1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتداءات على سوريين في تركيا تلقي بظلالها على شمال سوريا

٥ يوليو ٢٠٢٤

خلال الأيام القليلة الماضية، استمرت هجمات أتراك على سوريين في ولاية قيصري وسط البلاد، والتي امتدت حتى مدن الشمال السوري ومدن تركية أخرى. وتحاول السلطات التركية السيطرة على هذه "الجرائم العرقية" كما يصفها ناشطون.

https://p.dw.com/p/4huAT
أعمال شغب ضد مهاجرين سوريين في تركيا
أعمال شغب ضد مهاجرين سوريين في تركيا صورة من: DHA

"في حدود الساعة التاسعة مساء من يوم 30 حزيران/يونيو، وبينما كنت أغلق دكاني، تعرضت لهجوم وحشي من شباب أتراك وبدأو بضربي وضرب أبي المسن في العمر، وحرقوا السيارة التي لا أملك غيرها، وكانت قطتي داخل قفص في السيارة"، هذا ما قاله حسام وهو سوري يعيش في تركيا  منذ 10 أعوام ويعمل في بيع الخضار، في اتصال مع فريق "مراقبون" التابع لـ"فرانس24".

ومنذ عدة أيام، يتعرض سوريون مقيمون في تركيا إلى هجمات عنيفة  من قبل مواطنين أتراك، لا سيما في ولاية قيصري وسط البلاد.

وبحسب السلطات التركية، ألقى السكان المحليون القبض على مواطن سوري وسلموه إلى قوات الأمن مساء الأحد، 30 حزيران/يونيو، "بعد تحرشه بفتاة سورية من أقاربه"، في منطقة ميليكجازي إسكي شهير باجلاري في قيصري. لكن وبعد ساعات من التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، شرع مواطنون أتراك في مهاجمة ممتلكات سوريين ومحالهم التجارية وسياراتهم.

وقال مصدر بالمعارضة السورية وسكان إن تركيا أغلقت معابرها الحدودية الرئيسية إلى شمال غرب سوريا بعد تعرض قوات تركية لإطلاق نار من سوريين غاضبين بسبب العنف ضد أفراد من الجالية السورية في تركيا. كما أعلنت السلطات التركية إعلاق معابرها الحدودية مع سوريا واعتقال المئات من المشتبهين بارتكاب أعمال عنف.

"كيف نحمي أنفسنا؟"

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو وصور قال ناشروها إنها تظهر اعتداء مواطنين أتراك على المحال التجارية والمنازل والسيارات الخاصة بالسوريين، بالحرق والتكسير ورمي الحجارة.

وفي أحد هذه المقاطع، يظهر رجل سوري ينزف من رأسه، ويقول "بمجرد أن قلت إني سوري، انهالوا عليّ بالضرب. ماذا نفعل كي نحمي أنفسنا؟".

وفي مقطع آخر، يظهر عناصر من الأمن التركي وهم يضربون رجالا ونساء، ويستخدمون بخاخ الفلفل ضدهم. ويعلق ناشر المقطع "إنها جرائم عرقية ضد السوريين". وذكرت وسائل إعلام تركية أن أحداث الشغب  في ولاية قيصري أسفرت عن إصابة 14 ضابط شرطة ورجل إطفاء.

في اتصال مع مهاجرنيوز، قال الناشط أسامة الموسى، وهو سوري مقيم في مدينة بورصة التركية، إن الأيام الماضية شهدت عمليات شحن من قبل بعض الأتراك في المدينة، وأنهم قرروا التجمع في منطقة معينة من المدينة لحرق وتكسير محال السوريين، لكن السلطات الأمنية طوقت المكان وطالبت أصحاب هذه المحال بإغلاقها مبكراً، ومنعت أعمال الشغب قدر المستطاع، لكن "بالتأكيد لا بد من حدوث بعض الثغرات هنا أو هناك. أنا شخصياً كنت متوجها إلى عملي في أحد المطاعم، ورحب صاحب العمل بي واطمأن أنه لم يصبني أي مكروه. هناك الكثير من الأتراك غير مؤيدين لأحداث الشغب، إذا كان هناك شخص قد أذنب، هناك دولة وقانون لمحاسبته، وليس المواطنين. وقبل أن ينتهي دوامي، اقترح علي صاحب المطعم أن يستضيفني أنا والسوريين الآخرين الذين أعيش معهم، في منزل قريب لعائلته، هناك أيضاً بعض المبادرات من قبل  أتراك  لوضع أعلام تركية على المحال السورية لحمايتها من الهجمات".

وألقت هذه الأحداث بظلالها على  مناطق شمال سوريا، لا سيما مدن الباب وإعزاز وعفرين التي تقع تحت السيطرة التركية. واحتج المواطنون السوريون على الطريقة التي يتعامل بها الأتراك مع السوريين في قيصري، واعترضوا الشاحنات التي يقودها أتراك، كما استبدلوا الأعلام التركية بأعلام الثورة السورية على المباني الحكومية. مما أدى إلى اندلاع اشتباكات أدت إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وليست هذه المرة الأولى التي يشن فيها مواطنون أتراك حملة عنصرية عنيفة على السوريين. حيث شهدت قيصري ذاتها نهاية حزيران/يونيو 2019، حملة مشابهة، تعرضت خلالها العديد من المنازل والمحلات الخاصة بالسوريين للحرق والاعتداء كما أقدم مواطنون أتراك على تكسير عدد من سيارات السوريين باستخدام جرافات.

"أحداث قيصري".. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟

وامتدت هذه الاعتداءات على مدار عدة أسابيع، ووصلت إلى إسطنبول ما دفع العديد من التجار السوريين في حينه، إلى "تتريك" أسماء محالهم التجارية من العربية، خوفاً من تعرضهم للأعمال التخريبية العنصرية.

السلطات تتابع التحقيق في الوقائع

وصرح وزير الداخلية التركي علي يرليكايا، يوم أمس الإثنين، "لقد بدأنا التحقيق على الفور في هذا الشأن. تصرف سكان المنطقة بشكل غير قانوني وبشكل لا يليق بقيمنا الإنسانية، مما أدى إلى إتلاف منازل وأماكن عمل ومركبات تعود لمواطنين سوريين".

ووفقاً للوزير، تدخلت قوات الأمن للسيطرة على الوضع، واعتقلت 67 شخصا.

وعلق يرليكيا "تركيا دولة تحكمها سيادة القانون. وتواصل قواتنا الأمنية معركتها ضد جميع الجرائم والمجرمين اليوم، كما فعلت بالأمس. وسيمنح القضاء التركي المجرمين العقوبة التي يستحقونها".

وفي منشور آخر على منصة إكس، أشار الوزير إلى أن نحو 343 ألف منشور تم تداولها حول الحادثة على المنصة من حوالي 79 ألف حساب. وأوضح أن التحقيقات أظهرت أن 37% من الحسابات التي نشرت تلك المنشورات هي آلية (روبوتات)، وأن 68% من المنشورات كانت تهدف إلى التحريض ونشر الكراهية.

وأضاف أن السلطات فتحت تحقيقات مع 63 حسابا، وتمت إحالة 10 منها إلى النيابة العامة، فيما لا تزال الإجراءات مستمرة بحق البقية.

وقالت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، إنه "تم وضع الطفلة الضحية وإخوتها ووالدتها تحت حماية الدولة بعد الإجراءات في مركز الشرطة، وقد بدأت فرق الخبراء لدينا عملية دعم نفسي واجتماعي للطفلة وعائلتها".

السلطات التركية ومواجهة "الهجرة غير الشرعية"

وتتزامن هذه الأحداث مع الحملة التي تشنها السلطات التركية ضد "الهجرة غير الشرعية ومنظمي تهريب المهاجرين".

تحت عنوان "كالكان-25"، أطلقت السلطات عمليتها المستمرة منذ الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن الكشف على 149 من منظمي تهريب المهاجرين، بالإضافة إلى توقيف 2,563 مهاجرا غير نظامي تم تسليمهم إلى المديريات الإقليمية لإدارة الهجرة لبدء إجراءات الترحيل.

ونشر وزير الداخلية على حسابه على تويتر، مقطع فيديو يظهر الوحدات المتنقلة المسؤولة عن فحص وضع المهاجرين، عبر التأكد من أوراقهم الثبوتية وأخذ بصمات أصابعهم.

كما تأتي هذه الاحداث بعد يومين فقط من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، واستعادة العلاقات مع النظام السوري.

وتستقبل تركيا 3,2 مليون لاجئ سوري في البلاد. وفي تعليق لافت، طالب نائب زعيم حزب الحركة القومية التركية، إسماعيل أوزدمير، بترحيل السوريين، وقال "نتوقع أن يتم تأمين عودة كريمة لضيوفنا السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن، من أجل سلامة تركيا وأمنها".

وفي رأي مماثل قال مساوات درويش أوغلو، زعيم حزب الجيد المعارض، "قضية اللاجئين تهديد وجودي لأمننا القومي".

 

مهاجر نيوز 2024