1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا: كيف تتقدمين بطلب لجوء لكونك ضحية ختان الإناث؟

٢٩ يوليو ٢٠٢٣

يمكن للنساء والفتيات اللواتي يواجهن خطر التعرض لعملية تشويه الأعضاء التناسلية، التقدم بطلب للحصول على اللجوء في ألمانيا والاتحاد الأوروبي. نعرض الآليات القانونية التي تخول لهن ذلك اعتمادا على رأي جمعية متخصصة.

https://p.dw.com/p/4USvo
Symbolbild | Female Genital Mutilation
صورة من: Tiago Lopes Fernandez/R&D Factor/Peek Creative Collective

دعت وزيرة المساواة الألمانية، أميناتا توري عن حزب الخضر، ألمانيا إلى اعتبار تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) سببا قانونيا لطلب اللجوء.

وصرحت الوزيرة في حديثها للصحيفة الألمانية Neue Osnabrücker Zeitung، قائلة "يجب على الحكومة الألمانية إيلاء المزيد من الاهتمام  لحقوق النساء والفتيات اللاجئات، ويجب الاعتراف بالعنف القائم على النوع الاجتماعي كسبب قانوني لطلب اللجوء". كما دعت توري إلى توعية النساء والفتيات بحقوقهن بشكل أفضل.

وقالت الوزيرة إن "العديد من المتضررات لسن على دراية كاملة بحقوقهن أو لا يستطعن في غالب الأحيان التحدث عن قضيتهن بشكل علني، وهو ما يمكن أن يقلل من فرصهن في الحصول على اللجوء"، مضيفة أنه ينبغي تدريب الموظفين في المكتب الاتحادي للهجرة بشكل خاص ليكونوا واعين بهذه الإشكالية.

وتشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من النساء اللواتي خضعن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يعشن في ألمانيا، وهذه الأرقام ترتفع دوريا. وتقدر منظمة حقوق المرأة Terre des Femmes (TDF) عددهن بنحو 100 ألف، بالإضافة إلى 17 ألف و700 فتاة أخرى في خطر جسيم حاليًا. ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تعرضت أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة في العالم لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.

تم تصميم خطاب الحماية شبيها بجواز السفر للفتيات المعرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية لحمله معهن أثناء السفر إلى وطنهن من ألمانيا.
تم تصميم خطاب الحماية شبيها بجواز السفر للفتيات المعرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية لحمله معهن أثناء السفر إلى وطنهن من ألمانيا.صورة من: Dorothee Barth/dpa/picture alliance

كيف يتطرق القانون الألماني لجريمة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية؟

بداية، يشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية جميع الإجراءات التي تبتغي إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى أو أي إصابتها لأسباب غير طبية. وغالبا ما يتم تنفيذ هذه العملية المضرة على الفتيات دون سن 18 عاما. وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ليس عادة خاصة بأي دين معين وليس له فوائد صحية، بل يمكن أن يكون سببًا لصدمة جسدية ونفسية  مدى الحياة.

بموجب القانون الألماني، يعتبر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية جريمة جنائية (المادة 226 أ من القانون الجنائي) ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 15 عامًا. طورت الوزارة الألمانية الاتحادية لشؤون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب وثيقة قابلة للتحميل، يمكن للفتيات المعرضات للخطر حملها رفقة جواز سفرهن عند السفر إلى وطنهن من ألمانيا، خطاب الحماية من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.

توفر الوثيقة معلومات عن المسؤولية الجنائية لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، حتى وإن أجريت في الخارج. وهي تسعى إلى حماية النساء والفتيات وعائلاتهن من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية عند عودتهن إلى بلدانهن الأصلية خلال فترات العطل مثلا. وتسعى الرسالة إلى مساعدة العائلات التي قد تواجه ضغوطًا اجتماعية وعائلية في بلدانهم الأصلية، وزيادة الوعي حول هذه الممارسة بشكل عام.

ومع ذلك، لا يزال تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية من التابوهات، مما يجعل من الصعب على النساء والفتيات المتضررات الحصول على اللجوء في ألمانيا على هذأ الأساس، رغم أنه من الناحية النظرية يحق لهن القيام بذلك منذ عام 2013.

حماية أكبر في الاتحاد الأوروبي!

في عام 2013، تم توسيع نظام اللجوء الأوروبي المشتركCEAS، وهو قانون تم إنشاؤه لضمان مساطر لجوء موحدة  داخل الاتحاد الأوروبي. منذ ذلك الحين، أصبح خطر ختان الإناث أو حدوثه، سبباً قانونيا لمنح اللجوء في ألمانيا، وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

سبق هذا التغيير في قانون اللجوء الألماني اتفاقية اسطنبول لعام 2011، وهي اتفاقية لمجلس أوروبا بشأن منع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف المنزلي. ويسمح للضحايا والمعرضين لخطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، بتقديم طلب اللجوء في ألمانيا والاتحاد الأوروبي على أساسين قانونيين مختلفين:

وقفة احتجاجية في برلين ضد ختان النساء
وقفة احتجاجية في برلين ضد ختان النساءصورة من: Christian-Ditsch/imago images

أولا: يمكن منح حق اللجوء على أساس الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي في الاتحاد الأوروبي. وذلك لأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية هو نوع من الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي، يستهدف النساء والفتيات وهو منتشر بشكل خاص في مناطق معينة وبين مجموعات عرقية معينة، ويجب أخذ هذه العوامل في الاعتبار أثناء عملية اللجوء. وفيما يتعلق بالأطفال، يمكن أيضًا منح حق اللجوء للآباء والأمهات الذين تتعرض بناتهم لخطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وهربوا من الاضطهاد لرفضهم إجراء العملية.

وثانيا: يمكن منح حق اللجوء على أساس التهديد بالتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية والمهينة، والتي تشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بموجب القانون الدولي.

وفي حديثها لمهاجر نيوز، أوضحت ليليث دوست، أخصائية السياسات في قسم تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في منظمة TDF، أن الوضع يمكن أن يكون معقدًا لأن التهديد بالختان غالبًا ما يكون من العائلة أو المجتمع، أي من الجهات الفاعلة غير الحكومية.  وقانون اللجوء الألماني  يعترف بالاضطهاد من قبل جهات فاعلة غير حكومية، إذا لم يكن هناك قانون ضد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في بلد المنشأ أو إذا كانت الدول غير مستعدة أو غير قادرة على تنفيذ القوانين.

عقبات في عملية اللجوء!

تلاحظ دوست أنه لا يزال هناك عدد من العقبات في عملية اللجوء، وهو ما يمنع النساء المعرضات لتهديد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية من الحصول على الحماية المناسبة. في كثير من الحالات، يكون التهديد بختان الإناث فقط هو السبب المعترف به كأساس للجوء، وليس الختان الذي حدث مسبقاً. تقول دوست إن النساء اللواتي تعرضن مسبقا لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، غالباً ما يُمنحن فقط حظر الترحيل.

تكون فرص الحصول على اللجوء أعلى إذا استطاعت النساء اللواتي تعرضن بالفعل لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية إثبات تعرضهن للنوع الثالث من الختان. الذي يُعرف باسم التخييط. في هذه الحالات، هناك خطر حدوث مضاعفات صحية، خاصة بعد الولادة أو قبل الزواج.

في عام 2020، ذكر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين BAMF، أنه في الحالات التي تكون فيها المرأة قد تعرضت للنوع الأول أو الثاني من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، "لا يُخشى من أي تدخلات أخرى لمقدمة الطلب في وطنها"، وبالتالي فهي ليست عرضة لمزيد من الاضطهاد القائم على النوع أو المعاملة اللاإنسانية والمهينة.

منظمة "تير دي فام" تنظم مسيرة احتجاجية ضد تشويه الأعضاء التناسلية للنساء
منظمة "تير دي فام" تنظم مسيرة احتجاجية ضد تشويه الأعضاء التناسلية للنساء صورة من: Christian-Ditsch/imago images

يمكن أن تسبب هذه الفروقات بمشاكل إدارية، كما تشرح دوست، لأن العديد من طالبات اللجوء  اللواتي تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، لا يعرفن أي نوع من التشويه تم إجراؤه عليهن. يجب عليهم تزويد BAMF بشهادة طبية في غضون أسابيع قليلة تثبت أنهن تعرضن للنوع الثالث. وتشير دوست إلى أنه بالإضافة إلى فترات الانتظار الطويلة، فالموظفون يكونون غير مدربين تدريباً كافياً على دراسة مثل هذه الملفات.

وتشير كذلك إلى أنه "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ليس جزءًا من التدريب الطبي الأساسي وأمراض النساء، لذلك فإن الأطباء غالبًا ما يكونون غير قادرين على تحديد نوع التشويه الدقيق، والذي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على إجراءات لجوء هذه النساء".

قلة الوعي بالحقوق!

تشرح دوست أن طالبات اللجوء المتأثرات غالبًا لا يدركن أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية الذي تعرضن له أو التهديد به يمكن أن يبرر حقهن في اللجوء، وبالتالي لا يذكرونه كسبب لطلبهن. وبسبب نقص المترجمين الفوريين، يمكن أن تضيع عليهن فرصة إيصال المشكلة الحقيقية حين التقدم بالطلب، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون خشية وصمة العار أو انعدام الأمن سبباً أيضا، أو الاعتقاد بأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أمر "طبيعي"، وليس شكلاً من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتوضح دوست أن المحاكم الألمانية غالبًا ما تشير إلى خيارات الحماية الداخلية داخل البلد الأصلي لمقدمة الطلب وترفض طلب اللجوء، على الرغم من أن البلد الأصلي ليس في وضع يسمح له بتقديم حماية كافية للنساء المتضررات، ولم يدين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ولم يتخذ أي إجراء فعال ضده.

أنواع ختان الإناث
أنواع ختان الإناث

وتشير المتحدثة إلى أن إحدى القضايا الرئيسية المحيطة  بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية  في سياق اللجوء هي "نقص المعرفة، سواء من جانب النساء المتأثرات أو المعرضات للخطر أو من جانب موظفي سلطات اللجوء".

حلول أكثر نجاعة!

تطالب منظمة TDF بتكوين أكثرخصوصية لموظفي BAMF، لأجل تدريبهم على الاستفسار صراحة عن بلدان المنشأ والتعامل بحساسية مع المتضررين. بالإضافة إلى ذلك، تطالب المنظمة بإبلاغ طالبات اللجوء اللواتي غادرن وطنهن بسبب تهديد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، بلغتهن الأم بحقوقهن الخاصة باللجوء.

وقالت دوست لمهاجر نيوز "يجب إخبار النساء مسبقًا بأن لهن الحق في الحصول على مستمعات ومترجمات، لضمان شعورهن بالأمان لأجل التحدث بصراحة عن تجاربهن".

كما شددت المنظمة على ضرورة أن تتلقى المترجمات تدريبًا خاصًا حتى تتمكن من تزويد طالبات اللجوء بأفضل دعم ممكن. علاوة على ذلك، تطالب منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان، عدم تصنيف الدول التي ينتشر فيها تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية كدول آمنة من قبل المحاكم، وبالتالي عدم إجبار النساء المتضررات على العودة إليها.

وأضافت أنه من الضروري حصول النساء ضحايا تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على المشورة القانونية والعلاج النفسي، وأن يتم إيواؤهن بعيدًا عن الأشخاص الذين يشكلون تهديدًا لهن، ويجب ضمان وصولهن إلى أهم الحقوق كالتعليم والعمل.

مهاجر نيوز 2023