1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استمرار المواجهات مع الحوثيين ـ هل الحرب السابعة قادمة؟

٢٦ يوليو ٢٠١٠

تتواصل الاشتباكات منذ أيام بين المتمردين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة ما ينذر بوقوع حرب سابعة في شمال اليمن. دويتشه فيله استطلعت آراء بعض الخبراء والسياسيين حول أبعاد هذه الاشتباكات وتأثيرها على مستقبل اليمن ووحدته.

https://p.dw.com/p/OVCM
هل ينذر التوتر في صعدة والمناطق المحيطة بها بالتصاعد إلى درجة اندلاع حرب سابعة؟صورة من: AP

ارتفعت حصيلة قتلى معارك منطقة حرف سفيان في شمال اليمن بين المتمردين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة اليمنية إلى نحو مائة قتيل. وقد تجددت المعارك في هذه المنطقة بين المتمردين وأبناء قبيلة بن عزيز، التي يصر الحوثيون على مغادرة أحد رموزها، وهو النائب الشيخ صغير بن عزيز، للمنطقة كشرط أساسي لوقف إطلاق النار. ومن هنا يحمّل الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد جميح الحوثيين المسؤولية عن تجدد الاشتباكات الأخيرة في شمال البلاد. ويضيف جميح، الذي يقيم في لندن، في حوار مع دويتشه فيله، بأن لدى الحوثيين إستراتيجية معروفة؛ فما أن تبدأ الحرب "ويشتد الخناق عليهم حتى يبدؤوا بتوجيه الرسائل، مستنجدين الدول العربية والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف الحرب". ومع توقف الحرب "يبدأ برنامج اليوم الأول لديهم (الحوثيين) وهو العمل بخطى حثيثة على تصفية العناصر القبلية"، التي وقفت إلى جانب الدولة أثناء الحرب، و"ترهيبها من أجل إخضاعها لسيطرتهم أو على الأقل ترحيلها كما هو الحال الآن مع النائب بن عزيز".

"تصفية حسابات بين القبائل"

Jemen Laden in Sanaa mit Porträt Präsident Ali Abdullah Salih
استبعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقوع حرب سابعة مع الحوثيينصورة من: AP

ويرى جميح في هذه الاشتباكات "تصفية حسابات" بين قبائل موالية للحوثيين وأخرى مدعومة من الدولة مستبعدا "فرضية وقوع حرب سابعة وجديدة بين المتمردين والجيش اليمني لأن الدولة والحوثيين معا لا يبدو أنهما في نيتهما خوض الحرب مجددا". وهو ما أكده الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أيضا، حين دعا الحوثيين إلى الالتزام بالنقاط الست، التي اتفق عليها الجانبان، وعلى ضوئها أوقفا الحرب السادسة. وأضاف صالح في خطاب بمناسبة تخرج وحدات من منتسبي قوات الأمن المركزي بأن "خيار الدولة هو السلام والأمن والاستقرار، ست حروب كفى!". وإذا كان الرئيس اليمني "لا يخشى من أن تتطور هذه الاشتباكات إلى حرب شاملة" في الشمال فإن للمعارضة رأيا آخر. إذ يرى عبد السلام رزاز، عضو المجلس الأعلى لأحزاب المعارضة المعروفة باللقاء المشترك، بأن تجدد الاشتباكات واستمرارها لأيام "مؤشر خطير يعني أن الطرفين لا يلتزمان باتفاقية وقف إطلاق النار". ويضيف رزاز، في حوار مع دويتشه فيله، بأن المعارضة "تخشى من أن تتطور هذه الاشتباكات لحرب جديدة شاملة، حرب سابعة مع الحوثيين".

جبهات عديدة وعجز السلطة المركزية

Kämpfe in Jemen
يستبعد الصحافي الألماني شتيفان بوخن وجود صلة بين المعارك مع الحوثيين وعمليات القاعدةصورة من: picture alliance / dpa

ويرفض الصحافي والمحلل السياسي الألماني شتيفان بوخن تقسيم الاشتباكات بين الجيش اليمني وبين الحوثيين، في السنوات الخمس الماضية، على أساس أنها ست حروب. ويصفها بأنها "حرب واحدة مع توقفات معينة". ويضيف بوخن، في حوار مع دويتشه فيله، بأنه "انتبه إلى عمق الخلافات في البلاد وإلى حجم الدمار، الذي لحق بمدينة صعدة والمناطق الريفية المجاورة لها، أثناء زيارة قام بها مؤخرا إلى اليمن". فإذا لم تتم "إعادة البناء في هذه المناطق وتحل المشاكل، التي قامت بسببها الحرب فإن الاشتباكات ستستمر"، على حد قوله.

ويقارن بوخن بين اليمن والسودان، وحتى الصومال، لأن "الحكومات المركزية في هذه الدول لا تفرض سيطرتها على كل أرجاء البلاد وهي عاجزة عن تقديم أبسط الخدمات لكل مواطنيها". وبالرغم من أن الصحافي الألماني "لا يرى صلة مباشرة بين تجدد الاشتباكات في شمال البلاد وبين العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة وما تقوم به المعارضة في الجنوب (الحراك الجنوبي) فإنه يحذر من خطر تمزق اليمن إلى عدة دويلات".

"الاتفاق مع المعارضة هو الفرصة الأخيرة"

ويتفق المعارض اليمني عبد السلام رزاز مع الصحافي الألماني في مخاوفه من "خطر انزلاق اليمن نحو التمزق". ويضيف رزاز لدويتشه فيله بأنه "يخشى فعلا على وحدة اليمن لأن الانقسامات الثقافية قد حدثت". وإذا حصل أي انفصال فلن "يكون بين شطرين وإنما ستنقسم اليمن إلى أكثر من جزء"، لافتا إلى أن غياب "الدولة ومؤسساتها وغياب القانون يعزز هذه المخاوف".أما الباحث اليمني، المقيم في لندن، محمد جميح فينظر "بتفاؤل حذر" إلى ما يجري في اليمن بالرغم من تحذيره من "المشروع الطائفي للحوثيين". ويبني جميح تفاؤله على الاتفاق الجديد، الذي وقعته أحزاب اللقاء المشترك المعارضة مع الحزب الحاكم. ويشكل هذا الاتفاق، الذي ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على الانتخابات، "الفرصة الأخيرة لإخراج اليمن من أزماته". كما يرى جميح بأن مؤتمر لندن الأخير حول اليمن شكل "الضمانة الأكيدة للوحدة اليمنية لأن العالم لا يريد اليمن منقسما إلى جوار حقول النفط".

أحمد حسو

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد