1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة الاتحاد الأوروبي الحالية لا تثير شماتة واشنطن

تعد قضايا الشرق الأوسط والأزمة التي يمر بها الاتحاد الأوروبي من أبرز نقاط القمة الأوروبية الأمريكية التي تنعقد اليوم في ظل تأكيد واشنطن على ضرورة الحفاظ على تماسك الاتحاد الأوروبي كلاعب حيوي على مسرح السياسية الدولية.

https://p.dw.com/p/6o64
الرئيس بوش بين باروسو (يمين) ويونكرصورة من: AP

من المتوقع أن تركز القمة الأوروبية ـ الأمريكية التي تعقد اليوم الاثنين في واشنطن على قضايا هامة جداً مثل الوضع في العراق والشرق الأوسط ودعم عملية التحول الديموقراطي وردع الأخطار والتهديدات الناجمة عن الإرهاب. وهذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش قمة مع المفوضية الأوروبية منذ إعادة انتخابه. وتعتبر الأزمة التي يمر بها الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي من النقاط الأساسية التي ستناقشها قمة الحلفاء الأطلسيين المشتركة في ظل تساؤلات المراقبين السياسيين حول رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية عليها.

Demonstration gegen Irak Krieg in Karlsruhe
ألمانيا 2003: مظاهرات معارضة للحرب على العراقصورة من: AP

وفي غضون ذلك أبدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس استعداد بلادها لبذل كل الجهود الممكنة من أجل مساعدة الاتحاد الأوروبي على الخروج من أزمته وتماثله للشفاء. وجاء كلام رايس خلال لقائها جون اسيلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ، وخافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، وبيتينا فيريرو فالدنر المسئولة عن العلاقات الخارجية والقائمة على تنظيم أعمال هذه القمة. وأضافت رايس في هذا السياق:"نريد أوروبا ذات ثقل على الصعيد الخارجي وليس قارة مشغولة فقط بشؤونها الداخلية".

ضرورة الوحدة الأوروبية

Jacques Chirac und Gerhard Schröder EU Gipfel
شرودر وشيراك وأزمة الاتحاد الأوروبيصورة من: AP

الاتحاد الأوروبي يعيش حالياً أزمة صعبة، والبعض يشعر بارتياح داخلي لما حل به. وهنا يذكّر مايكل أو هانلون، أحد أبرز المفكرين والباحثين في مركز "بروكينغز" في واشنطن، بمواقف الدول الأوروبية المختلفة إزاء الحرب على العراق قبل أكثر من عامين. ويقول هانلون:"لم ينس كل الأمريكيين هذه المواقف ولذلك فإنه ليس بوسعهم إدراك مدى الحاجة إلى اتحاد أوروبي متفق وقوي". ويضيف "إن لم يكن بوسع كل أمريكي فهم هذا، فإن الرئيس جورج بوش يدرك هذه الحاجة تماماً". كما يضاف إلى ذلك الخلافات حول كيفية التعامل مع ملف إيران النووي، والنزاع في الشرق الأوسط إضافة غلى النزاعات التجارية القائمة بين الطرفين فيما يتعلق بمسألة إيرباص، وتجارة الصلب والرسوم المفروضة على تصدير الموز إلى دول الاتحاد الأوروبي.

المواطن الأمريكي لا يعير اهتماماً كبيراً للأزمة الأوروبية

US Präsident George W. Bush in Brüssel
الرئيس الأمريكي بوش في بروكسلصورة من: AP

الأزمة الحالية التي يمر بها الاتحاد الأوروبي لا تلقي إهتماماً لدى المواطنين الأمريكيين، لا سيما وأن وسائل الإعلام الأمريكية لا تعطي هذه المسألة مكاناً خلال تغطيتها لأحداث الساعة. فأوروبا، بالنسبة للكثير من الأمريكيين، ليست سوى جاك شيراك وغيرهارد شرودر وموقفهما المعارض للحرب على العراق. وحقيقة أن الاتحاد الأوروبي يواجه أزمة في الوقت الحالي قد تدفع بعض الأمريكيين إلى الشماتة به، إلا أن حكومة بوش، والناضجين فيها على حد تعبير هانلون، لا يرون أن أزمة الاتحاد الأوروبي الحالية سبباً لإثارة شماتة واشنطن.

Joschka Fischer gibt Interview in Washington
وزير الخارجية الألماني فيشر في واشنطنصورة من: dpa - Report

وخلال حديثه مع وزيرة الخارجية الأمريكية رايس خلال زيارته الأخيرة لواشنطن لم يلمس وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر أي شعور بشماتة أمريكية. وعلى العكس من ذلك فقد لمس مخاوف بهذا الشأن، إذ يغلب الشعور بحرص واشنطن على أن لا تؤدي أزمة الاتحاد الأوروبي الحالة إلى ركود سياسي واقتصادي. والجدير بذكره في هذا السياق أن أوساط الأعمال والاقتصاديين تشعر بالقلق من تباطؤ عملية الاندماج في السوق الأوروبية وخاصة بعد الرفض الذي عبر عنه الفرنسيون والهولنديون للدستور الأوروبي. وقال غاري ليتمن، مسئول الشؤون الأوروبية في غرفة التجارة الأمريكية، الخميس الماضي أمام لجان مجلس النواب الأمريكي أن 20% من الصادرات الأمريكية تذهب إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل 4% فقط إلى الصين. وتمثل المبادلات التجارية بين ضفتي الأطلسي 50% من التجارة العالمية بقيمة سنوية تقارب 500 مليار دولار، كما أكد ليتمن.

بوش وشرودر وشيراك في قارب واحد

Scheitern des EU-Finanzgipfels: Chirac zieht ein langes Gesicht
صورة من: dpa

ومن المرجح أن يحرص الرئيس الأمريكي هذه المرة على عدم لعب دور "الفارس المتغطرس"، رغم أنه يواجه مشاكل كبيرة على صعيد السياستين الداخلية والخارجية. فهو يقود بلداً خسر لغاية الآن 1700 جندياً في عراق ما بعد صدام، وأنفق حوالي 200 مليار دولار على الحرب هناك دون تحقيق نجاحات كبيرة حتى الآن. وحسب تقديرات المحللين السياسيين فإن موقفه ليس أفضل بكثير من موقف كل من شرودر وشيراك رغم اختلاف طبيعة المشاكل التي يواجهها كل منهم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد