1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إصرار تركي على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي وبرلين تتوقع محادثات شاقة

بروكسل وأنقرة تجتازان "الحواجز النمساوية" بشأن بدء محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وأردوغان يرحب بعد تردد. رئيس الوزراء التركي يعتبرها "خطوة كبيرة" وبرلين تؤكد:"المحادثات ستكون صعبة وطويلة الأمد."

https://p.dw.com/p/7Fsw
هل يحلق الهلال التركي قريبا وسط نجوم أوروبا؟صورة من: dpa

لم يتوقع المراقبون، عندما اختلى رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان مساء أمس الاثنين بأعضاء حكومته، تاركاً وزراء خارجية 25 دولة في لوكسمبورغ وممثلي وسائل الإعلام في أنقرة ينتظرون بفارغ الصبر قرار الحكومة التركية بخصوص بدء محادثات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد نجاح الأوروبيين في تذليل آخر العقبات أمام بدء المحادثات مع البلد المسلم، أن يخرج أردوغان من الاجتماع بالقول إن أنقرة ترفض بدء هذه المباحثات التي تسعى إليها منذ أكثر من أربعة عقود. فالنفي التركي للتوصل إلى إجماع مع وفود الدول الأوروبية بُعيد إعلان الاتحاد الأوروبي مساء أمس عن تخلي النمسا عن مطالبها والموافقة على بدء محادثات الانضمام جاء تمشيا مع شعار أردوغان الذي أطلقه في الأيام القليلة الماضية: "تركيا تحتاج إلى أوروبا مثلما تحتاج أوروبا إلى تركيا."

وبالفعل خرج رئيس الوزراء التركي من اجتماعه مع أعضاء حكومته، معربا عن ترحيبه بـ "الخطوة الكبيرة"، على حد قوله ومعلنا عن موافقة حكومته على بدء مباحثات الانضمام مع بلاده وعن أنها "نجاح لتركيا ولشعبها." وأردف المسؤول التركي بالقول إن تركيا "تمكنت من اجتياز أهم مرحلة" على طريق الأهداف التي وضعتها أمام نصب أعينها منذ أربعة عقود وإن بدء المحادثات يعني "قرارا جماعيا يصب في مصلحة التقارب بين الشعوب."

محادثات شاقة

Österreich EU-Beitrittsverhandlungen Türkei Außenminister Ursula Plassnik
وزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلاسنيك أمس في لوكسمبورغصورة من: AP

وكانت المحادثات الشاقة التي استغرقت في لوكسمبورغ أكثر من ثلاثين ساعة تمخضت مساء أمس الاثنين عن الإعلان عن بدء المباحثات الرسمية الرامية إلى انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي، وذلك بعد إقناع الوفد النمساوي بالتخلي عن مطالبه الرامية إلى إجراء تعديلات على نص اتفاقية بدء المباحثات تترك مجالأ أمام بدائل سياسية للعضوية الكاملة مثل "الشراكة المميزة". لكن أنقرة نجحت في الاحتفاظ بحقها في العضوية الكاملة، فيما تراجعت النمسا في اللحظة الأخيرة عن مطلبها السابق الذكر مقابل أن يترك للاتحاد الأوروبي تحديد الوقت الذي سيقرر فيه انضمام تركيا إليه.

غل إلى لوكسمبورغ

EU-Türkei Beitrittverhandlungen Großbritanniens Außenminister Jack Straw umarmt den türkischen Außenminister Abdullah Gül
وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يعانق نظيره التركي عبدالله غلصورة من: AP

وعقب الإعلان عن التوصل إلى هذا الاتفاق أعلان وزير الخارجية التركي عبد الله غل أنه سيتوجه إلى لوكسمبورغ لحضور حفل تدشين مراسم بدء المفاوضات بين بلاده وأوروبا. وقال غل للصحفيين إنه "تم التوصل إلى اتفاق وسنتوجه إن شاء الله إلى لوكسمبورغ". وأدلى الوزير التركي بتصريحاته للصحافيين أمام مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، حيث ناقش أعضاء الحكومة التركية ونواب الحزب الحاكم وثيقة نقلها إليهم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ. ويرجح المراقبون للمشهد السياسي الأوروبي أن الانفراج في الأزمة اليوم جاء بعد اتصالات هاتفية عديدة جرت بين رئاسة الاتحاد والمسئولين في العاصمة التركية تم خلالها التوصل إلى اتفاقية جديدة على شروط ضم تركيا للاتحاد الأوروبي.

... وأردوغان يرفض تعديل الاتفاقية

Türkei Beitrittsverhandlungen Reaktionen Zeitungen
تركيا تصر على عضوية كاملة وصحفها ترحب بالخطوة التاريخيةصورة من: AP

تجدر الإشارة إلى أن حكومة أنقرة رفضت بشدة إجراء أية تعديلات على نص اتفاقية بدء مفاوضات انضمام بلادها إلى الاتحاد الأوروبي. وقال ناميك تان إن رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان "رفض جميع المقترحات الأوروبية" الرامية إلى إجراء تغييرات على اتفاقية بدء محادثات الانضمام مع حكومة بلاده. جاء ذلك بعد خطاب تلفزيوني وجهه رئيس الوزراء التركي إلى شعبه وأعلن فيه بإصرار عن تمسك بلاده بمصالحها الوطنية التي تتطلب، حسب رأيه مواصلة الجهود الرامية إلى الحصول على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي. وأكد أردوغان في الخطاب ذاته أن الاتحاد الأوروبي "يحتاج إلى تركيا مثلما تحتاج تركيا إليه." وناشد المسئول التركي وزراء خارجية الدول الأوروبية الـ 25 المجتمعين في لوكسمبورغ بالسعي إلى توطيد أواصر السلام والاستقرار في العالم من خلال مواصلة طريق المفاوضات مع الحكومة التركية.

برلين: محادثات صعبة

Beitrittsverhandlungen mit der Türkei begonnen
وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر أمس في لوكسمبورغصورة من: AP

من المعروف أن حكومة شرودر ـ فيشر من أكثر الحكومات الأوروبية المؤيدة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وسعت الحكومة الألمانية على مدى سبع سنوات إلى بذل جميع الجهود الرامية إلى بدء محادثات الانضمام مع البلد المسلم في الموعد المحدد. إلى ذلك، علق المستشار الألماني غيرهارد شرودر (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) على إعطاء أوروبا الضوء الخضر مساء أمس لبدء هذه المباحثات بالقول إنها "ستكون شاقة وطويلة الأمد." وقال شرودر إن مواصلة المباحثات وإفرازها لعضوية كاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي "يعتمد على مدى إصرار تركيا على مواصلة الإصلاحات"، معربا في الوقت ذاته عن أمله في أن تؤدي هذه المباحثات التي يتوقع المراقبون أن تستمر عشر سنوات إلى عضوية غير منقوصة للبلد المسلم في الاتحاد الأوروبي. بالمقابل توقع خبير الشؤون الخارجية للحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ فولفغانع شويبله أن تؤدي هذه المباحثات في نهاية المطاف إلى ما سماها بـ "الشراكة المميزة" مع أنقرة.

ناصر جبارة ـ دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد