1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليسبوس واللاجئون ـ أوروبا في فوضى مصطنعة

١٥ سبتمبر ٢٠٢٠

بعد حريق مخيم موريا للاجئين، يبقى الوضع متوترا في جزيرة ليسبوس اليونانية حيث تعم الفوضى. وتحاول أثينا الآن تحسين ظروف العيش هناك، إلا أن الوضع خرج منذ مدة عن السيطرة.

https://p.dw.com/p/3iSIM
Griechenland Lesbos Moria Camp
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis

"لا أريد في كل الأحوال الذهاب إلى مكان الإقامة الجديد. أريد مغادرة ليسبوس"، يقول رضا الذي يجيد اللغة الانجليزية. وعلى غرار آلاف اللاجئين الآخرين فإنه يقبع في الشارع الساحلي بين عاصمة الجزيرة ميتيليني وقرية باناغيودا الصغيرة الواقعة على خليج تصطف على طوله مقاهي ومطاعم. وعلى الجانب الآخر من الخليج نرى سلسلة من الخيم. وفوق أرض تدريبات الجيش السابق تقيم الحكومة اليونانية بالتعاون مع وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منذ السبت (12 سبتمبر/ أيلول 2020) مخيما مؤقتا. و300 من المشردين أخذوا مكانهم هناك. وقريبا سيُفتح المجال للجميع.

"أشعر هنا بأمان أكبر"، يقول سوري من بين اللاجئين الأوائل الذين توجهوا طواعية إلى مكان الإقامة الجديد المؤقت. لكن بالنسبة إلى رضا فليس ذلك بديلا. "لم آكل منذ يومين"، كما حكي السبت ويبتسم. فأمل مغادرة ليسبوس أكبر من الجوع أو الخوف. وهكذا هي الحالة بالنسبة إلى كثير من الأشخاص الذين افترشوا أرض الطريق الرئيسي حيث لا تصطف المساكن المؤقتة، كما هو الحال في مدينة الخيم الصغيرة التي أقامتها الحكومة. هنا تعم الفوضى.

والجيش اليوناني المسؤول في الحقيقة عن توزيع الطعام يترك المنظمات غير الحكومية غير المحبوبة في الجزيرة توزع الأكل والماء. وتقع أثناء ذلك مشاهد مؤثرة. وتسير حافلات صغيرة عبر المنطقة. وأبواب السيارة تنفتح وأشخاص عطشانون اجتمعوا منذ ساعات تحت الحر يرون الماء داخل السيارات ويتبعونها ويحاول المساعدون صد اللاجئين عبر الهتاف ويرمون بالقنينات وسط الحشد. والأشخاص يتعاركون ويسقطون فوق الأرض وتقع أمرأة مغشيا عليها بينما تنكسر ذراع رجل آخر.

ليس هناك بنية ولا أمن

وأمام هذه الأوضاع الاستثنائية تبقى المنظمات غير الحكومية غير مستعدة أو مجهزة. لكنهم يتعلمون. وفي اليوم التالي شكلوا سلسلة بشرية ونجحوا في تنظيم توزيع الطعام. والمساعدون الكثر شغوفون بعملهم ولا يتقاضون مقابلا ماديا ويدفعون تكاليف الإقامة والسفر. إنهم شباب من عديد من البلدان يتعاونون من أجل سد ثغرات سياسة اللجوء الأوروبية وفوضى التنظيم لدى السلطات اليونانية.

مخيم موريا المحترق في جزيرة ليسبوس اليونانية
مخيم موريا المحترق في جزيرة ليسبوس اليونانيةصورة من: Getty Images/M. Bicanski

"الأيام الأولى بعد الحريق كانت صعبة. الناس كانوا في كل مكان والشوارع كانت مغلقة. وكان من الصعب الوصول إليهم"، كما يعلن هينك دينكلمان، وهو متطوع من منظمة الإغاثة الأوروبية التي كانت مسؤولة في مخيم موريا عن إيواء اللاجئين وتنظم بعد الحريق المؤنة الأساسية. وخارج المخيم يكون ذلك صعبا. "في موريا كان يوجد البنية الضرورية لتنفيذ توزيع الطعام". وتحت هذه الظروف هناك حاجة إلى الوقت لتنظيم كل شيء من جديد. "حاليا نستخدم سيارات، لكن هناك بالطبع حاجة إلى منشآت معينة لتنظيم كل شيء بشكل أفضل". وهم يحتاجون في ذلك إلى مساعدة احترافية. وبعد خمسة أيام نجحت الحكومة اليونانية وراء سياج شائك في إقامة خيم وتوفير أماكن للنوم. وتم تكليف خدمة للطبخ. لكن الموارد غير كافية لتوفير مراحيض مؤقتة ورعاية أساسية مكيفة حتى بمساعدة الجيش المستعد للتدخل والذي باتت له الإمرة عقب إعلان حالة الطوارئ.

المراقبة من خلال الحجب

ومنذ الأحد الماضي يُمنع على الصحفيين دخول الشارع الذي يحتضن الجزء الأكبر من اللاجئين والمهاجرين. وفي الأيام الماضية وجب على فرق تصوير ترك سياراتهم خلف الحواجز الأولى والسير على الأقدام طول باقي الطريق. ومع إقامة المخيم الجديد المؤقت سيتم تقييد حرية الحركة لدى الصحافة. والبعض يتفادى الحواجز ويصل إلى المنطقة عبر الهضبات. وآخرون موجودين منذ ساعات الصباح الأولى عند المهاجرين. ومن الآن فصاعدا يوجد رسميا للصحفيين فقط زيارات كمرافقين للمخيم المؤقت ومواقف الوزراء المسؤولين. وأعلن وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراكيس: "منذ اليوم الأول كانت أولويتنا ضمان أمن جميع المشاركين وطالبي اللجوء والسكان المحليين. وبعدما تمكنا من ضمان هذا الأمن والتموين المستمر بالطعام والماء والرعاية الطبية، أقمنا بعض آلاف أماكن النوم في هذا المخيم المؤقت".

لاجئون يصطفون في طوابير لتسجيل أنفسهم من أجل أخذ مكان في المخيم الجديد المؤقت
لاجئون يصطفون في طوابير لتسجيل أنفسهم من أجل أخذ مكان في المخيم الجديد المؤقتصورة من: Getty Images/M. Bicanski

وقد يأتي الانطباع بأن معجزة حصلت بين عشية وضحاها. لكن تقارير الصحفيين الذين تمكنوا من دخول المنطقة المحصنة تكشف مشاهد مشابهة لما حصل يوم الأحد.

ليسبوس تدفع لصالح أوروبا

وبعد الحريق المهول في موريا أعلن المفوضية الأوروبية في بروكسل والحكومة اليونانية في أثينا تشييد مخيم جديد في الجزيرة. ولا أحد يريد ذلك في ليسبوس. لكن الحكومات في أوروبا الغربية قلما يهمها ذلك. ولا أحد يريد استقبال لاجئين. وهناك قلق من تشجيع اللاجئين في الجزر الأخرى على إضرام النار في المخيمات هناك فقط من أجل الحصول على إقامة في بلدان تقدم آفاق مستقبلية. والوضع الجغرافي لا يسمح لليونان بتجاهل المشكلة. فاللاجئون سيأتون في المستقبل. ولن يكفي مخيم جديد واحد لإيواء اللاجئين بعيدا عن باقي أوروبا.

فلوريان شميتس/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد