1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف أوروبية: "صفقة القرن" تتبنى فقط تصورات نتنياهو

٣٠ يناير ٢٠٢٠

أجمعت غالبية الصحف الأوروبية على أن خطة ترامب لحل أزمة الشرق الأوسط لن تجلب السلام المنشود، لأنها تحمل في طياتها خطر تصعيد خطير كونها تراعي فقط مصالح إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

https://p.dw.com/p/3X1d4
بنيامين نتنياهو  في أوج انتصاره السياسي فيما يخص الدعم الأمريكي لبلاده ولتياره اليميني
ترامب يعلن عن خطة للشرق الأوسط يأخذ فقط مصالح إسرائيل بعين الاعتبارصورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan

ونبدأ بصحيفة "زودويتشه تسايتونغ" التي تناولت الخطة في مقال تحليلي كشفت فيه ليس فقط نقاط  ضعفها، بل أيضا نقاط ضعف مصمميها، فكتبت تقول:

"لو لم يكن الأمر جديا، لضحك المرء، وذلك لأن رجلا غارقا في جهله أطلق على المسجد الأقصى مسجد "الأكوى" أعلن هذه الوثيقة وأطلق عليها "صفقة القرن". والإعلان في واشنطن لم يكن سوى استعراض بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وبالنسبة للرئيس الأمريكي أيضا الهدف منه حشد وتحفيز القاعدة الشعبية للانتخابات المقبلة. أما التأثير الكارثي للإعلان الاستعراضي هذا، فسيظهر بعد فرز الأصوات عقب انتهاء الاقتراع في إسرائيل في الثاني من أذار/مارس وبعدها بثمانية اشهر في الولايات المتحدة. والخسائر ستتجاوز الضحايا من القتلى والجرحى والتي يتوقعها المرء في الاحتجاجات المرتقبة: ولأن أقوى أمة في العالم تبنت كل ما يطالب به اليمين الإسرائيلي، فإن ذلك يعني أن اي رئيس وزراء إسرائيلي بعد الآن لن يستطيع أن يحيد عنها."

من جانبها علقت صحيفة "ليبراتسيون" اليسارية الفرنسية على خطة ترامب بالقول:

"ضعف ردود الفعل الدولية على خطة الولايات المتحدة ـ الإسرائيلية يطرح كثيرا من الأسئلة. نفس الشيء يقال عن التعليقات العربية المزدوجة المعنى. الدول العربية مرتبطة وتابعة للولايات المتحدة وبشكل لا تستطيع فيها اتخاذ موقف مضاد لترامب. فانقسام الفلسطينيين وضعف السلطة الفلسطينية مهدت الطريق بشكل إضافي لاستراتيجية ترامب. ترامب توسع في البعد السياسي بشكل كبير في خطته ويراهن في ذلك على الحفاظ على تأثير الخطة، حتى لو لم تطبق حرفيا. والأمر السيء هو أن ترامب على حق بشكل مرجح."

ومن فرنسا إلى إسبانيا، حيث علقت صحيفة "الموندو" على الخطة الترامبية بشأن الشرق الأوسط بالقول:

"في فصل جديد يعبر عن عدم الشعور بالمسؤولية الدبلوماسية قدم دونالد ترامب يوم الثلاثاء ما يسمى بـ"صفقة القرن" وهي ليست سوى مبادرة تتعلق بأزمة الشرق الأوسط والتي لا يمكن اعتبارها سوى بالخطة الاستفزازية. وهي ليست المرة الأولى التي يخرق فيها الرئيس الأمريكي التوافق الدولي الهش في هذه القضية. لقد فعل ذلك ايضا في نهاية 2017 عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. كذلك عندما اكد السيادة الإسرائيلية على الجولان السورية. والآن خطى الرئيس الأمريكي خطوة أبعد من كل ذلك. ولكن بهذه الخطوة نجح ترامب فقط في توحيد موقف المنظمتين الفلسطينيتين فتح وحماس ـ ونجح ايضا في إثارة توتر غير ضروري في عموم المنطقة".

وفي بريطانيا كتبت صحيفة "غارديان" تعليقا على إعلان ترامب في واشنطن كتبت فيه:

"أسباب كثيرة تجعل نتنياهو  يعتقدأن زيارته لواشنطن هذه المرة تعتبر انطلاقة جديدة له. وكان نتنياهو قد حذر مرة من أن إسرائيل تجد نفسها في وضع قاتل خطير، إذا تواجدت إلى جانبها دولة فلسطينية قادرة على الاستدامة. وعلى ما يبدو الآن، فستكون حكومة نتنياهو منهمكة في الأيام القادمة لاتخاذ قرارات تتعلق بضم المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن. والملاحظة المتهكمة على الفلسطينيين التي تقول بأنهم لم يتركوا فرصة لضياع السلام، إلا واستغلوها، ليست في محلها هذه المرة، فدعم ترامب المكشوف لإسرائيل وتجاهله التام للفلسطينيين في صياغة خطته تسمح لنتنياهو أن يفعل كل ما يشاء". 

ونختم هذه الجولة في العاصمة النمساوية فيينا، حيث كتبت صحيفة "شتاندارد" في هذا المجال تقول:

"مشروع صهر ترامب جارد كوشنير لم يُصمم لصنع السلام في المنطقة. ولو أنه غير ذلك لكان من الضروري أن يجلس الفلسطينيون الذين يُعقد السلام معهم على طاولة المداولات. وبدلا من ذلك تمت صياغة "الخطة" فقط بمشاركة إسرائيل. وحتى هذا لم يحدث إطلاقا، فقد تبنت حكومة ترامب وبكل بساطة كل تصورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مستقبل الفلسطينيين وقدمتها كمشروع خاص بها. بيد أن ذلك يشكل سابقة لا مثيل لها، فقوة عظمى تتخلى عن موقف أساسي في سياستها الخارجية وتسمح لحليف صغير أن يملي عليها موقفه. ويتراجع عدد الإسرائيليين الذين يفهمون أن السلام ممكن فقط بوجود دولة فلسطينية مستقلة وقادرة على الاستمرار. لكن إعلان ترامب ونتنياهو لن ينهي ظلم الاحتلال ولا يشير إلى طريق يقود نحو مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط".

ح.ع.ح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد