1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أبعد من سوريا.. هل قمة طهران رد على "عودة" واشنطن للمنطقة؟

خالد سلامة
١٩ يوليو ٢٠٢٢

بعد أيام على جولة الرئيس بايدن في الشرق الأوسط ومشاركته في "قمة جدة"، يستضيف الرئيس الإيراني نظيريه الروسي والتركي. ولو أنّ قمة طهران تأتي ضمن "عملية أستانا" لإنهاء النزاع السوري، فإن مراقبين يرون فيها أبعد من ذلك.

https://p.dw.com/p/4ELtT
صورة مركبة للرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.
صورة مركبة للرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.صورة من: Jim Watson/Grigory Dukor/AFP

تستضيف طهران الثلاثاء (19 تموز/يوليو 2022) قمة ثلاثية تركز على ملف النزاع في سوريا تجمع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان. تأتي القمة بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، والتي شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، ومشاركته في "قمة جدة للأمن والتنمية"، والتي ضمت بالإضافة للدولة المضيفة دول الخليج العربية ومصر والعراق والأردن.

وقمة طهران هي أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019 ضمن إطار "عملية أستانا للسلام" الرامية لإنهاء النزاع السوري المندلع منذ العام 2011. وأكد الكرملين لدى الإعلان عن القمة هذا الشهر أنها ستخصص لملف سوريا.

سوريا ليست الملف الوحيد

صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية ذكرت في تعليق لها اليوم الثلاثاء: "لن تكون سوريا الموضوع الوحيد في القمة. وربما ليست الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة لاثنين من الرؤساء الثلاثة. مصلحة إيران الأساسية هي موازنة المحور الجديد الذي يتشكل بين إسرائيل ودول الخليج العربية بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط. بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تهيمن حربه على أوكرانيا على السياسة الخارجية. فقط بالنسبة لأردوغان، تأتي القضية السورية في مقدمة الأولويات".

ويرى خبراء أن اردوغان سيسعى للحصول على موافقة إيران وروسيا لشن عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية" التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا.

هل تشكل قمة جدة مدخلا لعودة النفوذ الأمريكي للمنطقة؟
هل تشكل قمة جدة مدخلا لعودة النفوذ الأمريكي للمنطقة؟صورة من: Evan Vucci/AP/dpa/picture alliance

"شبح تكتل عربي-إسرائيلي"

وأدى شبح ظهور تكتل عربي إسرائيلي تدعمه الولايات المتحدة، من شأنه أن يحول ميزان القوى في الشرق الأوسط أبعد عن إيران، إلى تسريع جهود حكامها من رجال الدين لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الكرملين.

وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم ذكر اسمه "بالنظر إلى العلاقات الجيوسياسية المتطورة بعد حرب أوكرانيا، تحاول المؤسسة تأمين دعم موسكو في مواجهة طهران مع واشنطن وحلفائها الإقليميين".

وفي رسالة واضحة إلى الغرب مفادها أن روسيا ستسعى إلى تعزيز العلاقات مع إيران المناهضة للغرب، سيلتقي بوتين بأقوى سلطة في الجمهورية الإسلامية، الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. 

وقبل الرحلة، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين إن روسيا وإيران تخضعان منذ فترة طويلة للعقوبات الغربية، مضيفا أن هذا هو ثمن السيادة. وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم الكشف عن هويته "نحتاج إلى حليف قوي وموسكو قوة عظمى".

هل يعود الثقل الأمريكي للشرق الأوسط؟

وقبل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، قال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته إن "روسيا تراهن على إيران. نحن نراهن على شرق أوسط أكثر تكاملاً واستقراراً وأكثر سلاماً وازدهاراً".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد لقادة دول الخليج ودول عربية أخرى في جدة أن واشنطن "لن تتخلى" عن الشرق الأوسط، وأنها ستعتمد رؤية جديدة للمنطقة الاستراتيجية ولن تسمح بوجود فراغ تملؤه الصين أو روسيا أو إيران. وأضاف "اسمحوا لي أن أختتم بتلخيص كل هذا في جملة واحدة: الولايات المتحدة ملتزمة ببناء مستقبل إيجابي في المنطقة، بالشراكة معكم جميعاً، ولن تغادر".

وشدد على أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع محاولة دولة واحدة الهيمنة على دولة أخرى في المنطقة من خلال التعزيزات العسكرية أو التوغل أو التهديدات"، في إشارة خصوصاً إلى إيران التي يتهمها جيرانها بمحاولة زعزعة الاستقرار.

وقد شرعت الولايات المتحدة منذ إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في الانسحاب تدريجياً من الشرق الأوسط لتركز أكثر على احتواء النفوذ الصيني المتنامي، الأمر الذي أثار تنافساً بين القوى الإقليمية كإيران وتركيا والسعودية للحلول محلها في الإقليم.

السعودية: لا وجود لـ "ناتو عربي"

وفي بيان مشترك صادر عن قمة جدة، تعهد القادة "الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين" وتعميق تعاونهم الدفاعي والاستخباري. وشددوا على الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، داعين إلى تعزيز قدرات الردع المشتركة "ضد التهديد المتزايد" الذي يمثّله برنامج طهران للطائرات المسيّرة.

ويرى مراقبون أن بايدن ضغط فيه من أجل إرساء أسس تحالف أمني إقليمي من شأنه دمج إسرائيل بالمنطقة. ويبدو أن الرئيس الأمريكي غادر الشرق الأوسط دون الحصول على تعهد فوري من السعودية بدعم الجهود الأمريكية لإنشاء التحالف الأمني.  

بعد مغادرة بايدن، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، السبت أن يد بلاده ممدودة إلى إيران، مشيراً إلى أنه "لا يوجد شيء اسمه ناتو عربي". وكشف الوزير أن قمة جدة للأمن والتنمية، لم تناقش إقامة "تحالف دفاعي" مع إسرائيل".

خالد سلامة