1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أمريكا - تجميد ترامب تمويل العلوم "تهديد للحرية الأكاديمية"

٧ فبراير ٢٠٢٥

أوقفت إدارة ترامب التمويل الحكومي الضروري للبحث العلمي في الولايات المتحدة. ويشعر باحثون بالقلق مما قد يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل الحرية الأكاديمية والبحث العلمي في الولايات المتحدة.

https://p.dw.com/p/4q206
الرئيس ترامب في المكتب البيضاوي يوقع عددا من أوامره التنفيذية (30/1/2025)
وقّع الرئيس ترامب في 27 يناير/كانون الثاني أمراً تنفيذياً بتجميد جميع برامج الأبحاث الممولة فيدرالياً.صورة من: Elizabeth Frantz/REUTERS

يعيش العلماء في الولايات المتحدة حالة من الارتباك والذعر بعد إصدار إدارة ترامب أمرًا بتجميد مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي للأبحاث الأسبوع الماضي.

ورغم تراجع الإدارة عن خطتها لتعليق المنح والقروض الفيدرالية خلال يومين، إلا أن مراجعة آلاف البرامج الممولة اتحاديًا لا تزال مستمرة، مع وقف للأبحاث الممولة من قبل المعاهد الوطنية للصحة (NIH).

تُعد المعاهد الوطنية للصحة (NIH) أكبر مؤسسة طبية حيوية في العالم، حيث توفر أكثر من 40 مليار دولار سنويًا للأبحاث الصحية وتدعم أكثر من 300,000 باحث في أكثر من 2,500 جامعة ومؤسسة بحثية، معظمها في الولايات المتحدة.

وفي حوار أجراه مع DW، علق عالم بكلية الطب بجامعة هارفارد، طلب عدم الكشف عن هويته، على الأمر بقوله: "إنها فوضى، مخيفة حقا، وتمثل تهديدًا للحرية الأكاديمية". وأضاف: "كثير من العلماء والفنيين يشعرون بالذعر ولا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم الاستمرار في مجال البحث العلمي".

وقال كينيث إيفانز، خبير السياسة العامة للعلوم والتكنولوجيا في جامعة رايس بتكساس: "لقد أصبحت الولايات المتحدة الآن مكانًا معاديًا للباحثين بسبب إدارة ترامب".

وأضاف: "لا توجد أخبار جيدة للعلم في الولايات المتحدة. إلى جانب الهجمات على (تأمين الوظائف) للموظفين الحكوميين، والآلاف منهم علماء، جعلت إدارة ترامب الولايات المتحدة مكانًا معاديًا للباحثين".

تأثير على العلوم في أمريكا على المدى البعيد

جاء تجميد التمويل ضمن حزمة من الأوامر التنفيذية التي وقعها الرئيس ترامب في 27 يناير/ كانون الثاني.

وتهدف هذه الأوامر إلى تغيير السياسات المتعلقة بعدة قضايا علمية، بما في ذلك المناخ والصحة العامة، بالإضافة إلى تقليص عدد العاملين في الحكومة، ومن بينهم العلماء.

ورغم صدور أمر من محكمة فدرالية في 31 يناير/ كانون الثاني لاستئناف الإنفاق، أشار كينيث إيفانز إلى أن هذه الأزمة ستترك تأثيرًا سلبيًا على العلوم في الولايات المتحدة على المدى الطويل.

وقال إيفانز: "الكليات والجامعات الأمريكية تسير بحذر، حيث تقوم بمراجعة وإغلاق البرامج والمناهج التي قد تتعارض مع أوامر ترامب".

وفي الوقت ذاته، يستمر التقدم العلمي في أماكن أخرى حول العالم. وأكد إيفانز وجود أدلة بالفعل على أن "الطلاب والعلماء الذين يعانون من القواعد الجديدة يبحثون عن فرص أفضل في الخارج للتعليم والعمل".

وأضاف: "إذا كانت إدارة ترامب ترغب في تعزيز الريادة الأمريكية في العلوم والتكنولوجيا، فهناك القليل من الأدلة على أنها تأخذ هذا الوعد على محمل الجد".

مخاوف بشأن سياسة المناخ الأمريكية في عهد ترامب

قِسم "كفاءة الحكومة" يضر بالبحث العلمي الأمريكي

أدى تجميد التمويل إلى توقف الأبحاث العلمية في مختبرات الأبحاث في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ورغم استئناف معظم الأبحاث، لا يزال من غير الواضح أي المنح الفيدرالية قد تم فك تجميدها. ووفقًا للمصدر الذي رفض ذكر اسمه الذي تحدث لـ DW، فما زال العديد من العلماء في حالة من عدم اليقين، منتظرين معرفة ما إذا كانوا سيحصلون على التمويل الذي تم إقراره لهم بالفعل.

وأضاف المصدر أن إجراءات إدارة ترامب قد أدت بالفعل إلى تأخير تحقيق اختراقات علمية وطبية مهمة.

وقال المصدر: "هناك حاجة إلى العلوم الأساسية لتوجيه مستقبل الأبحاث والتقنيات. وإذا كان العلماء لا يثقون بالأساس الذي يقفون عليه، فكيف يمكنهم أداء عملهم؟"

وأشار إلى أن "التجارب العلمية تُخطط لأشهر أو حتى سنوات مسبقًا. ومن ثم إذا توقف التمويل أو لم يتم تجديده، فإنه يؤثر على جهود بحثية تمتد لسنوات".

وكحال العديد من تخفيضات التمويل الفيدرالية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، سيتسبب هذا التجميد أيضًا في تراجع سنوات من التقدم في تحسين التنوع داخل المؤسسات العامة.

وقال المصدر: "التمثيل في أوساط البحث العلمي ليس مثاليًا، لذا نحاول تحسين التنوع وتحقيق تمثيل أفضل في الأوساط الأكاديمية".

وتقوم الحكومة الأمريكية الآن بمراجعة البرامج الممولة من معاهد الصحة الوطنية (NIH) لتحديد أيها سيستمر في تلقي التمويل الفيدرالي. وكجزء من هذه المراجعة، سيتعين على الوكالات الإجابة عن سلسلة من الأسئلة لكل برنامج، بما في ذلك ما إذا كانت هذه البرامج تمول "التنوع والإنصاف والشمول" (DEI)، أو تدعم "المهاجرين غير الشرعيين"، أو تروج "لأيديولوجيا الجندر".

حلف ماسك مع ترامب سيجلب له منافع

ما هو مستقبل العلوم في الولايات المتحدة؟

أعرب كينيث إيفانز عن قلقه بشأن مستقبل المؤسسات العلمية الأمريكية على المدى الطويل باعتبارها ركائز للقوة الناعمة الأمريكية على الصعيد الدولي.

وقال: "وكالات العلوم الفيدرالية، وخصوصًا  NSF(مؤسسة العلوم الوطنية) و NIH (معاهد الصحة الوطنية)، تمثل المعيار الذهبي على المستوى الدولي لدعم الأبحاث والابتكار".

وأضاف: "انسحاب ترامب من منظمة الصحة العالمية (WHO) واتفاق باريس (للمناخ) يزيد من تأجيج هذه النار، مما يفتح المجال أمام قوى علمية أخرى، وخصوصًا في أوروبا والصين، لتولي الريادة في مجالي الصحة العامة وابتكارات المناخ".

وأكد إيفانز أن العلوم بحاجة إلى "الجلوس إلى مائدة النقاش" لمناقشة ما إذا كانت قادرة على مواجهة الإصلاحات العدوانية للإدارة فيما يتعلق بتمويل المنح والتبادل العلمي.

يضع المجتمع العلمي آماله حاليًا على مايكل كراتسيوس، مرشح ترامب لقيادة مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا، الذي ينتظر حاليا تصديق مجلس الشيوخ على قرار تعيينه.

واختتم إيفانز قائلاً: "إذا تلاشى صوته وسط أتباع إيلون ماسك وأنصار تقليص الميزانية، فإن السنوات الأربع المقبلة ستختبر حدود الضرر الذي يمكن أن تتعرض له العلوم الأمريكية قبل أن تفقد ريادتها لصالح دول أخرى أكثر دعمًا وترحيبًا".

تحرير: م وارد أغيوس

أعده للعربية: صلاح شرارة

DW-Mitarbeiter Fred Schwaller, PhD
فريد شفالر كاتب للمواضيع العلمية ويهتم بكل ما يتعلق بالدماغ والعقل، وكيفية تأثير العلم على المجتمع@schwallerfred