1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهند أم بهارات.. لماذا الجدل حول اسم هذه الدولة الصاعدة؟

٧ سبتمبر ٢٠٢٣

تجدد الجدل حول اسم الهند بعد أن استخدمت الحكومة اسم "بهارات" في دعوة رسمية لحضور قمة مجموعة العشرين. ما الذي تبغيه الحكومة من وراء التسمية في هذا التوقيت، وكيف يبدو موقف المعارضين للخطوة؟

https://p.dw.com/p/4W3i7
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدث بعد افتتاح مبنى البرلمان الجديد في نيودلهي ( 28/05/2023)
دعت حكومة مودي إلى عقد جلسة برلمانية لطرح مشروع قانون لتغيير اسم البلاد إلى "بهارات" صورة من: AP Photo/picture alliance

أثارت دعوة العشاء التي أرسلتها رئيسة  الهند دروبادي مورمو إلى زعماء العالم المشاركين في قمة مجموعة العشرين في العاصمة نيودلهي، جدلا بعد أن وصفت الدعوة بأنها "رئيسة دولة بهارات".

ويعد مصطلح "بهارات" الاسم الأصلي للهند في اللغة السنسكريتية القديمة وتعني "ارض الجنوب"، فيما أثار استخدام هذا الاسم في الدعوات الدبلوماسية مخاوف من أن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومية الهندوسية تعتزم إلغاء الاستخدام الرسمي للاسم الإنجليزي للبلاد.

وعزا مراقبون هذه المخاوف إلى دعوة حكومة مودي لعقد جلسة برلمانية خاصة في وقت لاحق من الشهر الجاري لطرح مشروع قانون لتغيير اسم البلاد إلى "بهارات".

بهارات أم الهند

الجدير بالذكر أن المادة الأولى من دستور  البلاد تنص على أن "الهند - بهارات – تعد اتحادا بين الولايات" مع ذكر الاسمين الإنجليزي والهندي للبلد الآسيوي الذي حصل على استقلاله عام 1947 بعد ما يقرب من مائتي عام تحت الاستعمار البريطاني.

يشار إلى أن اسم "بهارات" ليس وليد اللحظة إذ يُجرى استخدامه بالتبادل مع الاسم الإنجليزي للبلاد التي تشتهر به. وأثارت خطوة الحكومة الأخيرة مخاوف لدى أحزاب المعارضة التي شكلت تحالفا لمنافسة حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم خلال الانتخابات التشريعية العام المقبل.

وقال شاشي ثارور القيادي في حزب الكونغرس المعارض على موقع إكس، تويتر سابقا، إنه "على الرغم من عدم وجود اعتراض دستوري على تسمية الهند باسم بهارات، إلا أني آمل ألا تكون الحكومة حمقاء إلى حد الاستغناء تماما عن مسمى الهند. يجب أن نستمر في استخدام الكلمتين بدلا من التخلي عن اسم يفوح منه عبق التاريخ، وهو الاسم المعترف به في جميع أنحاء العالم."

صور تظهر دعوة حفل العشاء  مع "رئيس بهارات"على موقع "إكس"، "تويتر" سابقاً.
صور تظهر دعوة حفل العشاء مع "رئيس بهارات"على موقع "إكس"، "تويتر" سابقاً.صورة من: Altaf Qadri/AP Photo/picture alliance

وانضم العديد من زعماء المعارضة إلى انتقاد مساعي حكومة مودي حيث قالت محبوبة مفتى، السياسية المعارضة والشريكة بتحالف المعارضة في جامو وكشمير، إن نفور حزب بهاراتيا جاناتا من "مبدأ الهند الأساسي المتمثل في الوحدة القائمة على التنوع قد وصل إلى مستوى جديد من التدني". وأضافت "تظهر مساعي تقليص أسماء الهند العديدة إلى اسم واحد وهو بهارات، سياسة عدم التسامح داخل حزب بهاراتيا جاناتا".

لحظة فخر للبلاد

ويصر حزب بهاراتيا جاناتا على أن استخدام  بهارات بدلا من الهند سيعزز الشعور بالفخر في البلاد فضلا عن تحسين الارتباط بالتراث الثقافي للبلاد. وفي هذا الصدد، قال دارمندرا برادان، أحد وزراء حكومة مودي، إنه كان "ينبغي أن يحدث هذا الأمر منذ وقت بعيد من أجل الخروج من العقلية الاستعمارية".

وانتقد وزير الإعلام في الحكومة الأحزاب والأصوات المعارضة التي تنتقد مساعي تغيير اسم البلاد إلى "بهارات"، قائلا: "عندما يسافرون إلى الخارج، فإنهم ينتقدون بهارات. وعندما يكونون داخل الهند، يكون لديهم اعتراضات على اسم بهارات".

وجاءت الدعوة الرسمية لقادة مجموعة العشرين والتي حملت مصطلح "بهارات" بعد يومين فقط من حث موهان باجوات، رئيس منظمة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" التي تعد بمثابة المرشد الأيديولوجي لحزب بهاراتيا جاناتا، سكان البلاد إلى التوقف عن استخدام اسم الهند والتحول إلى بهارات.

وقال "بلدنا هي بهارات ويجب علينا التوقف عن استخدام كلمة الهند والبدء في استخدام بهارات في جميع المجالات العملية، عندها فقط سيحدث التغيير. سيتعين علينا أن نطلق على بلدنا اسم بهارات ونشرح ذلك للآخرين".

ويأتي ذلك في إطار جهود منظمة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" الرامية إلى تحويل الهندوسية من مجرد طائفة دينية إلى كيان سياسي ذو توجه انتخابي، فيما تقول المعارضة إن الأمر يهدف إلى ترسيخ الهيمنة الهندوسية في دولة ذات أغلبية هندوسية مع إهمال الأقليات الدينية الأخرى.

خدعة سياسية

يقول خبراء إن الهدف من جهود حزب بهاراتيا جاناتا لتغيير اسم البلاد يتمثل في اختبار الأجواء العامة قبيل الانتخابات التشريعية العام القادم لكسب ود الناخبين المحافظين. وقالت نيرجا شودري، المحللة السياسية، إن الحزب يساوره القلق من "التنافس الفردي في الانتخابات لذا يحاول استحضار المشاعر القومية".

يشار إلى أن حكومة مودي عمدت منذ 2014 إلى تغيير أسماء المدن والأماكن التاريخية في الهند مع إعادة كتابة تاريخ البلاد بما يحمل أفكار القومية الهندوسية مثل مشروع "سنترال فيستا" الذي يهدف إلى تجديد المرافق الحكومية التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية.

وصلت تكلفة المشروع إلى 2.1 مليار يورو فيما شمل على هدم العديد من المباني وإعادة تصميم مبنى البرلمان القديم الذي يعود للاستعمار البريطاني وصممه المهندسان المعماريان البريطانيان ادوين لوتينز وهيربرت بيكر في عشرينات القرن الماضي. وتعرض المشروع لاتتقادات من  المعارضة التي تقول إن حزب بهاراتيا جاناتا يحاول تغيير ذاكرة البلاد التاريخية عن طريق التخلص التخلص من العديد من رموز الحكم الاستعماري البريطاني.

مهمة ليست سهلة

ويرى مراقبون أن إلغاء استخدام كلمة الهند واستبدالها بمصطلح "بهارات" لن يكون بالأمر السهل إذ يتطلب التعديل الدستوري الذي سوف يمهد الطريق أمام التغيير موافقة أغلبية الثلثين في مجلسي البرلمان والتصديق عليه من قبل نصف الولايات على الأقل.

وقال المحلل السياسي رشيد كيدواي إن التحالف الجديد الذي ينطوي تحت لواءه أحزاب المعارضة قد أثار قلق الحزب الحاكم قبل الانتخابات التشريعية وهو الأمر الذي تجلى في مسعى تغيير اسم البلاد إلى بهارات.

وفي مقابلة مع DW، أضافت "لم تشهد الانتخابات العامة عامي 2014 و2019، إنشاء تحالف يضم أحزاب المعارضة وهو الأمر الذي أعطى حزب بهاراتيا جاناتا أفضلية قوية. لكن الحزب يشعر بالقلق هذه المرة بسبب وجود معارضة موحدة ذات إستراتيجية انتخابية واضحة". 

مورالي كريشنان – نيودلهي / م. ع

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد