1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أمل ضئيل في العراق

١١ نوفمبر ٢٠١٠

بعد ثمانية أشهر من الخلافات اتفقت أهم الأحزاب العراقية على الأطر العامة لتقاسم السلطة فيما بينها، ويبدو أن رئيس الوزراء نوري المالكي يقف على عتبة تشكيل حكومة جديدة، فهل يؤدي ذلك بشكل آلي إلى استقرار أكبر وإرهاب أقل؟.

https://p.dw.com/p/Q6LP

فرصة تشكيل حكومة في العراق قريبا خبر جيد، ليس فقط للمنطقة، وإنما لكل العراقيين بشكل خاص، الذين تمسكوا رغم كل الأخطار الكبيرة على حياتهم بالديمقراطية بشجاعة مثالية. وسجلوا بذلك إشارة أمل لم يلتقطها قادتهم السياسيون في بلد اجتاحته الحرب والإرهاب. وبقي العراق ثمانية أشهر دون قيادة حقيقية، تعرض المواطنون خلالها بصورة مكثفة إلى ضربات إرهابية، أصابت مؤخرا الأقلية المسيحية أيضا.

وليس مؤكدا للأسف إذا كان كل ذلك سيشهد نهاية قريبة؛ فمن ناحية لا بد من انتظار معرفة حجم تمثيل الكتل والمجموعات السياسية والعرقية والدينية في مؤسسات السلطة الجديدة، ومن جهة أخرى لن يغير تشكيل حكومة شيئا من الدوافع السياسية ومن أهداف "القاعدة" والقوى الأخرى، التي لا مصلحة لها في الديمقراطية والاستقرار أو في عيش مشترك سلمي وعادل بين مختلف مجموعات الشعب في العراق.

Irak Wahlen Iraker wählen in Deutschland Köln
أفراد أسرة عراقية في مدينة كولونيا إثر مشاركتهم في الإنتخابات البرلمانية الأخيرةصورة من: DW

ولمواجهة الإرهاب والعنف والقضاء عليهما يحتاج الأمر إلى قوى أمنية أقوى وتحظى بتأييد شعبي تام ويكون ولاؤها فقد للدولة للدولة ومؤسساتها. وبعد أعمال العنف التي وقعت في الأسبوعين الأخيرين، من المشكوك فيه وجود شرطة وجيش مسلحين بما فيه الكفاية في العراق. وانسحاب القوات الأميركية من المدن الكبرى في حزيران/يونيو 2009، والذي كانت قد طالبت به كل القوى السياسية، والانتهاء الرسمي للعمليات القتالية الأميركية في نهاية آب/أغسطس الماضي جعلا الوضع الأمني أكثر سوءا من الناحية العملية. من هنا يمكن للمرء بسهولة رسم لوحة مسبقة عن النتائج السيئة المنتظرة في نهاية العام 2011، موعد الانسحاب النهائي للجنود الأميركيين من العراق.

وكما في الانتخابات التي جرت قبل ثمانية أشهر فإن مستقبل العراق هو في النهاية رهن بتصرف مواطنيه وسياسييه. وتتواجه في العراق قوى تحمل مطالب سياسية واقتصادية يصعب التوفيق فيما بينها داخل السلطة. وتستغل دول أخرى مثل إيران والولايات المتحدة والسعودية الأحزاب المتصارعة لتحقيق أهدافها الخاصة، ومن غير الممكن التحرر من تأثير هذه الدول إلا إذا توافق العراقيون على قواعد ديمقراطية مشتركة لاسيما فيما يتعلق بإدارة موارد النفط الغنية في البلاد.

العراقيون لم يسعوا أبدا إلى الحرب، ولذا يستحقون أكثر من مجرد كلام جميل عن التضامن الدولي معهم لإعادة إعمار وطنهم. ومن الواضح أن هذا هو من واجب الولايات المتحدة بصورة خاصة.

راينر زوليش

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد