1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

النازحون من إدلب.. الفرار من القصف ولكن إلى أين؟

٢٣ ديسمبر ٢٠١٩

دفع التصعيد العسكري الأخير في إدلب، إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين نحو مصير مجهول. فكيف هو الوضع الإنساني على الأرض هناك؟ وماذا عن دخول المساعدات الدولية بعد الفيتو الروسي الصيني؟

https://p.dw.com/p/3VHZa
نازحون من محافظة إدلب السورية
الغارات الجوية الكثيفة دفعت عشرات آلاف المدنيين إلى النزوح باتجاه مناطق أكثر أماناً في الشمالصورة من: Getty Images/AFP/A. Watad

"الوضع مأساوي.. الشيء الذي وصلنا له بالفعل مأساوي"، هكذا وصفت صحفية من محافظة إدلب، تدعى ميرنا الحسن في تغريدة لها نشرتها على حسابها الخاص على موقع تويتر، الوضع الحالي في إدلب، التي شهدت عدة مناطق فيها خلال اليومين الماضيين تصاعداً للقصف السوري ـ الروسي. أرفقت الحسن تغريدتها بمقطع فيديو تحدثت فيه عن معاناة المدنيين والنازحين من إدلب باتجاه تركيا وقالت بأن "استمرار القصف قد يسبب في ارتفاع عدد النازحين الذي باتوا لا يجدون مكاناً يفرون إليه (...) نحن في مواجهة كارثة إنسانية جديدة  (...)".

بالطريقة نفسها يحاول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إيصال الصورة إلى المجتمع الدولي عن الوضع الإنساني في منطقة إدلب في الوقت الحالي، وكذا تتبع أوضاع النازحين من المنطقة السورية باتجاه الحدود التركية.

التصعيد العسكري الجديد لقوات النظام و الغارات الجوية الكثيفة دفعت عشرات آلاف المدنيين إلى النزوح باتجاه مناطق أكثر أماناً في الشمال ، كما قدرت الأمم المتحدة. من جهته، قال سليم طوسون المستشار الإعلامي في سوريا لهيئة الإغاثة الإنسانية: "في الأسبوع الماضي، وصل عدد الفارين من المناطق الجنوبية (من إدلب) إلى الشمال بسبب تزايد الهجمات إلى 120 ألفا". ويواصل سكان المنطقة الفرار منها خشية تقدم جديد لقوات النظام، وفق ما أفاد مراسل لفرانس برس في المكان.

مصير مجهول للنازحين والمساعدات

من جهته قال ديرك هيغمانس، مدير برنامج سوريا في المنظمة الألمانية لمكافحة المجاعة في حديثه لـ DWعربية إنه وفقاً لآخر التقديرات لديهم هنالك حوالي 70 إلى 75 ألف فروا من إدلب باتجاه الحدود التركية. وعن الوضع الإنساني في المنطقة قال هيغمانس: "إلى حد الساعة لازلنا نستطيع الوصول للناس ونستطيع نقل المساعدات إليهم، لكن يمكن أن يتغير الوضع ويصبح أكثر تعقيداً فيما يخص إيصال المساعدات. ففي ظل الغارات الجوية المكثفة قد نضطر أحيانا إلى تعليق أنشطتنا بشكل مؤقت، لأن الوضع يصبح خطراً على المساعدين لكن خلال اليومين الماضيين لم نتعرض بعد لمثل هذا الموقف". 

أما عن حجم المساعدات ومنها المساعدات الطبية وحجم تغطيتها لحاجيات المتضررين تحدث تيل كيوستر، منسق عمليات منظمة "ميدكو إنترناشونال" الإغاثية في سوريا عن "ثلاثة ملايين مدني في كامل منطقة إدلب بحاجة للمساعدة" وقال إنه لا يزال هناك مستشفيات مفتوحة، لكن هناك أكثر من مائة مركز طبي تعرضت للتدمير في المنطقة، والمساعدات غير كافية ولا تغطي جميع الاحتياجات بعد القصف المكثف الأخير. وقال: "يبقى من غير الواضح كيف سيمكن تقديم المساعدة للمدنيين والنازحين خلال الأيام والأسابيع المقبلة".

مشفى تعرض للقصف في كفرنبل
مشفى تعرض للقصف في كفرنبلصورة من: Getty Images/AFP/O. Haj Kadour

وأضاف كيوستر أن النازحين المتجهين نحو الشمال قد يتم استهدافهم خلال رحلة نزوحهم باتجاه الحدود التركية المغلقة، وقال :"الحديث الآن عن أعداد كبيرة من النازحين الذين ينتظرون، في ظل غياب مبادرة من داخل أوروبا للمساعدة وهذا ما يلمسه هؤلاء هنا منذ أشهر مما يترك شعور الخذلان بأنفسهم".

الفيتو وتهديدات أردوغان

ويبقى مصير النازحين الذين ينتظرون على الحدود التركية مجهولاً، كما هو مصير المساعدات الإنسانية المخصصة لهم. إذ أدى الفيتو الذي استخدمته روسيا والصين في مجلس الأمن ضد مشروع مساعدات، قدمته ألمانيا وبلجيكا والكويت بشأن الوضع الإنساني في سوريا، إلى حجب تسليم مساعدات عبر الحدود من تركيا والعراق إلى الملايين من المدنيين السوريين. التصويت ضد هذا المشروع يصفه كارستن فيلاند، خبير ألماني في شؤون الشرق الأوسط، بـ "الكارثي" على الوضع الإنساني في سوريا وعلى الوضع في إدلب خاصة. وقال في حديثه لـDWعربية إن هناك "احتمالين بشأن مشروع المساعدات الذي تم رفضه والذي كان سيسمح بتمديد مساعدات من الأمم المتحدة عبر نقاط حدودية إلى أربعة ملايين سوري لمدة عام. الأول هو تجاهل الرفض وإيصال المساعدات بشكل غير قانوني وهو ما ترفضه العديد من المنظمات الإنسانية. الاحتمال الثاني هو محاولة إيجاد اتفاق أو حل وسط مع روسيا والصين".

من جهة أخرى توعد أردوغان الدول الأوروبية بموجة مهاجرين جديدة من سوريا، إذا لم يتوقف القصف على محافظة إدلب السورية. وقال الرئيس التركي إن بلاده لا تستطيع استيعاب موجة مهاجرين جديدة من سوريا. فيلاند يرى في تهديدات أردوغان، والتي يقول إنها ليست بالجديدة "محاولة منه لإقناع الأمم المتحدة والدول الأوروبية بمشروع المنطقة الآمنة، وهو مشروع مثير للجدل بسبب اتهامات بالتطهير العرقي وكذلك ضعف البنيات التحية في المنطقة". وأضاف الخبير الألماني: "التقارير التي تتحدث باستمرار عن ارتفاع عدد النازحين تضع الدول الأوروبية في موقف محرج، وهو ما يستغله الرئيس التركي رجيب طيب أروغان بمساعدة من روسيا لممارسة الضغط على هذه الدول".

يذكر أن تركيا تستضيف حاليا نحو 3.7 مليون لاجئ سوري، وهو أكبر عدد من اللاجئين السوريين الذي تستضيفه دولة في العالم، وتخشى وصول موجة جديدة إليها من منطقة إدلب التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.

إيمان ملوك

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد