1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منهم ألمان.. أصحاب ملايين يستثمرون في طبيعة إفريقيا

١٩ مايو ٢٠٢٣

بعد أن ربحوا مبالغ ضخمة من النشاط الاقتصادي في القطاع الخاص، يضخ الآن محبو أعمال الخير أموالا كثيرة من أجل حماية الطبيعة في إفريقيا. ومن بين هؤلاء المساهمين ألمان أيضا. في ما يلي أمثلة إيجابية على مثل هذه المشاريع.

https://p.dw.com/p/4RaBM
الاستثمارات من شأنها سد الفجوة المالية المتعلقة بالحفاظ على التنوع البيولوجي
الاستثمارات من شأنها سد الفجوة المالية المتعلقة بالحفاظ على التنوع البيولوجيصورة من: Stanislav Rishnyak/Zoonar/picture alliance

يعتزم مالك أكبر مشروع في العالم لتربية وحيد القرن الآن بيع مزرعته: من المفترض أن مالك المزرعة الجنوب إفريقي، جون هيوم، يمتلك ما يقرب من 2000 وحيد قرن أبيض في مزرعته "بلاتينوم رينو" بجنوب إفريقيا - السعر المبدئي للمزاد تم تحديده بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي (5.9 ملايين يورو).

 يقول ريتشارد فيني، المدير التنفيذي لكلية الحفاظ على الحياة البرية في جامعة القيادة الإفريقية في نيروبي، إن العديد من المشاريع الحيوانية والبيئية لا يمكن تمويلها دون وجود مستثمرين أقوياء ماليا من القطاع الخاص، موضحا أنه كانت هناك زيادة كبيرة في استثمارات المحسنين من القطاع الخاص، خاصة منذ جائحة كورونا التي عززت العلاقة بين البشر والطبيعة والمناخ في الخطاب العالمي، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء المحبين لأعمال الخير ألمان أيضا.

مبادرات ألمانية

 تعمل زابينه بلاتنر، زوجة الألماني، هاسو بلاتنر، المؤسس المشارك لأكبر شركة لتصنيع البرمجيات في أوروبا "ساب"، منذ سنوات من أجل حماية الغابات المطيرة في جمهورية الكونغو. تهتم بلاتنر - من بين أمور أخرى - بالغوريلات الجبلية المهددة بالانقراض في حديقة "أودزالا كوكوا" الوطنية، حيث تريد شركتها "كونغو كونزيرفيشن كامبني" التي يمولها القطاع الخاص تعزيز السياحة البيئية، وفقا لبيان لمؤسسة هاسو بلاتنر. كما تدعم المنظمة الخيرية التي أسسها بلاتنر "أفريكان تشاريتيس" محمية "دزانجا سانغا" في جمهورية إفريقيا الوسطى. وتقديرا لجهودها حصلت بلاتنر على وسام الاستحقاق الألماني ووسام الاستحقاق الوطني من رئيس جمهورية الكونغو في عام 2019.

عن كثب - من كوفيد إلى المناخ؛ هل تساعد غابات إفريقيا العالم؟

يولي أيضا الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بوما" الألمانية للمستلزمات الرياضية والرئيس الحالي للعلامة التجارية الأمريكية للدراجات البخارية "هارلي-ديفيدسون"، يوخن تسايتس، اهتماما بإفريقيا منذ سنوات عديدة. قام الرجل البالغ من العمر 60 عاما بضخ ملايين اليورو في منتجع "سيجيرا" البيئي الفاخر الخاص به الذي لا يحتوي على انبعاثات كربونية، وهو عبارة عن منطقة محمية تبلغ مساحتها 50 هكتارا في قلب منطقة السفاري "لايكيبيا" في كينيا. و"سيجيرا" - حيث يمتلك تسايتس أيضا منزلا خاصا - هي مقر مؤسسة "تسايتس"، التي تدعم مشاريع الحفاظ على الطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، أطلق تسايتس تكتل "ذا لونج ران"، الذي يضم عشرات المنتجعات التي تلتزم بالاستدامة والحفاظ على الطبيعة. يقول ريتشارد فيني من جامعة القيادة الإفريقية إنه نظرا لأن العديد من الحكومات الإفريقية لا ترى أن مناطقها المحمية مربحة اقتصاديا، فإن هذه البلدان لا تستثمر كثيرا في حماية الطبيعة والحيوانات.

الحل للحفاظ على التنوع البيولوجي 

ووفق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تقدر فجوة التمويل العالمي للتنوع البيولوجي بما يتراوح بين 598 مليار دولار و824 مليار دولار سنويا حتى عام 2030. ويقول فيليب غولتنبوت، المدير المختص بالشؤون الإفريقية في فرع "الصندوق العالمي للطبيعة" في ألمانيا إن المنظمات غير الحكومية والحكومات وحدها لا يمكنها القيام بذلك، وأضاف: "من حيث المبدأ، من الرائع أن يستثمر القطاع الخاص الأموال في الحفاظ على الطبيعة... من الجيد أن يأتي الدعم من قطاعات مختلفة"، موضحا أن هذا قد يؤدي - من بين أمور أخرى - إلى شراكات ناجحة بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن الأمل بها في سد الفجوة المالية الهائلة المتعلقة بالحفاظ على التنوع البيولوجي في يوم ما.

 من الأمثلة الإيجابية على المشاريع الخاصة تلك المتعلقة بالملياردير البريطاني جيم راتكليف وسمسار البورصة الأمريكي، بول تودور جونز، حسبما يقول ريتشارد فيني. بدأ جونز الاستثمار في إفريقيا في تسعينيات القرن الماضي. وبحسب بياناته، فقد ساعد في الحفاظ على أكثر من مليوني هكتار من الأراضي عبر مؤسسته "أفريكان كوميونيتي كونسرفيشن" ومنظمة "مالالانواي تراست". قال جونز في تصريحات لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية عام :2021 "التهديد الأكبر لإفريقيا هو انقراض التنوع البيولوجي... بسبب الانفجار السكاني والزحف إلى المناطق البرية سابقا، تختفي الحيوانات والنباتات يوميا"، مشيرا إلى أنه أدرك أنه لا بد أن يتدخل هنا المانحون من القطاع الخاص، نظرا لأن العديد من الحكومات الأفريقية ليس لديها الإرادة أو الميزانية لإنقاذ الحياة البرية.

يركز راتكليف، الذي يرأس مجموعة البتروكيماويات "إنيوس"، حاليا على مشروع بقيمة 10 ملايين دولار في جنوب تنزانيا. يصف راتكليف المشروع قائلا: "تأسيس سياحة سفاري مستدامة وصديقة للبيئة سيحمي الحياة البرية ويخلق مصادر دخل للسكان". هناك العديد من النماذج الأخرى للمستثمرين ذوي التمويل الجيد الذين قدموا مساهمة إيجابية في أفريقيا. يقول هيلجه مانه، مدير التمويل العالمي في منظمة "أفريكان باركس" المعنية بحماية الحيوان: "أتمنى أن يدرك المزيد والمزيد من المليارديرات أن الطبيعة تعاني من نقص كامل في التمويل... إن أفريقيا هي موطن لحوالي 20في المائة من التنوع البيولوجي العالمي. بمجرد فقدانها، لا يمكننا استعادتها".

إ.م (د.ب.أ)