أشهر القصص والروايات المصورة عبر التاريخ
احتضنت مدينة شتوتغارت الألمانية للمرة الأولى مهرجانا للروايات والقصص المصورة، استقطب مايقارب 50 ألف زائر.DW تلقي الضوء على أبرز تلك الروايات والقصص.
راعي البقر الوحيد "لاكي لوك"من أشهر القصص المصورة في العالم، وهي من تأليف "جوستيني" ورسومات البلجيكي "موريس" وتتضمن 73 قصة كُتبت بالفرنسية، وقد تُرجم عدد كبير منها إلى الإنكليزية. وصدرت أولى حلقات السلسلة في مجلة "سبيرو"عام 1946، كما صدر أول كتاب مصور للقصة في عام 1949، كتب "موريس" سيناربو 17 مشهداً يصور فيها الشخصية الكرتونية "لاكي لوك"، وقد شارك النجم "تيرانس هيل" ببطولة مشهدين من الفيلم.
يعتبر الرسام الألماني"هنريتش كريستيان فيلهام بوش" الأب الروحي والمؤسس الأول لفن الروايات والقصص المصورة. وقد ألهم "هنريتش" الكثير من الرسامين في نيويورك، و"والت ديزني" بقصصه والشخصيات التي إبتكرها في 1860 والتي تتناول مواضيع الإساءة للحيوانات، والمتعصبين، والصبيين الشقيين "ماكس" و"موريس". وقد وصل "هنريتش" إلى ذروة نجاحاته في سبعينات القرن التاسع عشر من خلال القصص التي أبدعها.
يعد "كليفورد ستيرت" من الرواد الاوائل لفن الروايات والقصص المصورة، وهو مبتكر الشخصيات المصورة الكرتونية "بوولي وأصدقائها"، وينتمي إلى ماكان يعرف بالحركة الطليعية التي حاولت التطوير والتجديد في ميادين الفن والثقافة والفلسفة والأدب، والتي تعتمد في تطورها على السريالية والتعبيرية.
يرجع الفضل بإنتشار فن القصص المصورة إلى الصحف اليومية، وإلى رخص أسعار الورق وتقدم تقنية آلات الطباعة التي مكنت الصحف من تحسين نوعية الطباعة، وهذا ما سهل وصولها وانتشارها بين جمهور القراء مطلع القرن العشرين حين كانت تتنافس فيما بينها لإستقطاب أعداد كبيرة من القراء. وهنا برز الدور الفعال للقصص المصورة التي عملت على زيادة أعداد جمهور الصحف اليومية التي تنشر تلك القصص.
في عام 1933 تمكن "جيري سيغل" وهو في سن الرابعة عشرة بمساعدة صديقه "جو شوستر" من ابتكار الشخصية الكرتونية "سوبرمان". وقد تطلب العثور على صحيفة تقبل هذه القصة المصورة قرابة 5 سنوات. وفي عام 1933 قبلت صحيفة "دي سي الكوميدية" بنشر أول قصة مصورة للشخصية الكرتونية سوبرمان. بيع العدد الأول من سلسلة قصص سوبرمان المصورة في مزاد علني جرى في عام 2014 بمبلغ وصل إلى مليونين و 400 ألف يورو.
لم يبقَ سوبرمان وحيداً لفترة طويلة، فقد ظهرت بوتيرة متسارعة شخصيات كرتونية ذات قوى خارقة، مثل "باتمان"، "كابتن أمريكا"، "المرأة العجيبة"، "فلاش"، وأعداد لا حصر لها ممن تصدوا لمحاربة الأشرار بما فيهم "أدولف هتلر". أجل إن ما قرأته هو صحيح...ففي الحرب العالمية الثانية كان سوبرمان وشركاه يلقون شعبية كبيرة بين صفوف القوات الأمريكية التي كانت تتواجد في أوربا بهدف قتال من كان عدواً آنئذ.
انتفت الحاجة لوجود الشخصيات الكرتونية الخارقة القوى مع إنتهاء الحرب العالمية الثانية، ولم يبق على مسرح الأحداث إلا أكثرها شعبية. وبدلاً من أن تقتصر مهام هذه الشخصيات على محاربة الديكتاتوريات، تغيرت مهامها وأصبحت تكافح المجرمين الذين يهددون السلام العالمي. ومن أبرز هذه الشخصيات "سوبرمان" ومؤخراً شخصية "ديدبوول" القادرعلى شفاء نفسه من الجروح التي يُصاب بها.
استقدم "والت ديزني" الشخصية الكرتونية "دونالد داك" في عام 1943، ولعب رسام الصور الكرتونية "كارل باركس" دوراً كبيراً في شهرة هذا الطائر. ظل "كارل" طوال 20 عاماً يرسم القصص لـ "دونالد داك" بشكل دوري، وقدم الكثير من الأصدقاء له، مثل الشخصية الكرتونية "سكروج ماكدك" التي أبدعها في عام 1947، وشخصية "غلادستون غراندر" التي أبدعها في عام 1948.
الشخصيتان الكرتونيتان " أستريكس" و"أوبليكس" هما من تاليف الكاتب الفرنسي "رينيه غوسيني" ومن رسومات فنان الكاريكاتور "ألبرت أديرزو". ظهرت الشخصيتان لأول مرة عام 1959. يقوم البطلان اللذان يتمتعا بقوى خارقة بمقاومة الإحتلال الروماني لفرنسا ويضطرا للتنقل في بلدان مختلفة. تُعْتبر سلسلة "أستريكس - أوبليكس" واحدة من أشهر الأعمال الفرنسية - البلجيكية في العالم، وقد تُرجمت لأكثر من 100 لغة معروفة.
سلسلة المغامرات التي تُعرف بالعربية بـ "تان تان" من تأليف الكاتب "جورج ريمي" 1907- 1983، تُرجمت هذه السلسلة لأكثر من 50 لغة، ووصل عدد النسخ التي طُبِعتْ في مختلف أنحاء العالم لأكثر من مئتي مليون نسخة. بطل أحداث سلسلة المغامرات هو الصحفي الشاب "تان تان" و كلبه الوفي "ميلو". وتتضمن السلسلة مزيجاً من الغموض والخيال العلمي، كما تتناول أيضاً بعض المواضيع ذات الطابع السياسي.
لم يكن من اليسير على القصص المصورة التي كانت تُتهم بتحويل أفكار القراء الشباب إلى السطحية الاستمرار. في عام 1977 أعاد المؤلف "ويل آيزنر" صياغة مصطلح: "الرواية المصورة" بغرض التأكيد على درجة الجودة الأدبية لقصصه. اتسمت هذه الخطوة بالذكاء والحرفية لأنها أدت وبشكل مفاجىء إلى إستقطاب الكثير من القُرَاء لمتابعة الروايات والقصص المصورة.
على نقيض القصص الكوميدية المصورة، تصدر روايات غرافيك مصورة على شكل كُتِبٍ مستقلة - مقارنة بتلك القصص الكوميدية التي تصدر على شكل مجلات، أما فيما يتعلق بالمحتوى فإنها متماثلة إلى حد ما. في عام 1986 ألَفَ رسام الكاريكاتير الأمريكي " آرت شبيغلمان" قصته المصورة التي تحمل عنوان " الفأر"، وحازت هذه القصة في عام 1992 على جائزة "بوليتزر"، وتحكي الرواية عن نجاة والد "آرت شبيغلمان" من المحرقة.
على نقيض القُراء في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لم يكن القراء الألمان على ألفة مع هذا النوع من القصص المصورة. إلا أن الرسام الألماني "راينهارد كلايست" أثبت قدراته الفنية على الصعيد العالمي، كما صدرت أيضاَ روايات أخرى مشهورة بالألمانية مثل:" ثلاثة أحجار" للمؤلف "نيلس أوسكانب" في عام 2016، وهي محاولة من جانبه لاستخدام الفن في معالجة قضايا العنف والتطرف.
تعتبر ظاهرة "المانغا" ظاهرة اجتماعية شائعة في اليابان وتتناول: الكوميديا، والخيال العلمي، والمغامرات، والقصص الرومانسية. ظهرت "المانغا" في أوروبا في تسعينيات القرن الماضي وباتت تُمَجد العنف والإباحية، ولم تلق قبولاً إلا عقب عرض مسلسلات تلفزيونية مثل: "البحار مون"، ومسلسل الرسوم المتحركة "بوكيمون" والمسلسل يحكي عن طفل يعيش في عالم خيالي مليء بحيوانات تُسمى بـ"بوكيمونز".