1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوروبا تبحث عن مخرج من أزمتها المالية

١٥ ديسمبر ٢٠١١

شهد عام 2011 الجاري اهتزازا في أسس الاتحاد الأوروبي، لأن الوحدة النقدية التي طالما تم الافتخار بنجاحها بين 17 دولة تطورت إلى أزمة مالية مستعصية. وتبين أن استقرار الوحدة النقدية بات في خطر.

https://p.dw.com/p/13Sg6
مشوار نجاح اليورو يتحول الى أزمة مستعصيةصورة من: K.-U. Häßler/Fotolia/DW

عارضت بريطانيا بمفردها اتفاقية الاتحاد الأوروبي الجديدة لتشديد قواعد الميزانية المالية. ورفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مشروع إقامة وحدة مالية بقواعد مشتركة ملزمة، وقال "لن نقوم أبدا بإدراج اليورو. لن نتخلى أبدا عن نوع السيادة الذي يجب على هذه الدول التخلي عنه للانضمام إلى اتحاد مالي". وتعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لانتقادات واسعة داخل بريطانيا وخارجها. واعتبرت عدة شخصيات بريطانية أن موقف كاميرون سيتسبب في عزلة بريطانيا في أوروبا.

وبغض النظر عن الموقف البريطاني للقرارات الأوروبية الجديدة المدعومة من قبل ألمانيا وفرنسا، حث وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله الأوروبيين على تنفيذ سريع لقرارات بروكسيل. واعتبر شويبله أنه يجب إعادة كسب ثقة المستثمرين في كافة أرجاء العالم، وقال إن "وضع العملة الأوروبية كارثي في الأسواق المالية، الأمر الذي يجبرنا الآن على التحرك، وحتى بريطانيا لا تنفي هذا الأمر. وعلى هذا الأساس فإن هذا هو الطريق الممكن سلكه حاليا، وهو الذي سيمنح العملة الأوروبية قدرا من الاستقرار".

انتقادات أوروبية للمسار البريطاني وتخوفات من دور ألمانيا

Angela Merkel Wolfgang Schäuble Flash-Galerie
وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله أثناء حديث مع المستشارة أنغيلا ميركل في البرلمان ببرلينصورة من: dapd

من جانبها أعربت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيفيان ريدنغ عن تفاؤلها بأن بريطانيا ستتنازل عن موقفها المعارض لاعتماد اتفاقية جديدة للاتحاد الأوروبي. وقالت ريدينغ إن التجربة "أثبتت أن البريطانيين يمتنعون دائما بعض الشيء ثم يراقبون الأمر عن كثب لينضموا للركب". وأوضحت ريدينغ أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انتقد بشدة في بلاده حتى من قبل الخبراء الماليين في العاصمة البريطانية لندن نفسها، وذلك بسبب الموقف الذي تبناه خلال القمة الأوروبية التي عقدت الأسبوع الماضي في بروكسل.

وفي الوقت الذي تواجه فيه بريطانيا مزيدا من العزلة داخل أوروبا، انتعش دور ألمانيا. وتتوقع بعض الدول، مثل بولندا، من ألمانيا تقديم الحلول للأزمة. لكن البعض يتحدث عن إملاءات ألمانية. ويتساءل الكثير من الأوروبيين هل يتطلع الألمان مجددا إلى الهيمنة في أوروبا. غير أن الحكومة الألمانية تنفي بحزم هذه الاتهامات، وتشدد على ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء بواجباتها لتوطيد الميزانيات الوطنية، وعلى هذا الأساس فإن ألمانيا ترفض إصدار سندات أوروبية مشتركة، لأن برلين ترفض تحمل ديون دول أوروبية أخرى على حساب دافع الضرائب الألماني.

الليبراليون البريطانيون يحذرون من عزلة بريطانيا أوروبيا

David Cameron im Britischen Parlament am Montag 12. Dezember
رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يدافع عن موقفه أمام مجلس العموم البريطانيصورة من: dapd

وبعد تردد استمر يومين عقب قمة بروكسيل الأوروبية خرج زعيم الليبراليين الديمقراطيين البريطانيين ونائب رئيس الوزراء نيك كليغ عن صمته، وانتقد بشدة موقف حكومته قائلا "إنني جد مستاء من نتيجة قمة الأسبوع الماضي. وذلك لأن الخطر بات ملموسا في أن تتعرض المملكة المتحدة مع مرور الوقت للتهميش داخل الاتحاد الأوروبي وأن تفقد من وزنها". وكان كليغ في اليوم الثاني للقمة الأوروبية ببروكسيل، أي الجمعة الماضي قد أعلن أن موقف كاميرون هو موقف الحكومة البريطانية، ليخرج الأحد ويعلن أن الموقف المتشدد لكاميرون مضر بمصالح المجتمع البريطاني.

لكن يبدو حسب نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة "ديلي ميل" المقربة من الحكومة أن الناخب البريطاني يؤيد سياسة كاميرون المعارضة لتعديل الاتفاقيات الأوروبية من أجل إنقاذ اليورو. وأفادت "ديلي ميل" أن 62 % من المستجوبين اعتبروا أن رئيس الوزراء كاميرون كان صائبا، و19 % منهم عارضوا رفضه للتوجه الأوروبي العام. كما عكس استطلاع الرأي نفسه أن حوالي نصف مجموع البريطانيين يؤيدون انسحابا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أن 70 % منهم اعتبروا أن قرارات القمة الأوروبية زادت من قوة ألمانيا داخل أوروبا.

سيبستيان هيسه/ محمد المزياني/ كريستوف هاسيلباخ

مراجعة: أحمد حسو