1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل.. الفرصة الأخيرة لصفقة الإفراج عن الرهائن

تانيا كريمر
٧ يونيو ٢٠٢٤

قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، في نهاية الشهر الماضي، خطة جديدة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن. لكن إسرائيل وحماس لم توافقا بعد. ويخشى أقارب الرهائن حدوث ما هو أسوأ.

https://p.dw.com/p/4gmhc
مظاهرة في تل أبيب من أجل الإفراج عن الرهائن في غزى - 9 ديسمبر 2023
يواصل إسرائيليون التظاهر مطالبين حكومتهم لبذل المزيد من الجهد للإفراج عن الرهائنصورة من: Aya Ibrahim/DW

قضى شاهار مور معظم الأشهر الثمانية الماضية قلقا بشأن عمه أبراهام موندر، المحتجز كرهينة في غزة. لا يكاد يمر يوم لا يتجمع فيه متظاهرون في مدينته تل أبيب للضغط على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على صفقة لإطلاق سراح الرهائن الـ 124 المتبقين في غزة، الذين اختطفهم إرهابيو حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.

ويشعر مور بالرعب من احتمال أن لا يأتي وقف إطلاق النار إلا بعد فوات الأوان: "إننا نجهز أنفسنا لمزيد من الأخبار السيئة، لأن الأمر استغرق وقتا طويلا. وحتى لو توصلوا إلى اتفاق غدا، فسيكون الأوان قد فات بالنسبة للعديد من الرهائن. فالعديد منهم قد ماتوا أصلا"، كما يقول مور في حديث مع DW، بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي أن أربعة رهائن آخرين، كانوا محتجزين في خان يونس وتتراوح أعمارهم بين 51 و84 عاما، ماتوا في الأسر.

ويضيف مور إنه في 31 مايو/ أيار، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن اتفاقا جديدا لوقف إطلاق النار يتضمن إطلاق سراح الرهائن، ولكن يبدو أن الاهتمام ضئيل سواء من جانب حماس أو من قبل الحكومة الإسرائيلية: "يريد الجانبان مواصلة القتال من أجل المزيد، وكسب القليل من الشعبية الإضافية لدى قاعدتهما الجماهيرية، ولكن  تأتي مبادرة الرئيس بايدن لإجبارهما على التراجع وإنهاء هذه المحنة  فعليا، دون تأخير أي دقيقة". ويؤكد مور أنه ليس لديه ثقة كبيرة في حكومته: "إنها تفعل كل ما في وسعها لعرقلة التوصل إلى أي اتفاق."

ويقول مور إن عمه أكمل في الأسر عامه التاسع والسبعين، وكان يعاني من عدة مشاكل صحية. وتم نقله من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر مع زوجته روتي وابنتهما كيرين وحفيدهما أوهاد مندر زكري، البالغ من العمر تسع سنوات. قُتل ابن أبراهام وروتي، الذي كان يعيش في الكيبوتس. فيما جرى إطلاق سراح روتي وكيرين وأوهاد في إطار الصفقة الأولى للإفراج عن الرهائن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

خلافات حول "خطة بايدن" بشأن غزة.. هل تطيح بحكومة نتنياهو؟

فحوى المبادرة الأمريكية

وقال مور: "تم نقل عمتي وابن عمي والحفيد بشكل منفصل إلى غزة. وتم نقل أبراهام إلى مكان آخر. إنه يستخدم العكاز وبصره ضعيف ​​للغاية. كيف يمكن نقل شخص مثله إلى غزة، وهو يحتاج عدة دقائق للانتقال من مكان إلى آخر قريب؟".

إحدى الرهائن، التي أطلق سراحها هي ممرضة مدربة. وقالت إنها ساعدت في رعاية أبراهام موندر عندما كانت في الأسر، ولكن منذ ذلك الحين لم تظهر أي علامة إن كان لا يزال على قيد الحياة.  وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 43 من الرهائن المحتجزين في غزة. 

ووصف بايدن خطة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المؤلفة من ثلاث مراحل والتي كشف عنها الأسبوع الماضي بأنها "اقتراح إسرائيلي". وتدعو الخطة، في مرحلتها الأولى، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، وإطلاق سراح بعض الرهائن مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وعودة الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال غزة. وتشمل المرحلة الثانية "وقفا دائما للأعمال العدائية"، وهو ما يجب التفاوض عليه خلال المرحلة الأولى.

ويمكن لاتفاق وقف إطلاق النار هذا أن يجلب المساعدات التي يحتاجها سكان غزة بشدة. وحتى الآن، قُتل أكثر من 36 ألف شخص، بحسب السلطات الصحية التابعة لحماس. ومعظم سكان غزة البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة نازحون ومشردون. كما دمرت مناطق واسعة من القطاع وتوقفت الخدمات الأساسية عن العمل.

ولكن  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو،  وتحت ضغوط دولية ومحلية هائلة، كرر تأكيده على أن إسرائيل لن تنهي حربها على غزة قبل هزيمة حماس وإزاحتها من السلطة. وبينما يدعم شريكاه في الائتلاف اليميني المتطرف، شاس وحزب يهودية التوراة المتحدة، الاتفاق المقترح، وهدد اثنان من أعضاء الحكومة اليمينيين المتطرفين بالاستقالة من الحكومة إذا انتهت الحرب كجزء من الاتفاق. وقد تؤدي استقالتهم إلى إسقاط حكومة نتانياهو.

خشية من نجاح الصفقة بعد فوات الأوان

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الخميس (6 يونيو/حزيران) أن مجلس الحرب قرر عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة حتى تقدم حماس رسميا ردا على اقتراح صفقة الرهائن. ولم تصدر حماس بعد ردا رسميا، لكنها قالت إنها تدرس الاقتراح بشكل إيجابي. وفي الأيام الأخيرة، كرر بعض المتحدثين باسم حماس المطالبة بأن تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة وإنهاء الحرب.

يشار إلى  أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا و الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وفي تل أبيب، تزين صور الرهائن ولافتات وملصقات مكتوب عليها "أعيدوهم إلى الوطن" العديد من أبواب المتاجر والمقاعد والجدران في المدينة الإسرائيلية. ويرتدي العديد من السكان المحليين دبابيس وأشرطة صفراء للتعبير عن تضامنهم. وقالت أورلي، وهي شابة رفضت الكشف عن اسمها الأخير: "أعتقد أنه يتعين علينا التوصل إلى اتفاق بأي ثمن،  بما في ذلك وقف الحرب وإعادة الرهائن إلى الوطن". وقال شاب آخر يدعى أدار إن "الرهائن يجب أن يكونوا الأولوية الأولى. وسنقلق بشأن التكاليف لاحقا"، مضيفا أنه يثق في قدرة الحكومة على اتخاذ القرار الصحيح.

وقد تم اعتقال شاهار مور عدة مرات بتهمة "الإخلال بالنظام العام" من خلال إغلاق الطرق، لكنه يقول إنه مصمم وسيواصل التظاهر إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق.

وكشف لـ DW أن الإعلان الأخير عن مقتل أربعة رهائن أدى إلى تفاقم الشعور بالقلق واليأس. وقال "لقد صمدوا في الأسر لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر ثم تخلت عنهم بلادهم تماما. إنه أمر فظيع. ونحن نتحدث عن الأشخاص الذين بنوا هذا البلد". وأضاف "لقد فشلنا. فشلنا في إعادتهم. إنه شعور فظيع. رغم أننا قلنا عدة مرات إن هذه هي الفرصة الأخيرة".

وفي يوم الخميس، أصدر منتدى عائلات الرهائن، وهو مجموعة تمثل بعض عائلات الرهائن، بيانا قال فيه إن "وفاتهم بمثابة تذكير بأن كل يوم إضافي في الأسر يعرض حياة الرهائن المتبقين لخطر جسيم". وأضاف أن المفاوضين "يجب أن يجتمعوا فورا لسد أي فجوات ووضع اللمسات النهائية على الاتفاق دون تأخير".

أعده للعربية: ف.ي