أردوغان: إتفاق اللاجئين مرهون بتنفيذ مطالب تركيا
٨ أغسطس ٢٠١٦قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لصحيفة لوموند الفرنسية إن اتفاق اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي "لن يكون ممكناً" إذا لم يلتزم الاتحاد بالشق الخاص به في الاتفاق فيما يتعلق بالسماح للأتراك بدخول دون الاتحاد دون تأشيرة.
وقال إردوغان في تصريحات نشرتها الصحيفة اليوم الاثنين (الثامن من آب/ أغسطس 2016) إن "الاتحاد الأوروبي لا يتصرف بإخلاص مع تركيا" مشيراً إلى أن إلغاء تأشيرات دخول الأتراك كان من المفترض أن يبدأ في أول يونيو/ حزيران الماضي. وأضاف أردوغان: "إذا لم تنفذ مطالبنا فإن إعادة (اللاجئين) لن تكون ممكنة."
وتعكس تصريحات أردوغان تغييراً في موقفه، بينما أعرب عن امتعاضه من رد فعل الزعماء الغربيين على محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز الماضي. وتعهد الرئيس التركي بالحفاظ على الوعود التي قطعتها بلاده بشأن اتفاق اللاجئين.
وقال إردوغان منتقداً رد واشنطن والزعماء الأوروبيين إن الغرب تخلى عن الشعب التركي. وأضاف بالقول: "تفاعل العالم بأكمله مع الهجوم على شارلي إبدو. شارك رئيس وزرائنا في مسيرة في شوارع باريس" في إشارة إلى هجوم شنه إرهابيون إسلاميون على مقر صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة في يناير/ كانون الثاني 2015. وتابع "كنت أتمنى أن يتفاعل زعماء العالم الغربي (مع محاولة الانقلاب) بالمثل وألا يكتفوا بالقليل من العبارات المبتذلة".
ووافقت أنقرة في مارس/ آذار الماضي على وقف عبور اللاجئين إلى اليونان في مقابل إحياء مساعدات مالية ووعد بالسماح للأتراك بدخول دول كثيرة بالاتحاد الأوروبي دون تأشيرة وتسريع وتيرة محادثات انضمام تركيا للاتحاد. لكن إعفاء الأتراك من التأشيرة تأخر بسبب قانون تركي لمكافحة الإرهاب ومخاوف في الغرب بشأن اتساع نطاق حملة تركية صارمة بعد محاولة الانقلاب.
وفي برلين قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الاثنين إن إعادة تطبيق عقوبة الإعدام في تركيا سوف تنهي مسعاها للانضمام إلى الاتحاد. وقال إردوغان في تصريحات لقناة (أيه.ار.دي) الألمانية الشهر الماضي بعد محاولة الانقلاب إن الشعب التركي يرغب في إعادة عقوبة الإعدام وإن على من يحكمون البلاد أن ينصتوا له.
وفي ذات السياق صرح زعيم اليسار المعارض ديتمار بارتش اليوم الاثنين، بأن فشل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في إدانة حملة التطهير التي جرت بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وإصرارها على الحفاظ على اتفاق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، يجعل من ألمانيا "عرضة للابتزاز" من جانب تركيا.
وقال ديتمار بارتش، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض لاذاعة "دويتشلاند فونك"، إن فشل ميركل في إدانة تطهير مؤيدي الانقلاب المزعومين من جانب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان: "سيعود ليطاردنا".
وأوضح أن "ما يحدث في تركيا هو أمر غير مقبول بالمرة، ولا يجب علينا التعاطي معه... إننا نجعل من حقوق الإنسان الأساسية محلاً للنقاش".
ومنذ أن قرر البرلمان الألماني في حزيران/ يونيو الماضي وصف ما فعلته تركيا مع الأرمن قبل نحو قرن من الزمان، بالإبادة الجماعية، تجاهل أردوغان السفير الألماني، وأصدر بيانات تهديد لمشرعين ألمان ومنع برلمانيين من زيارة قواتهم في تركيا.
ع.أ.ج/ ع.غ ( أ ف ب، د ب أ)