إهانة الخصم بإشارات استفزازية على حساب الروح الرياضية
١١ مايو ٢٠١٦بعد أن عاقب الاتحاد الألماني لكرة القدم اللاعب السنغالي بابي دجيلوبودجي لاعب فيردر بريمن بالتوقيف لمباراتين بسبب اشارته بعلامة الذبح للأرجنتيني بابلو دي بلاسيس لاعب ماينز خلال مباراة في الدوري الألماني في مارس/ آذار الماضي، دخلت النيابة العامة الألمانية على الخط وفتحت الآن تحقيقات بشأن الواقعة حسب ما أفاد موقع صحيفة "بيلد" الألمانية يوم الأربعاء (11 مايو/ أيار 2016).
وكان لاعب تشيلسي البالغ من العمر 27 عاما والمعار إلى فيردر بريمن قد اعتذر عن سلوكه تجاه لاعب ماينز وكتب على موقع تويتر "ما كان لذلك أن يحدث حتى بجوار ملعب لكرة القدم". وقدم اللاعب اعتذاره إلى دي بلاسيس وإلى "كل جماهير الكرة في العالم"، ورغم ذلك قام الاتحاد الألماني بوقفه وتغريمه 15 ألف يورو نظرا "لارتكابه لسلوك غير رياضي".
والآن يواجه بابي دجيلوبودجي وفريقه الذي يكافح للبقاء في الدوري موقفا صعبا. فقد قال فرانك باساده رئيس النيابة العامة في مدينة بريمن لموقع بيلد: "نحن نجري تحريات ضد لاعب فيردر بريمن بسبب التهديد الذي قام به، حيث إن أحد المواطنين قدم شكوى بهذا الشأن."
ويرفض فريق بريمن التعليق على ذلك فهو مشغول الآن بالمباراة المصيرية التي يواجه فيها السبت القادم فرانكفورت في ختام الدوري الألماني، وقال توماس أيشين مدير النادي: "نحن لن نتعامل (مع الأمر) إلا بعد نهاية الأسبوع." ويقول موقع "بيلد" في هذا الصدد: "أغلب الظن أن الأمر لن يتطور إلى محاكمة."
لكن دجيلوبودجي ليس هو أول لاعب في الدوري الألماني يشير بعلامة الذبح فقد سبقه إلى ذلك اللاعب دينيز ناكي مهاجم فريق سان باولي آنذاك في نوفمبر 2009 ، والذي سجل هدفا في مرمى هانزا روستوك ثم توجه إلى جمهور الفريق المنافس مشيرا إليهم بعلامة الذبح أيضا. وقد تسبب عمله هذا في إحداث زوبعة داخل عالم الرياضة الألمانية فتم عقابه بالإيقاف لثلاث مباريات بسبب "سلوك يتنافى مع الروح الرياضية".
إشارة سياسية
إشارة الذبح قام بها أيضا اللاعب المصري شهاب الدين أحمد، لاعب الأهلي السابق عندما سجل هدفا حاسما في الوقت المحتسب بدلا من الضائع في مرمى فريق الاتحاد الليبي في مايو/ أيار 2010 فى دوري أبطال أفريقيا. ليصعد بالأهلي إلى دور المجموعات بالبطولة. واستاءت الجماهير الليبية مما قام به من إشارة واعتبرت سلوكه "خروجا عن الروح الرياضية"، فوجب عليه الاعتذار وتم نسيان الأمر.
ومن أشهر الإشارات التي تسببت في أضرار بالغة للاعب محترف ما فعله لاعب الأهلي المصري السابق أحمد عبدالظاهر عندما سجل الهدف الثاني لفريقه أمام أورلاندو، الجنوب إفريقي، في المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا عام 2013، حيث أشار عبدالظاهر بـ"علامة رابعة". ولأن العلامة ترتبط برمز سياسي في مصر، فقد منع النادي عبد الظاهر من المشاركة في كأس العالم للأندية بالمغرب وعرض خدماته للبيع كما أوقفه الاتحاد المصري لمدة ثلاثة شهور بسبب "خلط الرياضة بالسياسة" حسب بيان للاتحاد.
وفي بداية عام 2014 قررت لجنة المسابقات بالاتحاد التونسى لكرة القدم، إيقاف الجزائرى بغداد بونجاح مهاجم النجم الساحلي، بسبب إشارة غير لائقة بيده، بعد أن سجل هدفا فى الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ليفوز فريقه على النادي الإفريقي في الدوري التونسي.
موضوع أكبر من حجمه؟
وفي الوقت الذي يؤكد فيه عشاق كرة القدم والعاملين في القطاع الرياضي على أهمية الجانب الأخلاقي وضرورة السيطرة على النفس في كل المنافسات الرياضية حتى ولو كان حكم المباراة خاطئا في تقييماته، يرى أندرياس ليش، الكاتب بصحيفة فيزر الصادرة في بريمن، أنه كثيرا ما تأخذ المناقشات بشأن أحداث كرة القدم أكثر مما يتحمله الموضوع. مشيرا أن "الشباب قد يرتكب حماقات، ولكن يجب ألا ننسى أن كرة القدم ترتبط بمواقف انفعالية وقد يفقد المرء فيها السيطرة (على النفس) في إحدى المرات."