1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اتِساع جبهات اضطهاد الأقليات في ظل حكم الإسلاميين بمصر

زايلر ماتياس/ عبد الرحمان عمار٢٨ أكتوبر ٢٠١٢

تعاني أقليات دينية في مصر، كالشيعة والبهائية، من تمييز عنصري لأسباب دينية. إذ يتعرضون لمضايقات ومحاكمات ملفقة ويحرمون من أبسط الحقوق. وازدادت محنة هذه الأقليات تأزما منذ وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم.

https://p.dw.com/p/16WBc
صورة من: DW

عندما يتم الحديث عن الأقليات الدينية في مصر فإن التفكير يذهب في المقام الأول إلى المسيحيين، لكن هنالك مجموعات دينية أخرى نادرا ما يتم التطرق إليها، لأنها تتجنب الخروج إلى العلن، لكي لا تكون هدفا لهجوم المتطرفين من السنة أو سلطات الدولة. ومن بين المجموعات المضطهدة هناك الشيعة الذين يتعرضون لاضطهاد كبير بسبب هيمنة أصحاب المذهب السني. محمد غونيم احد الناشطين الشيعة المصريين القلائل الذي يتحدث عن قضية شيعة مصر علنا، لفضح أشكال التمييز الذي يتعرضون له. ويتكلم غونيم بنبرة عالية وبنوع من الصرامة وهو يحكي حالة المعلم محمد عصفور.

محاكمات ملفقة وتهم تمس حرية ممارسة العقيدة

في شهر يوليو/ تموز حُوكم على محمد عصفور بالسجن بسبب أدائه الصلاة في مسجد سني متبعا الطقوس الشيعية، حيث أدى الصلاة مستعملا حجرا صغيرا يوضع على الأرض ويتم التماس به على مستوى الجبين  أثناء السجود. ويقول غونيم أن "عائلة زوجة عصفور وبعض السلفيين طالبوا من زوجته التطليق منه. أما سبب طلب التطليق فهو مؤشر أولي على بداية التمييز العنصري ضد الشيعة". وحسب غونيم فقد تم إلقاء القبض على محمد عصفور عندما صلى في المسجد، ويقول " اقتادوه إلى الشرطة وقالوا أنه يتبنى شكلا خاطئا من العقيدة الإسلامية".

Ägypten religiöse Minderheiten
محمد غونيمصورة من: DW

اتهام شيعة مصر بالعمالة لإيران

ويرجع سبب اضطهاد الشيعة في مصر إلى اتهامهم بربط علاقات مع شيعة إيران، والتي تعرف علاقاتها الدبلوماسية بمصر نوعا من الفتور منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ومنذ ذلك الوقت والسلطات المصرية تنظر إلى شيعة مصر كمصدر خطر قد يهدد أمن البلد. ومن أمثلة ذلك؛ القائد الشيعي المعروف صالح الورداني الذي كان ولمرات عديدة ضحية للتهم المختلقة والاعتقال والتعذيب.

Ägypten religiöse Minderheiten
صالح الوردانيصورة من: DW

ويقول صالح الورداني "موقف النظام المصري من الشيعة بقي على حاله في الثمانينات والتسعينات. من وقت لآخر يُعتقل بعض الشيعة، وأما التهم المختلقة فهي لا تزال مستمرة".  ويضيف صالح أن تلك الحالة استمرت إلى مرحلة الإطاحة بنظام حسني مبارك في فبراير/ شباط2011. و زاد هامش الحرية بعد الثورة من حدة هجوم المتطرفين من السنة على الشيعة. كما ازداد الضغط على شيعة مصر بعد فوز الإخوان المسلمين والسلفيين.

Ägypten religiöse Minderheiten
سمية رمضان: هل تذهب سنوات الكد هباء منثورا؟صورة من: DW

وحتى جامعة الأزهر، أعلى هيئة سنية في البلد، والتي كانت معتدلة، أصبحت الآن تتبع نفس نهج الإخوان المسلمين والسلفيين. وتُعد جامعة الأزهر ـ حسب غونيم ـ كتابا مدرسيا يصف المذهب الشيعي بالخاطئ والشاذ: " هذا الكتاب سيتم ادماجه في برامج كل المدارس المصرية، وهذا ما يجعله يصل إلى أغلبية الشعب. فماذا سينتظر المرء من الناس عندما يحصل التلاميذ على هذا الكتاب؟" على حد تعبير غونيم.

البهائيون محرومون من بطاقات الهوية الشخصية

ويواجه البهائيون في مصر نفس مشاكل الشيعة. فالبهائيون الذين يؤمنون بالوحدة الروحية للإنسانية ويركزون على القواسم المشتركة بين مختلف الأديان، يتم تقديمهم في وسائل الإعلام المصرية على أنهم غير مؤمنين ويتم ربطهم بإسرائيل الممقوتة من قبل المتطرفين من السنة. وترى الكاتبة المصرية المعروفة سمية رمضان ذات الديانة البهائية، أن النظام المصري يستفيد من مثل هذه الحملات لصرف النظر عن إخفاقاته. وتضيف أن "النظام يقول للمصريين أن البهائيين يرغبون في الاعتراف الرسمي بديانتهم وهو ما يسبب هيجانا في صفوف المصريين الذين يبدؤون بعدها في استعمال كلمة بهائي على نحو يغيب فيه الاحترام".

وينجح أصحاب حملات التمييز العنصري في إصابة أهدافهم في مجتمع محافظ للغاية مستغلين الجهل المتفشي في المجتمع. ومن نتائج حملات التمييز العنصري ضد البهائيين حرمانهم من الحصول على بطاقات الهوية الشخصية منذ زمن طويل.

وتبقى الإمكانية الوحيدة أمام البهائيين الراغبين في الحصول على بطاقة الهوية، تعبئة خانة الديانة في بطاقة الهوية على أساس أنه "مسلم" أو "مسيحي" أو "يهودي". وفي عام 2009 سُمح للبهائيين بمقتضى حكم قضائي ترك خانة الديانة في بطاقة الهوية فارغة دون الإشارة إلى أية ديانة.

Muslime Gebet Flash-Galerie
المذاهب الإسلامية تختلف في العديد من طقوس الصلاة والتعبدصورة من: picture alliance/dpa

مستقبل غامض للبهائيين والشيعة

وليس البهائيون وحدهم يُحرمون من بطاقة الهوية الشخصية في مصر. ويحول هذا الحرمان دون التمكن من الزواج بشكل قانوني أو توريث الممتلكات أو الحصول على مرتب التقاعد بدون مشاكل. فسمية رمضان عملت لمدة عشرين سنة كمعلمة، لكنها في حاجة إلى بطاقة تعريف شخصية لسحب راتب تقاعدها، ولأنها لا تتوفر عليه فهي تحصل على شيك بنكي بدل النقود. وتقول سمية رمضان " يُقال لي في البنك: من حقك تحصيل قيمة الشيك البنكي، لكن أين بطاقة هويتك الشخصية؟. وهذه الحكاية تتكرر دوما". ولا تدري سمية رمضان إن كانت ستحصل على مرتب تقاعدها يوما أم لا.

ويكتنف الغموض في الوقت الحالي مستقبل البهائيين والشيعة المصريين. فالإخوان المسلمون الذين يوجد واحد منهم في  رئاسة مصر لا يتركون مجالا للشك بأنهم سيمنعون المذهب الشيعي والديانة البهائية من الانتشار في البلد.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد