1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا- هل حققت تذكرة الـ 9 يورو المخفضة أهدافها؟

٣١ أغسطس ٢٠٢٢

لمساعدة الناس على تحمل التكلفة المرتفعة للأسعار والتضخم المتزايد، قدمت ألمانيا هذا الصيف أسعارًا مخفضة للغاية للنقل العام بتقديم تذكرة شهرية بقيمة 9 يورو. فهل كان المشروع ناجحاً؟ هذا يعتمد على ما تريد الدولة تحقيقه منه.

https://p.dw.com/p/4GGOa
مظاهرات تطالب باستمرار العمل بتذكرة 9 يورو
يقول مراقبون وخبراء إن تذكرة 9 يورو وإن كانت قد ساهمت في تخفيف العبء على الناس لكنها كشفت عن مشكلات في البنية التحتيةصورة من: Jörg Carstensen/dpa/picture alliance

يعرف الكثيرون أن نظام تذاكر المواصلات العامة في ألمانيا معقد إلى حد ما، حتى أن هناك أغنية عنه.

في هذه الأغنية المعروفة باسم "Out of Bempflingen" ، تغني مجموعة Schwabian a cappella "Chor der Mönche" (جوقة الرهبان) عن كفاحها في عبور المنطقة الفاصلة بين شبكتين من شبكات النقل الإقليمية في البلاد.

"لا يوجد أحد في المكتب / أين جهاز التذاكر؟ / الحصول على تذكرة من ميتسينغن إلى بيمبفلينغن ليس بالأمر السهل" .. تغني المجموعة الألمانية للمدن التي تبعد خمسة كيلومترات فقط (3.1 ميل) عن بعضها البعض، وتسخر الفرقة من عدم قدرتها على معرفة أي تذكرة يتعين على الشخص شراؤها فيفقدون الأمل ويغادرون المكان بدلاً من ذلك.

قال مايكل نيدهامر، أحد أعضاء الفرقة ، لـ DW: "إنها في الواقع قصة حقيقية".

لكن هذا الصيف، كانت الأمور مختلفة في ألمانيا. اليوم الأربعاء (31 أغسطس/ آب) يشهد نهاية التجربة ألمانية التي دامت 3 أشهر بإصدارتذاكر مواصلات عامة رخيصة للغاية.

وبدلاً من التنقل عبر شبكات نقل عامة مختلفة الأسعار في ألمانيا والتي يزيد عددها عن 60، تمكن الناس من يونيو/حزيران إلى نهاية أغسطس/آب السفر في جميع أنحاء البلاد على جميع الحافلات والقطارات المحلية والإقليمية (فيما عدا قطارات المسافات الطويلة) بتذكرة واحدة بلغ سعرها 9 يورو فقط (9 دولارات) في الشهر.

كيف تمت المهمة؟

في الحقيقة فإن هذا الإجراء، الذي وصفته مجلة دير شبيغل الألمانية بأنه "أكبر تجربة أجرتها ألمانيا على الإطلاق في نظام النقل العام المحلي"، فاجأ الناس. إذ أعلنت الحكومة الفيدرالية عن خطتها في مارس/آذار كجزء من حزمة الإغاثة التي تم تطويرها لمساعدة الناس على التعامل مع التضخم المرتفع بشكل قياسي.

وتعد القرارات السريعة مسألة نادرة في السياسة الألمانية، إذ تتبع التحركات الرئيسية للسياسات عمومًا فترات مفاوضات طويلة ومشاورات مطولة مع الخبراء وأصحاب المصالح والمنتفعين.

كانت تذكرة 9 يورو استثناءً، حتى أن شركات النقل أُخذت على حين غرة. ومع اختتام المشروع التجريبي، يفكر الكثيرون في التجربة وما إذا كانت هذه التذكرة قد حققت نجاحاً على مستوى البلاد أم لا.

قال جوناثان ليزر، كبير الاستشاريين في شركة استشارات إدارية متخصصة في القطاع العام ، لـ DW إن التقييم "يعتمد على الهدف. ماذا كان هدف المشروع؟"، مضيفاً: "إذا كان الهدف هو تخفيف العبء المالي على المواطنين، فسأقول نعم. إذا كان الهدف هو تسويق [المواصلات العامة] ، فسأقول لا."

صنع في ألمانيا - الابتكار ووسائل نقل المستقبل

سعر جذاب لعملاء جدد

بحسب الإحصائيات، فقد اشترى أكثر من 52 مليون شخص التذكرة، وفقًا لاتحاد شركات النقل الألمانية (VDV) - أي ما يعادل أكثر من 60 ٪ من سكان البلاد.

حصل 10 ملايين شخص إضافي على الخصم تلقائيًا من خلال الاشتراكات الموجودة مسبقًا في شبكات النقل المحلية. تبلغ تكلفة هذه الاشتراكات حوالي 80 يورو شهريًا في المدن الألمانية الكبرى، وفقًا لـ ADAC، أكبر اتحاد لسائقي السيارات في ألمانيا. على مدار أشهر الصيف الثلاثة، وفر هؤلاء المسافرون تلقائيًا أكثر من 200 يورو.

جذبت الفكرة الجديدة أيضًا العديد من الركاب الجدد. وفقًا لمسح VDV، قال 15٪ من مستخدمي التذاكر إنه من دون السعر الخاص لم يكونوا ليقوموا بالرحلات التي قاموا بها.

كتب أولريش شنايدر، الرئيس التنفيذي لجمعية العمل الاجتماعي والرعاية الاجتماعية في مقال رأي: "الملايين من الأشخاص الذين يعيشون على معاشات تقاعدية أو مساعدات من الدولة أو أصحاب الرواتب المنخفضة عادة ما يُحرمون من [رفاهية السفر]"، "وسيتم حرمانهم مجدداً من التنقل بسهولة وبسعر منخفض عندما ينتهي عرض تذكرة 9 يورو."

وخلال التجربة، لوحظ انخفاض معدل التضخم في ألمانيا بشكل طفيف، وهو تأثير يعزى جزئيًا إلى انخفاض الأسعار في البلاد.

زيادة الطلب تكشف عن العيوب

لكن هذه الأخبار ربما لم تكن مريحة للركابالذين يعانون مع ارتفاع درجات الحرارة والزحام والإرهاق خلال العودة من العمل، والذين لجأوا يوميًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي هذا الصيف لمشاركة قصص عن تجارب غير سعيدة على الإطلاق عن القطارات المكتظة، وتكييف الهواء المعطل، والتأخير لساعات طويلة.

لسنوات ، اشتكى مؤيدو السفر بالقطارات والحافلات من أن ألمانيا لا تستثمر في هذه الخدمة العامة. في بلد معروف في الخارج بطرقه السريعة وتصنيع سيارات بورشه ومرسيدس فائقة السرعة، بدأت مسألة القطارات المتأخرة والمزدحمة تصبح هي القاعدة حتى قبل طرح التذكرة منخفضة التكلفة.

ما هو التضخم؟

زودت الحكومة الفيدرالية 16 ولاية إقليمية في ألمانيا بمبلغ إضافي قدره 2.5 مليار يورو للتعويض عن خسارة مبيعات التذاكر بسبب المشروع. لم يشمل هذا الرقم تمويل السعة المضافة من الركاب أو الموظفين المطلوبين أو الصيانة لتلبية الطلب المتزايد.

ومع تقارير ولايات مثل ولاية "ساكسونيا أنهالت" عن عدد من الركاب يصل إلى ثلاثة أضعاف العدد المعتاد على خطوط قطارات معينة هذا الصيف، ظهرت نتائج نقص الاستثمار المزمن.

قال رالف دامدي، رئيس مجلس الأشغال العامة في DB Regio، وهي شركة إقليمية تابعة لشركة السكك الحديدية الألمانية: "لقد سلطت تذكرة 9 يورو الضوء على مشاكل النقل الإقليمي". وأضاف في تصريحات صحفية: "لا يوجد عدد كافٍ من الموظفين وهناك عدد قليل جدًا من المركبات لاستيعاب الزيادة في أعداد الركاب في المستقبل".

ما بعد تذكرة الـ 9 يورو

يقول منتقدو التذاكر المخفضة إن الأموال يجب أن تنفق بشكل أفضل على تطوير البنية التحتية للمواصلات العامة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن راينهارد زاغر رئيس اتحاد المقاطعات الألمانية قوله: "نحتاج إلى كل يورو إضافي لتوسيع الخدمة وتحسينها حتى تصبح وسائل النقل العام المحلية بديلاً مناسباً للتنقل والاستخدام اليومي".

وعلى الرغم من ظروف السفر غير المريحة بسبب الزحام وتأخر القطارات، ومع اقتراب انتهاء المشروع، يدافع الكثيرون عن تمديد محتمل للفكرة، لا سيما في ضوء فشل البلاد مؤخرًا في تحقيق أهداف خفض الكربون.

كتب أحد المستخدمين في مناقشة على المنصة الاجتماعية Reddit: "من الواضح أن الحل ليس في جعل النقل العام أقل جاذبية مرة أخرى، ولكن لإصلاح أو بناء البنية التحتية المطلوبة".

ويتجادل السياسيون حول ما إذا كانت هناك إمكانية لإتاحة بطاقة مواصلات جديدة في المستقبل ومقدار تكلفتها. يقول أحد المعلقين: إن السعر ليس سوى جزء من القصة. أظهر المشروع أيضًا أهمية وجود نظام تذاكر مبسط.

وقال آخر: "يمكننا التحدث عن السعر، لكن يجب أن نتحدث أيضًا عن مدى تعقيد شراء تذكرة".. "هل يجب أن يكون لدينا العديد من الأنظمة المختلفة للحصول على تذكرة بسعر معين؟ أم يمكننا تسهيل الأمر؟"

كريستي بلادسون/ع.ح.