1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إنييستا.. اعتزال فنان لا ماسيا الخجول وقاتل دفاعات الخصوم

٨ أكتوبر ٢٠٢٤

أعلن أسطورة برشلونة ومنتخب إسبانيا لكرة القدم أندريس إنييستا اعتزاله كرة القدم نهائياً بعمر 40 عاماً، ولكنه لن يترك كرة القدم بشكل نهائي، بل سيعود بشكل آخر.

https://p.dw.com/p/4lXqT
أندريس إنييستا - نجم برشلونة والمنتخب الإسباني السابق
أسطورة برشلونة ومنتخب إسبانيا لكرة القدم أندريس إنييستا يعتزل لعب كرة القدم نهائياًصورة من: LLUIS GENE/AFP

بعمر 40 عاماً، وخلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء (الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2024)، اعتزل لاعب مركز خط الوسط الإسباني في نادي برشلونة ومنتخب إسبانيا لكرة القدم أندريس إنييستا اللعب.

وقال خلال حدث أقيم في مدينة برشلونة بحضور الصحافيين: "التواجد على أرضية الملعب انتهى، لكني لا أستطيع البقاء بعيداً عن كرة القدم، فهذه حياتي وستبقى كذلك. أستعد للحصول على شهادة في التدريب وبالتالي هذه هي الحقبة التالية بالنسبة لي".

نهاية 24 عاماً من الإنجازات والألقاب

الأسطورة أندريس إنييستا الملقّب بالرسام هو مَن سجّل أهم هدف في تاريخ منتخب إسبانيا لكرة القدم مما منحه لقبه الوحيد في كأس العالم عام 2010، ومع اعتزاله اللعب نهائياً تُطوى صفحة مجيدة في تاريخ كرة القدم.

يحظى إنييستا بالإعجاب والتقدير في إسبانيا والعالم، حتى من قبل ألدّ خصوم نادي برشلونة، وبالنسبة لكثيرين، يُعد إنييستا أعظم لاعب في تاريخ البلاد.

تخرج من أكاديمية لا ماسيا الشهيرة، وهي أكاديمية الشباب في نادي برشلونة، بعد انضمامه إليها بعمر الثانية عشرة، ثم ترك النادي الملقّب ببلوغرانا بعد ذلك بحوالي 22 سنة، وذلك بعد أن تألق في 16 موسماً مع الفريق الأول.

خاض أندريس إنييستا كلاعب وسط نحو 700 مباراة مع برشلونة، وفي أيامه الأخيرة في إسبانيا، حصل على تكريم حتى من جماهير الخصوم. وبعد إنهاء مشواره في ملعب كامب نو بثنائية الدوري والكأس، انضم إلى نادي فيسيل كوبي الياباني، حيث أحرز لقب الدوري الياباني عام 2023، بالإضافة إلى لقبين آخرين، وذلك قبل اختتام مسيرته مع نادي الإمارات الإماراتي.

أهداف سجلها التاريخ للاعب خط الوسط

لعب إنييستا دوراً أساسياً في جيل إسباني أحرز كأس أوروبا مرتين في عامي 2008 و2012 وبينهما كأس العالم الوحيدة في خزانة الدولة الأيبيرية، وكان أحد أضلاع ثلاثي خط الوسط إلى جانب تشافي وسيرجيو بوسكيتس، وقدّم كرات حاسمة وصائبة للأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، ما سمح لبرشلونة بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، ولقب الدوري الإسباني تسع مرات، والكأس المحلية ست مرات، من بين 32 لقباً مع الفريق الكاتالوني. يقول ميسي عنه "أحب أن يكون إلى جانبي في الملعب، خصوصاً عندما تسوء الأمور وتصبح المباراة أصعب، أقول له عندها "اقترب أكثر".

ورغم أنه لم يكن هدافاً من الطراز الأول، إلا أن بعض أهدافه كانت بالغة الأهمية، كالهدف الذي سدّده في الوقت الإضافي في نهائي مونديال عام 2010 أمام هولندا. ومن أهدافه التي ستظل خالدة في تاريخ كرة القدم، ذلك الهدف الذي سدده في شباك الحارس مارتن ستيكلنبورغ قبل أربع دقائق من الاحتكام إلى ركلات الترجيح في جوهانسبرغ.

إنييستا مسجل الهدف الذي منح إسبانيل لقب كأس العالم عام 2010
يحتفل الإسباني أندريس إنييستا بعد تسجيله هدفاً حاسماً خلال المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم بين هولندا وإسبانيا في جنوب إفريقياصورة من: AP

الهدف الآخر الذي بقيَ عالقاً لسنوات طويلة في أذهان عشاق برشلونة، كان عندما أطلق تسديدة من خارج المنطقة أخرجت نادي تشلسي الإنجليزي من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2009، فيما كانت تشكيلة المدرب بيب غوارديولا في طريقها إلى توديع المسابقة القارية الأولى. أحرز بعدها الكاتالوني لقب المسابقة محققا ثلاثية تاريخية قبل أن تصبح سداسية.

مبدع ماهر وفنان متواضع

اشتهر أندريس إنييستا أيضاً بتواضعه وأناقة لعبه بالإضافة إلى إبداعه على المستطيل الأخضر، كما أنه لم يبحث أبدا عن لفت الانتباه وإثارة الجدل من حوله، فيُعد رمزا للرزانة، كما يُطلق عليه لقب "الساحر" و "الدماغ"، ويدين بوجوده في المنتخب إلى مدرب إسبانيا السابق لويس أراغونيس الذي فاجأ الجميع عندما استدعاه إلى مونديال ألمانيا 2006، في مسيرة امتدت 131 مباراة دولية سجل فيها 14 هدفاً.

هذا النجاح الذي حققه أندريس إنييستا لم يكن سهلاً، بل كاناً مليئاً بالصعاب، إذ تتخطى الشاب ابن مقاطعة ألباسيتي الفراق عن عائلته بعد انضمامه إلى لا ماسيا التي تبعد 500 كيلومتر عنهم، كان يبكي كل يوم، ودوّن مذكراته في كتاب أسماه "الفنان"، تحدث فيها عن وحدته وشعوره بأنه متروك، لدرجة أنه اضطر للاستعانة بمعالجين نفسيين للتغلب على الحالة النفسية الصعبة التي عانى منها والتي أفقده الرغبة بالحياة خصوصاً بعد وفاة صديقه صديقه خاركي.

بالرغم من ذلك استجمع إنييستا قواه وعاد لإكمال مسيرته المهنية الحافلة التي ألهمت متابعي الليغا الإسبانية إلى حين رحيله إلى النادي الياباني عام 2018. وبعد رحيله كتب عنه تشافي، لاعب ومدرب كرة القدم إسباني سابق " لديه قدر هائل من الموهبة. إذا تحدثنا عن الإنسان، لا أعرف من أين أبدأ، هو رائع من كل النواحي، قدوة للآخرين وتجسيد للاعب الذي يقدم كل شيء من أجل الفريق".

م.ج / (د.ب.أ)