1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إخلاء بلدات ومستشفيات.. حرائق الغابات تقترب من أثينا

١٢ أغسطس ٢٠٢٤

قالت السلطات اليونانية إن حريق غابات سريع الانتشار أججته رياح قوية اقترب من أثينا وأتى على أشجار ومنازل وسيارات مما أدى إلى إخلاء مستشفيات وبلدات وقرى. لكن الفئة الأضعف في مواجهة الحر هم المشردون في أثينا.

https://p.dw.com/p/4jNOe
حرائق الغابات في فارناقا بالقرب من أثينا 12.08.2024
التغير المناخي والجفاف يفاقم الوضع ويزيد من خطر حرائق الغابات وانتشارها في اليونانصورة من: Costas Baltas/Anadolu/picture alliance

أمر الدفاع المدني اليوناني اليوم الإثنين (12 آب/ أغسطس 2024) بإخلاء عدد من المدن في ضاحية شمال شرق أثينا في مواجهة تقدم حريق هائل اندلع أمس الأحد ويواصل الاتساع. وكتب الدفاع المدني في رسائل نصية عممها على جميع الأشخاص الموجودين في المنطقة المعنية "حريق غابة قربكم. اتبعوا تعليمات السلطات"، معطيا توجيهات بشأن مسار الإخلاء.

 وأدى الحريق ليل الأحد الإثنين إلى إخلاء مدينة ماراثون التاريخية على مسافة 40 كيلومترا شمال شرق أثينا. وتم إخلاء ما لا يقل عن خمس مناطق أخرى فجر الإثنين فضلا عن مستشفيين أحدهما للأطفال والآخر عسكري في بينتيلي على مسافة 15 كيلومترا شمال شرق العاصمة. وفتحت السلطات ملعب أواكا الأولمبي في شمال أثينا لاستقبال آلاف الأشخاص.

 وأوضح الناطق باسم فرق الإطفاء فاسيليس فاثراكويانيس خلال مؤتمر صحافي "كافحت قوات الدفاع المدني جميعها طوال الليل ورغم بذل جهود جبارة، يواصل الحريق الانتشار بسرعة ويتمدد صوب بينتيلي". وأفاد أنه تم نشر 510 عناصر إطفاء و152 آلية فيما تحلّق 29 طائرة فوق المنطقة منذ طلوع الفجر.

 وتمكنت فرق الإطفاء بعد ظهر الأحد من السيطرة على 22 من أصل 40 بؤرة حريق اندلعت خلال الساعات الـ 24 السابقة.

 وحذّر وزير الدفاع المدني أول أمس السبت بأن نصف البلاد تواجه مخاطر كبيرة باندلاع حرائق حتى 15 آب/ أغسطس على أقل تقدير بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية والجفاف. وشدد فاثر اكويانيس على أن "قوة الرياح ستبقى عالية للأسف خلال الساعات المقبلة ويتحتّم على المواطنين في الجوار التزام التعليمات الصادرة عن السلطات".

رجال إطفاء يحاولون إخماد حرائق الغابات في قارنافا بالقرب من أثينا 12.08.2024
يشارك 510 عناصر إطفاء و152 آلية فيما تحلق 29 طائرة في إخماد حرائق الغابات التي تقترب من أثنيا صورة من: Stelios Misinas/REUTERS

 واليونان عرضة لحرائق الغابات هذا الصيف ولا سيما بعد فصل شتاء اتسم بدرجة عالية من الجفاف. وكان شهرا حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو الأشد حرا منذ بدء جمع البيانات عام 1960. وبحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى إطالة فصل حرائق الغاباتوزيادة المساحات التي تلتهمها النيران في العالم بأسره.

واندلعت مئات الحرائق في أنحاء اليونان منذ مايو أيار. ورغم أن نشوبها خلال الصيف شائع في اليونان، إلا أن علماء يقولون إن الطقس شديد الحرارةوالجفاف نتيجة تغير المناخ جعل تلك الحرائق أكثر تكرارا وشدة.

المشردون أكثر الفئات ضعفاً بمواجهة موجات الحر في أثينا

ويحاول المشرّدون في العاصمة اليونانية حماية أنفسهم قدر المستطاع من موجات الحر الطويلة المتزايدة. ويمكن وصف أثينا، وهي من العواصم الأكثر حرارة في أوروبا، بأنها غابة خرسانية مكتظة بالسكان تفتقر إلى المساحات الخضراء، ما يجعلها معرضة بشكل خاص لتبعات موجات الحر. كما أن هذه الظروف القاسية أشد وطأة على المشردين في المدينة. وتؤكد ميريام كاريلا (57 عاماً)، وهي عاملة اجتماعية متطوعة في الصليب الأحمر اليوناني، أن المشرّدين "هم الأكثر ضعفاً" في مواجهة الحرّ "لأنهم يعيشون في الشارع". وتقول "إنهم الأشخاص الذين تؤثر عليهم الحرارة أكثر من غيرهم"، فيما يتفاقم الوضع بسببتغير المناخ.

استمرار حرائق الغابات في شمال شرق اليونان

 ويؤكد ميكاليس ساموليس، الذي يعيش في ملجأ بلدي للمشردين، أن "الوضع يزداد سوءاً كل عام". ويقول لوكالة فرانس برس "أبقى في الخارج عشر ساعات يوميا، سبعة أيام في الأسبوع، 365 يوماً في السنة، لذا يمكنني تلمّس الفرق بوضوح". ويبيع هذا الرجل البالغ 67 عاماً إحدى الصحف كل يوم أمام مدخل مزدحم لمحطة مترو. ويوضح ساموليس "يمكنك الوقوف تحت شجرة ولكن لن يراكَ أحد، لذلك أبقى في الشمس لأن علي أن أعمل من أجل البقاء".

 لا يُعرف عدد المشردين تحديدا في هذه العاصمة المتوسطية التي يزيد عدد سكانها على ثلاثة ملايين نسمة، لكنّه ارتفع منذ الأزمة المالية.

لدى بلدية أثينا سبعة أماكن مكيّفة متاحة للمشردين، وهي متوافرة أيضاً لمن ليس لديهم مكيّف هواء في المنزل، مع ساعات عمل مطولة، خصوصاً خلال عطلات نهاية الأسبوع، بحسب جاني يانيماتا التي ترأس خدمة العمل البلدي "كيادا".

 لكن إقناع المشرّدين باللجوء إلى هذه المراكز البلدية ليس بالمهمة السهلة، وفق كاريلا، المتطوعة في الصليب الأحمر. وتقول "إنهم لا يريدون أن يفقدوا المكان الذي يحتفظون فيه بمقتنياتهم، وإلا فسيأتي أحد آخر ليأخذه منهم". وتشير كاريلا إلى أن ثلث الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع فقط يقصدون مراكز الإيواء هذه.

 في بداية آب/أغسطس، مثل كل شهر، وزّع الصليب الأحمر طروداً تحتوي على حاجيات أساسية، بينها قبعات، على 150 شخصاً يعيشون في الشارع. كما تقدّم المنظمة غير الحكومية المشورة والإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي.

 لكن أزمة المناخ بدّلت الأوضاع، فبعدما كان من الضروري في السابق مساعدة المشردين في مواجهة برد الشتاء، بات يتوجب أيضاً حمايتهم من الحرّ. وتختم كاريلا "لسنوات عديدة، كنا نتدخل بشكل رئيسي في فصل الشتاء، لكنّنا بتنا نتدخل بصورة متزايدة خلال الصيف".

ع.ج/ ح.ز (أ ف ب، رويترز)