أمريكي من أصل لبناني يفوز بـ "السعفة الذهبية" في مهرجان كان
٢٣ مايو ٢٠١١فاز المخرج الأمريكي من أصل لبناني تيرنس ماليك يوم الأحد بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان كان السينمائي لعام 2011، عن فيلمه "شجرة الحياة" (تري أوف لايف)، الذي يروي قصة أسرة من الغرب الأوسط الأمريكي في خمسينيات القرن الماضي. وجرت منافسة بين 20 فيلماً من بينها الفيلم الفائز "شجرة الحياة" على جائزة السعفة الذهبية، التي تعد إحدى أرفع الجوائز في المجال السينمائي. وقال الممثل الأمريكي المخضرم روبرت دي نيرو الذي ترأس لجنة التحكيم التي تضم تسعة أعضاء "لقد شعرنا أن حجم وأهمية ومغزى (الفيلم) تتلاءم مع منحه الجائزة ".
لكن المخرج الأمريكي ماليك، الميال إلى العزلة والبالغ من العمر 67 عاما،ً لم يكن حاضراً لتسلم الجائزة. ونادراً ما وافق ماليك على إجراء مقابلات صحفية معه خلال مسيرة حياته المهنية الحافلة بالأعمال السينمائية والتي تمتد لأكثر من أربعة عقود. وقال بيل بوهلاد، أحد منتجي الفيلم، الذي تسلم الجائزة بالنيابة عن ماليك خلال حفل تسليم الجوائز "أعلم أنه يشعر بسعادة غامرة بهذه الجائزة، مثلنا جميعا". وأضاف قائلاً إن ماليك "خجول للغاية". أما جائزة أفضل ممثلة فكانت من نصيب الممثلة الأمريكية كريستين دانست، عن دورها في فيلم "الحزن الاكتئابي" للمخرج فون ترير، ويروي قصة امرأة تدهورت حالتها النفسية إلى أن فقدت عقلها مع اقتراب نهاية العالم.
منافسة شديدة
وفي مؤتمر صحفي، أكد أعضاء فريق لجنة التحكيم أن التشكيلة القوية للأفلام خلال المسابقة الرئيسية للمهرجان أدت إلى وجود مناقشات عميقة للغاية حول توزيع الجوائز. وتقاسم المخرجان البلجيكيان جان بيير ولوك داردين والمخرج التركي نوري بلجي جيلان "الجائزة الكبرى"، وهي ثاني أرفع جوائز المهرجان.
وحصل الشقيقان البلجيكيان على تلك الجائزة عن فيلمهما "الطفل ذو الدراجة" الذي يتناول معاناة فتى يبلغ عمره 12 عاماً ويريد أن يرى والده الذي تركه في أحد الملاجئ. وتنشأ لدى الطفل مشاعر متناقضة بين الغضب الشديد والحب الشديد. كما شاركهما المخرج التركي جيلان تلك الجائزة عن فيلمه "حدث ذات مرة في الأناضول" عن قصة ضباط شرطة يتتبعون آثار جريمة قتل، غير أن أحداث الفيلم لا تتعلق كثيراً بقصة القتل قدر تعلقها بإلقاء الضوء على الاهتمامات الراسخة التي تسيطر على الحياة السياسية في مدينة صغيرة بتركيا.
واشتدت حدة المنافسة كذلك في مهرجان هذا العام على جائزة أفضل ممثل وأفضل ممثلة. وفاز الفرنسي جان دوجاردين بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "الفنان" للمخرج ميشال هازانافيشاس، عن قصة نجم سينمائي في عصر السينما الصامتة تعذر عليه التأقلم مع أفلام السينما الناطقة في العصر الحديث. وفاز المخرج الدنمركي نيكولا ويندينج ريفن بجائزة أفضل مخرج عن فيلم "القيادة". كما فاز المخرج الإسرائيلي جوزيف سيدار بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه حيرات شولايم "الحاشية" عن قصة منافسات بين أب أكاديمي وابنه. وفازت الممثلة الفرنسية، التي اتجهت إلى العمل في الإخراج مايوين لو بيسكو، بجائزة لجنة التحكيم عن فيلم "بوليس" الذي يسلط الضوء على الضغوط اليومية الواقعة على وحدة حماية الطفل التابعة لشرطة باريس. وذهبت جائزة "الكاميرا الذهبية" للأفلام الروائية الطويلة، إلى بابلو جورجيلي عن فيلم "لاس أكاسياس"، الذي تم تصوير مشاهده في ضواحي باراغواي.
تصريحات فون ترير تخرجه من المنافسة
وكان قد تفجر في الأيام الأخيرة خلاف هز أرجاء المهرجان وأحدث أصداء قوية جراء تصريح للمخرج الدنمركي لارس فون ترير، قال فيه مازحاً إنه يتعاطف مع النازية. وقرر مجلس مديري مهرجان كان بعد اجتماع طارئ عقب تصريح لارس فون ترير فرض حظر على المخرج. وأصدر المجلس بياناً قال فيه "إن مهرجان كان طالما سعى لأن يكون منبرَ تعبيرٍ حر، لكنه لا يسعه إلا أن يشجب التصريحات التي أدلى بها المخرج بشدّة ويدينها ويعلن أن لارس فون ترير شخصية ممنوعة، وهذا القرار نافذ منذ هذه اللحظة".
وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يواجه فيها مهرجان كان مثل هذا المأزق على مدي تاريخه الذي يمتد لأربعة وستين عاماً. وكان المخرج قد صرّح قائلاً إنه نازي يتفهم الآن مواقف هتلر وسياسته، مضيفاً: "لقد ولدت ألمانياً واكتشفت أنني كنت نازياً وهذا منحني بعض السعادة.. ماذا أستطيع أن أقول؟ أتفهم هتلر وأتعاطف معه قليلاً".
(ع.غ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: عبد الرحمن عثمان