1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا غير محصنة من خطر الإرهاب

فلاح آلياس٢٦ يونيو ٢٠١٥

أظهر الهجوم الإرهابي الجديد في فرنسا أن أوروبا مهددة فعليا، ويمكن أن تضربها الهجمات الإرهابية في أي وقت. فما الذي تفعله السلطات الأوروبية عموما والألمانية خصوصا لمنع وقوع مثل هذه الهجمات؟ وهل إجراءاتها كافية؟

https://p.dw.com/p/1Fo2Q
Deutschland Bremen Terrorwarnung Polizei Einsatz
صورة من: Reuters/Morris Mac Matzen

"نهج جديد صارم في التصدي للإرهاب"، هذا ما وعد به وزير الداخلية الفرنسي، بعد الهجوم الإرهابي على مجلة شارلي إيبدو وعلى مواقع يهودية في باريس مطلع العام الجاري، كما وعد بتعزيز قوات الأمن من حيث العدة والعدد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وعد بتكثيف المراقبة وتوعد بتشديد العقوبات.

ولكن يبدو أن تلك الإجراءات بقيت غير كافية. فقد أستيقظ الأوروبيون اليوم الجمعة ( 26 حزيران/ يونيو 2015) على وقع أخبار عاجلة تتصدر شاشات التلفزة: "اعتداء إرهابي جديد في فرنسا يحمل بصمات التنظيمات الجهادية". أسفر الاعتداء عن مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح في هجوم نفذه شخص يحمل راية "جهادية" في مصنع للغاز قرب ليون شرق فرنسا. هذا الهجوم جاء بعد أقل من ستة أشهر فقط على هجمات إرهابيين في منطقة باريس أدت إلى مقتل 17 شخصا في كانون الثاني/يناير.

أحد منفذي هجوم الجمعة يدعى ياسين صالحي ويبلغ 35 من العمر متحدر من المنطقة نفسها جرى اعتقاله بحسب وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، الذي أكد أن الاستخبارات رصدت صالحي بين 2006 و2008 للاشتباه بتطرفه، لكنه أكد أن سجله القضائي فارغ.

صالحي دخل مصنع الغاز في منطقة سان كانتان فالافييه وهو يرفع راية جهادية وفجّر عددا من اسطوانات الغاز. وتم تأكيد مقتل شخص عُثر على جثته مقطوعة الرأس قرب الموقع، كما عثر في المكان على راية تحمل كتابة باللغة العربية .

ألمانيا غير بعيدة

فرنسا وبلجيكا والدنمارك تعرضت لهجمات هذا العام، وتبدو أوروبا كلها مهددة، كما يرى خبراء أمنيون. ومنذ اعتداءات سبتمبر 2001، تعرضت القارة لعدة هجمات إرهابية كبيرة، أشهرها اعتداء مدريد 2004، يومها سقط 191 قتيلا، وفي لندن 2005 حيث سقط 56 قتيلا.

ولكن ألمانيا بقيت حتى الآن شبه محصنة من الهجمات الإرهابية، باستثناء محاولات بسيطة تم كشفها قبل وقوع الاعتداءات .

فهل الأمر مجرد حظ جيد يتمتع به الألمان؟ أم أن الإجراءات الأمنية الألمانية متقدمة أكثر بالمقارنة مع الفرنسيين مثلا؟ وهل يُعزى الأمر لعوامل متعلقة بالسياسة الخارجية لكل من البلدين؟

وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير تحدّث عن وجود "مخاطر جدية"، ولكنه أضاف "ليس هناك أي سبب لرفع حالة التوتر"، ثم أردف الوزير: "لا يمكنني إعطاء المواطنين في ألمانيا ضمانا بعدم وقوع مثل هذه التفجيرات" في بلدهم.

الخبير في شؤون الإرهاب، البروفيسور بيتر نويمان، يرى أن ألمانيا غير بعيدة عن مثل هذه الأعمال الإرهابية: "ليس كل يوم ولا كل أسبوع، ولكن في المستقبل سنرى المزيد من هجمات مشابهة. ليس في فرنسا فقط، ولكن في ألمانيا أيضا ودول أوروبية أخرى، حيث يوجد العديد من المتطرفين المؤيدين لتنظيم الدولة الإسلامية".

Deutschland Denis Cuspert IS
أحد أخطر الإرهابيين الألمان الذين التحقوا بتنظيم داعش، دينيس كوسبيرتصورة من: picture-alliance/dpa

خطر "الذئاب المنفردة"

تعيش دول أوروبا الغربية حالة قلق وارتباك في التعامل مع الشباب المسافرين إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف إعلاميا بداعش) والعائدين منهم الى بلدانهم الاوروبية. بعضهم عاد فعلا إلى أوروبا، بعد أن انخرط هناك لعدة أشهر في التدريب والقتال. وبحسب الداخلية الألمانية، هناك حوالي 200 عائد من أصل 750 من المتطوعين الألمان الذين ذهبوا للقتال مع "داعش".

"الاستعداد للعنف كبير جدا لدى هؤلاء الذين يطلق عليهم `الذئاب المنفردة`، ويجب عدم الاستهانة بهم"، كما يؤكد الخبير بشؤون مكافحة الإرهاب بيتر نويمان في حديثه لقناةNTV الإخبارية الألمانية.

وتشير الأرقام الرسمية إلى وجود حوالي 270 شخصا في ألمانيا، ممن يصنفون على أنهم خطرون. أي أنهم الأشخاص الذين تتوقع منهم الشرطة الألمانية القيام بعمل إرهابي.

الإجراءات الألمانية بحاجة لتعزيز

صحيفة بيلد الألمانية تقول إنها اطلعت على ملفات سرية للدوائر الأمنية تُصنف خطر مقاتلي داعش العائدين إلى ألمانيا على أنه "خطر مييت". أي أن الأجهزة الأمنية محتاطة للخطورة التي يمكن أن تنتج عن عودة أولئك الألمان الذين كانوا يقاتلون مع "داعش".

رئيس هيئة حماية الدستور(المخابرات الداخلية الألمانية)، هانز غيورغ ماسن، أكد مؤخرا في تصريحات صحفية: "نحن نقوم بكل شيء لمنع حدوث اعتداء إرهابي. نستغل كل الإمكانيات المتاحة. كما أننا على اتصال مع كل الدوائر الأمنية، سواء داخل ألمانيا أو خارجها".

في نفس السياق يطالب خبراء مكافحة الإرهاب بتعزيز أعداد رجال الشرطة والمخابرات والموظفين المناط بهم مراقبة الأشخاص الخطرين. وتشمل المراقبة كل شيء بما في ذلك الاتصالات والمراسلات. نويمان يقدر أن هناك حاجة لحوالي 40 موظفا للمراقبة الشاملة لكل شخص خطر مشتبه به.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد