لضمان دعم دائم .. شولتس وزيلينسكي يوقعان اتفاقا أمنيا
١٦ فبراير ٢٠٢٤بعد توقيعه اتفاقا أمنيا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة (16 فبراير/ شباط 2024)، قال المستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة "إكس"، إنّ هذه الوثيقة التي تربط البلدين هي "خطوة تاريخية"، مضيفاً أنّ ألمانيا ستواصل دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية "طالما اقتضى الأمر ذلك".
وأضاف في مؤتمر صحافي مع زيلينسكي، "بالطبع، نأمل جميعاً أن تنتهي هذه الحرب الوحشية قريباً... لكننا نرى أيضاً أنّ روسيا ليست مستعدّة لسلام عادل ودائم". وبالإضافة إلى هذا الاتفاق، أعلنت ألمانيا عن تخصيص مساعدات عسكرية فورية جديدة بقيمة 1,13 مليار يورو لأوكرانيا، تركّز على المدفعية التي تحتاج إليها بشدّة لصدّ الهجوم الروسي.
وكان زيلينسكي وصل صباح الجمعة إلى برلين، المحطّة الأولى في إطار جولة أوروبية يقوم بها لطلب زيادة الدعم العسكري لبلاده، التي تعاني من صعوبات في مواجهة روسيا. وينتقل بعد ذلك إلى باريس لتوقيع اتفاق مماثل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال عبر تطبيق "تلغرام"، إنّ الهدف هو توفير "بنية أمنية جديدة لأوكرانيا".
وتعتبر هذه الخطوة الدبلوماسية حاسمة في الوقت الذي تدهور فيه الوضع بشكل كبير على الجبهة الأوكرانية، حيث تشكّل مدينة أفدييفكا الواقعة في شرق البلاد محوراً "لقتال عنيف". وباتت مهدّدة بالسقوط بعد أشهر من الهجمات الروسية.
ومن المفترض أن تمنح هذه الاتفاقيات الأمنية ضمانات لكييف بدعم طويل الأمد، في انتظار احتمال انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي. وكانت المملكة المتحدة أول من أبرم اتفاقاً كهذا مع أوكرانيا لمناسبة زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لكييف في 12 كانون الثاني/يناير.
وخلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فيلنيوس في تموز/يوليو 2023، خيّبت الدول الأعضاء ولا سيما الولايات المتحدة وألمانيا، توقعات كييف والكثير من دول أوروبا الشرقية بعدم تحديد جدول زمني لانضمام أوكرانيا.
إلا أنّ القوى العظمى المنضوية ضمن مجموعة السبع، التزمت تقديم الدعم العسكري لكييف "على المدى الطويل" عبر اتفاقات أمنية. وانضمّت خمس وعشرون دولة أخرى إلى هذه المبادرة، مثل بولندا. وتشمل التعهدات المحتملة خصوصا مد كييف بعتاد عسكري يتماشى مع ذلك المتوافر في حلف شمال الأطلسي وتدريب قوات أوكرانية وتعزيز صناعات الدفاع في البلاد.
وقبل أيام من الذكرى الثانية للغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022، تواجه أوكرانيا تحديات عدةمع استعادة القوات الروسية المبادرة الهجومية وعرقلة مساعدة أميركية جديدة في الكونغرس فيما يعاني الجيش الأوكراني من نقص في العديد والعتاد.
وسيواصل فولودمير زيلينسكي جهوده الدبلوماسية السبت في مؤتمر ميونيخ للأمن. ويلقي خطاباً في إطاره ويجري بعدها لقاءات ثنائية عدة من بينها واحد مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي تقود هذه السنة الوفد الأميركي الكبير إلى هذا المؤتمر الملقب "دافوس الدفاع".
وينتظر مشاركة نحو 180 مسؤولا حكوميا رفيع المستوى في المؤتمر، من بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ووزير الخارجية الصينية وانغ لي.
وتنتظر كييف منذ أشهر إقرار مساعدة حاسمة بقيمة 60 مليار دولار قررتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكن المعارضة الجمهورية تعرقلها بدفع من الرئيس السابق دونالد ترامب. وأقرّت حزمة المساعدات هذه قبل فترة قصيرة في مجلس الشيوخ إلا انهامعطلة في مجلس النواب.
ع.ش/ ف.ي (أ ف ب، د ب أ)