1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيطاليا على عتبة أزمة سياسية على خلفية نتائج الإنتخابات التشريعية

عبده جميل المخلافي١٣ أبريل ٢٠٠٦

النتائج المتقاربة للانتخابات الإيطالية وعدم اعتراف برلسكوني بها في ظل مزاعم بالتزوير تضع ايطاليا أمام أزمة سياسية قد تلقي بظلالها على الحياة السياسية في البلاد خلال الأيام القادمة لاسيما في ظل تعقيدات دستورية أخرى.

https://p.dw.com/p/8GAh
برلسكوني: الخاسر الذي لايتمتع بروح رياضيةصورة من: AP

يبدو أن ايطاليا مقبلة على أزمة سياسية متشعبة بدأت ملامحها في الظهور ابتداء من يوم أمس الأربعاء عقب ظهور النتائج الأولية لنتائج الإنتخابات التشريعية التي جرت في البلاد في التاسع والعاشر من ابريل /نيسان الحالي. ويضاعف من إحتمال تفاقم مثل هذه الأزمة رفض رئيس الوزراء المنتهية ولايته سيلفيو برلسكوني (يمين الوسط) القبول بنتائج الإنتخابات والإقرار بهزيمته أمام مرشح يسار الوسط رومانو برودي وإطلاق مزاعم بوجود تزوير. وكذا إعلان برودي الحاصل على الأغلبية في النتائج المتنازع عليها بانه لن يتمكن من تشكيل حكومة جديدة قبل منتصف مايو/ أيار بسبب تعقيدات دستورية. ومما أضاف إلى الفوضى في مخالفات التصويت العثور على خمسة صناديق اقتراع مليئة بمئات البطاقات الانتخابية الصحيحة ملقاة على الرصيف أمس ألأربعاء داخل صندوق قمامة.

يذكر انه بموجب القانون الإيطالي الذي يمنح الائتلاف الفائز مقاعد إضافية فان تكتل برودي يكون قد حصل على 348 مقعدا في مجلس النواب مقارنة مع 281 مقعدا لتكتل اليمين الوسط بزعامة برلسكوني بالإضافة إلى مستقل واحد. وفي مجلس الشيوخ الذي يتم فيه تخصيص المقاعد بشكل مختلف يتمتع برودي بأغلبية بفارق ضئيل بحصوله على 158 مقعدا مقابل 156 مقعدا ليمين الوسط ومستقل واحد.

إعادة فرز قد لا تكون فاصلة.....

Wahlen Italien Plakate
الحملة الإنتخايبة الأيطاليةصورة من: AP

وعلى إثر تلك الاتهامات المتبادلة بين المرشحين ومزاعم بتزوير في الإنتخابات، أعلنت وزارة الداخلية إعادة فحص بطاقات اقتراع حوالي 82 ألف صندوق انتخابي. يذكر أن برودي حقق إنتصارا بفارق ضئيل للغاية متزعما تكتل يسار الوسط في الانتخابات التي أجريت في التاسع والعاشر من ابريل نيسان ولكن رئيس الوزراء الحالي سيلفيو برلسكوني رفض التسليم بهزيمته وطالب بمراجعة الأصوات المتنازع عليها قائلا ان هناك "الكثير من الجوانب غير الواضحة" في الانتخابات، مشيرا بانه شابها "تزوير" ومطالبا بإلغاء النتائج الرسمية التي تظهر فوز يسار الوسط. هذا وجاءت هذه الانتخابات بأكثر النتائج تقاربا في تاريخ ايطاليا الحديث الأمر الذي يشجع الطرف الحاصل على أقلية الأصوات، وهو هنا معسكر برلسكوني، على محاولة البحث عن وسيلة لسد الفارق بينه وبين الفائز او على الأقل المناورة للحصول على جزء من الكعكة. وطالب برلسكوني بإعادة فرز الأصوات في أكثر من 60 ألف دائرة انتخابية قائلا "النتائج يجب ان تتغير". من جانبه رفض برودي اتهامات خصمه بوجود تزوير قائلا بان برلسكوني "هو رئيس الوزراء، ووزير الداخلية يتبع لحكومته" في إشارة إلى الجهة التي أعلنت النتائج. هذا ولم يتضح ما اذا كانت عملية التدقيق المبدئية ستخمد مطالب يمين الوسط بإعادة فرز الأصوات أو ما اذا كان معسكر برلسكوني يعتزم الطعن بشكل قانوني في النتيجة. ومن المرجح أن يطيل هذا الطعن من حالة عدم اليقين لفترة أطول نظرا للبطء المعروف به النظام القضائي الإيطالي.

.....وتعقيدات دستورية قد تؤجل تشكيل الحكومة

Wahlen in Italien - Prodi gewinnt im Abgeordnetenhaus
برودي يتأهب لتشكيل الحكومةصورة من: AP

ومن الأمور الأخرى التي تزيد تعقيد الوضع ان الرئيس الإيطالي كارلو ازيليو شيامبي على وشك ان ينهي فترة رئاسته. والرئيس وفقا للدستور الإيطالي هو الذي يقرر من الذي سيقود الحكومة التالية. ويشير الخبراء إلى أنه على المحكمة العليا ان تفصل في نتائج الإنتخابات بعدها يمكن للرئيس أن يكلف شخصا بتشكيل الحكومة بعد مشاورات مع القيادات السياسية. وبموجب الدستور الإيطالي يمنح رئيس الدولة تفويضا بتشكيل الحكومة للفائز في الانتخابات. ومن المتوقع ان يكون هذا الشخص هو برودي إذا ظلت النتائج على ماهي عليه. غير ان المشكلة تكمن هنا في أن تفويض رئيس الجمهورية سينتهي في 18 مايو/ أيار مما قد يفرض في بداية الأمر إختيار رئيس جديد للجمهورية قبل تشكيل الحكومة. وسيصوت البرلمان الإيطالي بمجلسيه وممثلو الأقاليم في 12 و13 مايو/ أيار لاختيار رئيس جديد لإيطاليا. وكان برودي الذي اعتبر نفسه حقق "انتصارا واضحا" قد أعلن انه ربما يتعين عليه الانتظار إلى أن ينتخب رئيس جديد للبلاد في الشهر القادم قبل أن يشكل الحكومة، مشيرا في هذا السياق إلى أنه يريد أن يختار الرئيس الجديد رئيس الوزراء المقبل. وأضاف برودي "القرار الدستوري هو انه على الأرجح ان الرئيس الجديد هو الذي سيقرر ان يعطيني مسؤولية الحكم. ولذلك سيتعين علينا الانتظار". من جانبه قال برلسكوني "في الوقت الراهن لا يمكن لأحد أن يقول أنه فاز"، وحث منافسه برودي على التفكير في نوع من الائتلاف الكبير على غرار الائتلاف الحاكم في المانيا الذي يقتسم فيه اليمين واليسار السلطة. لكن معسكر برودي رفض هذا الاقتراح على الفور.

"الخاسر السيئ"

الجدير بالذكر هنا أن جانب كبير من الصحافة الإيطالية وبعض الحكومات والأحزاب الأوروبية وجهت نقدا لاذعا لبرلسكوني على خلفية عدم اعترافه بالهزيمة وتمسكه بالسلطة رغم خسارته. ووصفته بعض وسائل الإعلام "بالخاسر السيئ" الذي لا يتقبل الهزيمة بروح رياضية. ودعت بعض الشخصيات الحزبية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا إلى اتخاذ موقف من برلسكوني. فيما سارعت بعض الحكومات الأوربية والمفوضية الأوروبية إلى تهنئة برودي، الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، على الفوز. من جانبها أبدت واشنطن، التي تربطها علاقات حميمة ببرلسكوني، تحفظا إزاء نتائج الإنتخابات الإيطالية واكتف متحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية بالقول ان بلاده تراقب الوضع. يذكر أنه ينظر لبرودي على أنه رجل أكثر تأييدا لأوروبا من برلسكوني الذي يفتخر بعلاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي جورج بوش وكان حليفا أساسيا له في الحرب على العراق.