إلى أدوات تساعد في عملية الرسم والنقش.
وتبدو اللوحات الخشبية الفنية تارة تجسيدا لمظاهر الطبيعة وتارة أخرى تعبيرا عن شخصية معينة أو تعبيرا عن رؤية أو فكرة استلهمت مفرداتها من مكنونات النفس الإنسانية، مما يجعل تجربتهم النقشية الإبداعية غاية في الجمال والتألق، لتعطي الشكل المادي بعداً بصريا جماليا، يدخل البهجة إلى قلوب الناظرين ويُشيع نوعا من إيقاع الحياة.
الجودة هي المعيار
تشهد سوق الفن الحديث رواجا عالميا في هذه الأيام، إذ تكثر المعارض والمتاحف التي تعنى بالاتجاهات الفنية الحديثة. وفي هذا السياق فإن الفن الألماني يلقى قبولا واستحسانا دوليين، إذ يقول كورتار شتيفان جرونرت، الخبير في شؤون الفن الحديث: "في هذه الأيام يلقى الفن الألماني إقبالا كبيرا على مستوى العالم وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف قائلا :"الأعمال الفنية الألمانية تتمتع بجودة عالية وليس هناك ما هو أفضل من الحفاظ على هذه النوعية والجودة والعمل على الارتقاء بها دائما". وبدا جرونت على قناعة تامة بأن الأخوين توبياس سيتلقيان عروضا من متاحف عالمية أخرى لتقديم أعمالهم الفنية فيها. الجدير بالذكر أن أعمال الفنانين توبياس سيتم عرضها في شهر آذار القادم في متحف مدينة بون للفنون في ألمانيا.