احتفال المثليين الألمان بذكرى شارع كرستوفر
احتفالات المثليين في وسط مدينة كولونيا
خرج الآلاف من المثليين والمثليات الألمان إلى وسط مدينة كولونيا في احتفالات كرنفالية وفعاليات مهرجانية، مالئين الشوارع ومحتفين بإلغاء القوانين التي كانت تضع المثلية الجنسية تحت العقوبة ومطالبين بحقوق قانونية واجتماعية أكثر، كمساواتهم في الحقوق والواجبات مع غيرهم من الناس، ومطالبين بالمزيد من قبولهم كجزء لا يتجزأ في وسطهم الاجتماعي.
نصف عراة لإحياء ذكرى شارع كرستوفر
يطلق على هذا الاحتفال في ألمانيا اسم ذكرى يوم شارع كرستوفرChristopher Street Day CSD. وتعود هذه التسمية إلى كفاح المثليين والمثليات تجاه أعمال العنف التي قامت بها شرطة نيويورك في الولايات المتحدة ضدهم. وقد كان ذلك في شارع كرستوفر بمنطقة منهاتن قبل أربعين سنة. والاحتفال بذكرى يوم شارع كرستوفر هو تقليد سنوي ينظمه المثليون ومناصروهم في فصل الصيف في الكثير من مدن أوروبا وأمريكا وأستراليا والصين وروسيا وغيرها من دول العالم. وتعد مدينة كولونيا عاصمة المثلية الجنسية في ألمانيا لكثرة المثليين والمثليات فيها.
فعاليات في الهواء الطلق
مسرح في الهواء الطلق وعلى خشبته تقدم عروض راقصة ومغنون يُطربون المثليين والمثليات ومناصريهم وكل المتفرجين. على حائط المسرح كلمات تدعو لاستخدام الواقيات الذكرية والاحتراس من مرض الإيدز. الموسيقى الشبابية تتعالى وصوت مقدم العرض يجلجل عبر المكبرات: (دعونا نفخر بكوننا مثليين جنسياً).
أكثر من خمسمئة ألف نصير ومتفرج
مجموعات بشرية تمشي بأزياء تنكرية ملونة وآخرون نصف عراة. شعارهم :(حريّتنا لها قصة!). على صدرأحدهم مكتوب: (أنا أمارس الذنب ولا أبالي). وعلى كتف إحدى الفتيات مكتوب: (كُن حراً وكوني حرة! أنا لستُ مثلية جنسياً ولكني أناصر حقوق المثليين). وتلوح من ورائهم كاتدرائية كولونيا الشهيرة ويجري بجوارهم نهر الراين.
المجتمع الألماني ينظر بتسامح للمثليين والمثليات
عن نظرة المجتمع الألماني للمثليين جنسيا قال أحد هؤلاء المثليين: "أعتقد أنّ المجتمع الألماني قد تفوّق على حكومته في نظرته لنا، فمجتمعنا برأيي يقبل حقوقنا كمثليين ومثليات بتسامح. " وقال آخر: "بشكل عام الألمان متسامحمون جدا تجاه المثليين والمثليات. لقد كانت الحال قبل خمسين عاماً أسوأ بكثير. وقد تحسنت الأمور بشكل كبير. غير أنه لا يزال هناك مضايقات مباشرة أو غير مباشرة تجاهنا نحن المثليين من قبل بعض الناس في مجتمعنا الألماني وأتمنى أن يتخلى هؤلاء عن ذلك وأن يتحسن الحال في المستقبل."
مئات الآلاف من المناصرين والمتفرجين
يقام في الاحتفال فعاليات توعويةً تتعلق بالدعم المالي من أجل الحماية من مرض الإيدز والحث على استخدام الواقيات الذكرية.
مطالب المثليين والمثليات
وحول حقوق ومطالب المثليين في ألمانيا يقول السيد يوسِف فينكلر Josef Winkler عضو البرلمان الألماني عن حزب الخضر الداعم لحقوق المثليين والمثليات: "هناك قانون يضمن لكل مثليين إقامة علاقة شراكة فيما بينهما، إلا أن هذه الشراكة لا ترقى في نظر هذا القانون إلى العلاقة الزوجية المعروفة، كما أنّ هذا القانون لا يضمن لهما الحقوق الكاملة التي يتمتع بها أيّ زوجين عاديين، وخاصة فيما يتعلق بالضرائب والميراث وتبني الأطفال. كما أنه لا يزال لهم حق إصدار قانون يحميهم من التمييز العنصري." وكانت ألمانيا قد ألغت عام 1994 البند رقم 175 من قانون العقوبات الألماني، الذي كان يعاقب بالسجن الرجال الذين يمارسون الجنس فيما بينهم.
هل يخبر المثلي الجميع بأنه مثلي؟
في لقاء لدويتشه فيله، قال أحد المثليين المشاركين في الاحتفال رداً على سؤال عما إذا كان يخبر كل أصدقائه ومعارفه أنه مثلي فقال: " نعم ، نعم. هذا منطقي، أخبر الجميع بذلك. أهلي وأصدقائي ورؤسائي في العمل. الجميع يعلمون ذلك. لا أعلن ذلك على الملأ ولكن إذا سألني أحد الناس عما إذا كان عندي حبيبة فأردّ قائلاً : لا، أنا لا أبحث عن امرأة حبيبة ولكني أبحث عن رجل حبيب." وأجاب آخر: "نعم بكل تأكيد أقول ذلك لعائلتي و أصدقائي. أما الآخرون فيعرفون من خلال حركاتي وسلوكي بأني مثلي جنسياً." وأجاب ثالث: "لا. أنا لا أقول ذلك لأحد. فهذه شؤوني الشخصية. ولكن إذا عرف الناس بطريقة أو بأخرى أني مثليّ جنسياً ، فلا مشكلة عندي."