احتفالات حذرة في العالم برأس السنة.. وأوميكرون يرخي بظلاله
١ يناير ٢٠٢٢انتقل العالم إلى العام 2022 باحتفالات كانت بغالببتها مختصرة على وقع ارتفاع كبير في الإصابات بكوفيد-19 فيما وقع 12 قتيلا في الهند في تدافع خلال صلاة رأس السنة التقليدية، ولقي شخص حتفه خلال احتفالات ألمانيا كما أُصيب العشرات في حوادث متفرقة بسبب الألعاب النارية في بلدان عديدة.
وفي الساعات الأخيرة من العام 2021 تجاوز العالم عتبة المليون إصابة يومية بكوفيد-19 بعد انتشار المتحور أوميكرون الشديد العدوى بحسب إحصاء لوكالة فرانس برس.
وتوفي بحسب الأرقام الرسمية أكثر من 5.4 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأول في الصين في كانون الأول/ ديسمبر 2019. وباتت بريطانيا والولايات المتحدة وحتى أستراليا التي كانت بمنأى لفترة طويلة عن الجائحة، تسجل مستويات قياسية في الإصابات الجديدة.
وأعلنت فرنسا بدورها الخميس أن أوميكرون بات مهيمنا على أراضيها، إلا ان الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب عن "تفاؤله" متمنيا أن يكون 2022 "سنة الخروج من الوباء".
وكانت جزر كيريباتي في المحيط الهادئ أول دولة في العالم تستقبل العام الجديد في الساعة العاشرة من صباح الجمعة بتوقيت غرينيتش.
احتفالات رأس السنة لم تخلُ من حوادث مأساوية
في كشمير الهندية لقي 12 شخصاً على الأقلّ حتفهم وأصيب 13 آخرون بجروح في تدافع وقع فجر السبت في ضريح ماتا فايشنو ديفي الهندوسي في الشطر الخاضع لإدارة الهند من كشمير، بحسب ما أعلن مسؤول حكومي كبير لوكالة فرانس برس.
وأضاف أنّ "الحصيلة قد تكون أكبر إذ إنّ الطريق المؤدية إلى الضريح الواقع أعلى تلّة كانت مزدحمة بمؤمنين يحاولون زيارته لأداء الصلوات التقليدية بمناسبة العام الجديد".
من سيول إلى مكسيكيو وسان فرانسيسكو، ألغيت للسنة الثانية على التوالي الكثير من الاحتفالات أو أقيمت على نطاق أضيق بكثير من المعتاد.
وفي باريس حيث ألغي عرض الألعاب النارية التقليدية بمناسبة رأس السنة، تدفّق آلاف السيّاح والمتفرّجين على الشانزليزيه، لكنّ أعداد هؤلاء هي أقلّ بكثير مما اعتادت عليه في مطلع كل عام هذه الجادة الشهيرة. وانتشر وسط هؤلاء المارة شرطيون لفرض إلزامية وضع الكمامة. وأضيئت أنوار برج ايفيل وتزين بألوان العلم الأوروبي كإشارة على تولي فرنسا رئاسة الدورة الحالية للاتحاد ابتداء من مطلع يناير/ كانون الثاني 2022.
وقال كوين، السائح الهولندي البالغ من العمر 22 عاماً والذي جاء إلى باريس مع حبيبته عشية عيد الميلاد إنّ "كلّ شيء مغلق في هولندا وبالتالي فنحن أفضل حالاً هنا".
أما في قلب مدريد، فتدفّق نحو 7000 شخص إلى ميدان "لا بويرتا ديل سول" للمشاركة في التجمّع التقليدي لابتلاع 12 حبة من العنب على وقع دقات الساعة الـ12 التي تزفّ حلول العام الجديد.
احتفالات حذرة في ألمانيا
وفي غرب ألمانيا لقي رجل حتفه وأصيب آخر بإصابات بالغة في حادث انفجار ألعاب نارية خلال احتفالات العام الجديد، وكان الرجلان يحتفلان بالعام الجديد مع مجموعة من 10 أشخاص عندما وقع الحادث ليلة الجمعة/ السبت.
وبحسب شهود عيان، انفصل الرجلان عن المجموعة بعد منتصف الليل بقليل. ثم سمع الشهود دويا قويا ووجدوا الاثنين فيما بعد على الأرض مصابين بجروح خطيرة، واستدعوا خدمات الطوارئ.
وتوفي الرجل (عاما 37) على الرغم من محاولات الإنعاش في موقع الحادث في منطقة هوشل بولاية شمال الراين-ويستفاليا. وتم نقل الرجل الآخر (39 عاما) إلى المستشفى لإصابته بجروح خطيرة.
وقال متحدث باسم الشرطة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت أن الشرطة تعتقد أن الألعاب النارية التي انفجرت ربما كانت محلية الصنع. وتجري الشرطة تحقيقات في الواقعة.
وفي واقعة أخرى، أصيب 12 شخصا، من بينهم أطفال، في انفجار ألعاب نارية غير قانونية خلال حفل خاص بمناسبة العام الجديد في شرق برلين، حسبما ذكرت إدارة الإطفاء بالمدينة في ساعة مبكرة من صباح اليوم. وأوضحت إدارة الإطفاء أنه تم نقل المصابين، وأصغرهم عمره 11 عاما، إلى مستشفيات لتلقي العلاج.
وقال متحدث باسم الشرطة إنه بعد التحقيقات الأولية، تعتقد الشرطة أن الألعاب النارية غير القانونية انفجرت خلال الحفل بمنطقة فريدريشسهاغن، حيث لا يوجد تفسير آخر لعدد الإصابات وخطورتها. وقد تم إبلاغ إدارة الإطفاء بالحادث وقامت بنشر 40 من عناصرها.
ولأول مرة منذ 17 عاماً يطل مستشار رجل على الألمان في خطاب السنة الجديدة. سيطرت جائحة كورونا على جزء كبير من خطاب أولاف شولتس. وأعلن المستشار الجديد أنه "توجد قيود واضحة اليوم وفي الأسابيع القليلة المقبلة تشمل التواصل الشخصي بين الناس"، راجياً التعامل مع هذه القيود على محمل الجد. وفي السابع من كانون الثاني/ يناير، يعتزم المستشار الاتحادي الاجتماع من جديد مع رؤساء حكومات الولايات لمناقشة المزيد من الإجراءات والتدابير.
وقدمت القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (ZDF) عرضا فنيا بمناسبة ليلة رأس السنة الجديدة عند بوابة براندنبورغ في العاصمة برلين، بدأ بموسيقى من فرقة أوركسترا الشرطة الاتحادية.
وعادة ما يحتفل الآلاف من الناس بالعام الجديد عند بوابة براندنبورغ. وبسبب الوباء تم إلغاء الحفل هذا العام مجددا، وتم الاكتفاء بالعرض التلفزيوني. وبدلا من ذلك تم بث برنامج تلفزيوني بدون جمهور في الموقع. وأحيا العرض عدد من المطربين بينهم الألماني عادل الطويل، ذو الأصول المصرية والتونسية.
وقبل عشر ثوان من حلول العام الجديد في برلين بدأ العد التنازلي، ولم تكن هناك ألعاب نارية على عكس ما كان قبل الجائحة، وبعد دخول عام 2022، واصل الفنانون فوق خشبة المسرح عند بوابة براندنبورغ عروضهم، ومن بينهم مغنية البوب البريطانية بوني تيلر والألمانية ماريانه روزنبرغ.
احتفالات سيدني ودبي
وأبقت سيدني، التي تفتخر عادة بأنها "عاصمة رأس السنة العالمية"، عرضها للمفرقعات التي أضاءت مرفأها الشهير ستة أطنان من الألعاب النارية، لكنّ الحضور كان خجولاً هذا العام إذ اقتصر على بضع عشرات الآلاف في حين كان في العادة يناهز المليون شخص.
وفي الإمارات، أبقت دبي على الاحتفالات على الرّغم من زيادة الإصابات بكورونا في الإمارة، وقد نظّم في أرجاء المدينة 36 عرضاً للألعاب النارية في 29 موقعاً.
ومنذ ساعات المساء الأولى احتشد المحتفلون لمشاهدةبرج خليفة، أطول برج في العالم، وهو يضاء بالألعاب النارية.
وفي إكسبو 2020، المعرض العالمي الذي افتتح متأخراً عاماً بسبب كوفيد، بدأت الاحتفالات في فترة ما بعد الظهر وكان من المقرّر أن تستمر حتى يوم رأس السنة الجديدة. وحذّرت السلطات من أنّها لن تتوانى عن فرض غرامة مالية على كل شخص لا يضع كمامة واقية.
احتفالات أمريكا وروسيا
وإذا كانت العاصمة المكسيكية ألغت الكثير من التجمّعات الكبيرة التي تقام فيها عادة بمناسبة رأس السنة، فإنّ ريو دي جانيرو أبقت على احتفالاتها التي كانت في العادة تجمع على شاطئ كوباكابانا الشهير ثلاثة ملايين شخص.
وهذه السنة ألغيت الحفلات الموسيقية في كوباكابانا وفرضت السلطات قيوداً على الوصول إلى الشاطئ، وتكفّلت الأمطار الموسمية التي هطلت على المدينة بثني كثيرين عن الخروج لاستقبال العام الجديد.
وفي نيويورك، بدأ المحتفلون بالتجمّع اعتباراً من عصر الجمعة في ساحة تايمز سكوير الشهيرة في وسط مانهاتن لحضور احتفالات المدينة بحلول العام الجديد بسماتها المميزة وهي العدّ التنازلي وسقوط كرة الكريستال ونثر قصاصات الورق على الميدان.
وكان رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو وعد باحتفالات لكن مع نحو 15 ألف شخص فقط في ساحة تايمز سكوير بدلا من 60 ألفا، على أن يكونوا ملقحين ويضععوا الكمامات.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة في تسجيل مصور إلى الوحدة مؤكدا "بينما ندخل سنة جديدة أنا أكثر تفاؤلا بشأن مستقبل الولايات المتحدة من أي وقت مضى (..) كل أزمة واجهناها حولناها إلى فرصة لنكون أمة أقوى وأفضل".
وفي روسيا، تناول الرئيس فلاديمير بوتين في تمنياته المتلفزة بمناسبة العيد جائحة كوفيد-19 من دون أن يأتي على ذكر 600 ألف وفاة ناجمة عنها وهو الرقم الذي اوردته الخميس وكالة الإحصاءات الوطنية ما يشكل ضعف العدد الذي وفرته الحكومة ما يجعل من روسيا أحد أكثر بلدان العالم تسجيلا للوفيات.
ويأمل الخبراء أن يشكل عام 2022 مرحلة جديدة من الوباء تشهد تراجعا للوفيات.
ويبعث توزيع اللقاحات على نحو 60 في المائة من سكان العالم بصيص أمل، رغم أن بعض الدول الفقيرة لم تحصل على ما يكفيها من اللقاحات وأن فئة من المواطنين لا تزال مناهضة لها.
إلا ان منظمة الصحة العالمية تتوقع أشهرا مقبلة عصيبة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونها أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. يمثل ذلك عبئا هائلا على الطواقم الصحية المنهكة وعلى منظومات صحية باتت على شفير الانهيار".
م.س/ع.غ ( أ ف ب، د ب أ، رويترز)