1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوكرانيا- الإقامة الجبرية لرئيس دير بتهمة تمجيد الغزو الروسي

٢ أبريل ٢٠٢٣

قررت محكمة أوكرانية وضع مطران من الكنيسة الأرثوذكسية قيد الإقامة الجبرية مع وضع سوار إلكتروني حول معصمه لاتهامه بتمجيد القوات الروسية الغازية وتأجيج الانقسامات الدينية، فيما أكد المطران أن الحكم سياسي وأنه لم يفعل شيئاً.

https://p.dw.com/p/4PbAm
مطران الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو بافلو خلال جلسة استماع في المحكمة (1/4/2023)
يدعي الأمن الأوكراني أنه جمع أدلة قوية بشأن تورط المطران بافلو في التحريض على العداء الديني ، وتبرير وإنكار العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا.صورة من: Pavlo Bagmut/Avalon//Photoshot/picture alliance

قالت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية إن محكمة في كييف أصدرت السبت (الأول من إبريل/نيسان 2023) حكماً على رجل دين أوكراني كبير هو المتروبوليت بافلو من الكنيسة بالإقامة الجبرية بعد جلسة للنظر في اتهامات بأنه يمجد القوات الروسية الغازية ويؤجج الانقسامات الدينية.

وأعلنت محكمة العاصمة الأوكرانية المكلفة بهذه القضية "قرر قاضي التحقيق تطبيق إجراء وقائي يتخذ شكل إقامة جبرية بحق المشتبه طوال اليوم". كما يتوجب عليه "وضع جهاز مراقبة إلكتروني" مع "امتناعه عن التواصل مع شهود في إطار الآلية الجنائية"، حسب المحكمة.
 

وتتخذ كييف إجراءات صارمة ضد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وهي ثاني أكبر كنيسة في البلاد، بزعم أن رهبان الدير موالون لروسيا وأن الكنيسة تتعاون مع موسكو، وهو اتهام تنفيه الكنيسة.

وأعلنت الكنيسة في أيار/مايو قطع علاقاتها مع الكنيسة الروسية بعدما أيّد بطريرك الأخيرة الغزو. لكن الحكومة الأوكرانية ترى أن هذه الكنيسة لا تزال تتبع لروسيا بحكم الأمر الواقع.

وقالت الكنيسة في بيان إن محكمة العاصمة الأوكرانية أمرت أيضاً بوضع سوار إلكتروني حول معصمه. وذكرت وكالة إنترفاكس أوكرانيا ووكالة أوكرينفورم للأنباء أن مدة الإقامة الجبرية 60 يوماً في إطار التحقيق الأولي، حتى 30 أيار/مايو 2023.

وتشتبه أجهزة الأمن الأوكرانية بأن بافلو "برّر العدوان المسلح لروسيا الاتحادية على أوكرانيا ومجّد المشاركين فيه"، إضافة الى "انتهاكه المساواة بين المواطنين على قاعدة انتمائهم العرقي والوطني والإقليمي وإيمانهم الديني".

وقال بافلو لصحفيين بعد النطق بالحكم "لم أفعل شيئاً. أعتقد أن هذا أمر سياسي"، فيما ذكر ممثلو الادعاء إن الإقامة الجبرية والسوار الإلكتروني إجراءات احترازية وإن القضية ضد بافلو قائمة، مع "امتناعه عن التواصل مع شهود في إطار الآلية الجنائية"، فيما قال المدعي العام يفهين زافيستوفسكي إن القضية ضد بافلو ستستمر.

أتباع الكنيسة يدعمون المطران

وكان عشرات المؤمنين تجمعوا في وقت سابق أمام دير الكهوف الشهير في العاصمة الأوكرانية، وفي مواجهة المؤمنين، رفعت مجموعة صغيرة من الناشطين المؤيدين لأوكرانيا الأعلام الوطنية في تحد لهم.

 وفي مقطع فيديو تداولته العديد من وسائل الإعلام الأوكرانية، أكد بافلو للمعتصمين في وقت سابق السبت أنه "تم تفتيش الدير"، مضيفاً: "يقولون إنني أدعم عدوان روسيا على أوكرانيا. قلت، أقول وساقول: أدين كل المحاولات ضد دولتنا، وما قامت به روسيا و(الرئيس فلاديمير) بوتين غير مبرّر".

المطران بافلو يتحدث إلى المؤمنين في منطقة دير كييف بيشيرسك لافرا في كييف
منع حوالي مائة من المؤمنين وصول لجنة وزارة الثقافة الأوكرانية إلى الدير ، على الرغم من انتهاء عقد الإيجار وصدور إشعار بالطردصورة من: STR/NurPhoto/IMAGO

وذكرت وكالة تاس للأنباء أن المحكمة أمرت بافلو بالعيش في قرية تبعد نحو 40 كيلومتراً جنوب شرقي كييف. وقال بافلو إن المنزل المخصص للإقامة هناك غير صالح للسكن، وأضاف: "لا يوجد شيء للنوم عليه، ولا تدفئة ولا إضاءة. لا يوجد مطبخ ولا ملعقة. لكن لا بأس، سأتحمل كل شيء".

من جهته، اعتبر مسؤول العلاقات مع وسائل الإعلام التابعة للكنيسة الأرثوذكسية في موسكو فلاديمير ليغويدا في بيان أن "وضع المطران بافلو قيد الإقامة الجبرية بسبب اتهامات خاطئة هو، ويا للأسف، نتيجة طبيعية للفوضى التي أحدثتها الحكومة الأوكرانية".

إشعار بالطرد

وكان بافلو يعيش في سكن بكييف-بيشرسك لافرا، وهو دير عمره 980 عاما وأدرجته اليونسكو على قائمة التراث العالمي، وهو مقر الكنيسة الأرثوذكسية الاوكرانية التي كانت تتبع لبطريركية موسكو قبل الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.

وتقول الحكومة إن الكنيسة يجب أن تغادر الدير، فيما ترفض الكنيسة حتى الآن تنفيذ القرار رغم صدور إشعار بالطرد منذ الأربعاء الماضي. وقالت تاس أيضاً إن المحكمة رفضت السماح لبافلو بحضور أي قداس للكنيسة.

جاء مثول بافلو أمام المحكمة بعد استجوابه من جهاز الأمن الأوكراني الذي وجه إليه سلسلة من الاتهامات. وبافلو من كبار مسؤولي الكنيسة وهو رئيس دير كييف-بيشرسك لافرا.

وتم فتح قضايا جنائية بحق 61 من رجال الكنيسة الأرثوذكسية منذ أوائل 2022 وأدين سبعة منهم.

ع.ح./ع.ج.م.  (رويترز ، أ ف ب)