1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتداء هاناوـ بعد خطير لإرهاب اليمين المتطرف؟

إيمان ملوك
٢٠ فبراير ٢٠٢٠

أثار الاعتداء الذي شهدته مدينة هاناو الألمانية القلق في نفوس المهاجرين والجدل حول مصير التعايش في ألمانيا. جريمة الاعتداء جاءت بينما كانت الأنظار على المساجد باعتبارها هدف اليمين المتطرف، فهل هناك بعد جديد لهذه الجريمة؟

https://p.dw.com/p/3Y4XB
Hannover | Nach Schüssen in Hanau - Gedenken der Opfer
صورة من: picture-allianced/NurPhoto/P. Niedung

استيقظت مدينة هاناو بولاية هسن الألمانية هذا الصباح على وقع جريمة مروعة. المدينة شهدت في هجوم على اثنين من مقاهي تدخين النارجيلة (الشيشة)، مقتل تسعة أشخاص في موقعين مختلفين، مساء أمس 19 فبراير/ شباط 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات، على جثة الشخص الذي يشتبه بأنه أطلق النار في مسكنه. كما عثرت القوات الخاصة في شقة الجاني المحتمل على جثة شخص آخر.

الجريمة راح ضحيتها 11 شخصا من بينهم منفذ الجريمتين ووالدته. وحسب المعلومات التي توفرت لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) فإن هناك دلائل على أن معاداة الأجانب كانت دافع الجاني المحتمل وراء الجريمتين. وأكدت الشرطة الألمانية صباح اليوم الخميس أنه لا توجد في الوقت الحالي دلائل على وجود جناة آخرين. ومن جهتها قالت صحيفة بيلد الألمانية اليوم الخميس دون أن تذكر مصدرها إن بعض ضحايا الهجومين من أصول كردية.

الهجوم الذي وقع ترك وبشكل خاص في نفوس المسلمين وأبنائهم في هاناو حالة من الرعب والقلق الشديد، كما يقول عبد الكريم أهروبا: "نعيش في هاناو عقب الهجوم حالة من الرعب والقلق الشديدين، لاسيما بعد علمنا بوفاة أحد معارف صديقة لابنتي في المدرسة. ولم يستطع أبنائي وأبناء الجيران الذهاب إلى المدرسة واضطروا للبقاء في البيت مذعورين من الأخبار التي كانوا يسمعونها ومن الصور التي كانت تصلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وتابع حديثه عن مخاوفهم عقب الحادث بأن الكثير من سكان المدينة المسلمين خائفون من الذهاب إلى المساجد في الغد لأداء صلاة الجمعة نتيجة التهديدات المتواصلة من أنصار اليمين المتطرف.

قلق على التعايش السلمي

الحادث خلف أيضا صدمة لدى المهاجرين واللاجئين في ألمانيا، وكذلك لدى الرأي العام في ألمانيا. وفي هذا الصدد كتب ماتياس مايسنار في تغريدة على تويتر: "أريد أن أعيش في بلد لا يجب أن يخشى فيه أحد على حياته. في الوقت الحالي نحن بعيدون جدا عن هذا ".

لويزا نويباور، علقت على حادث هاناو وكتبت في تغريدة على تويتر: "لا أحد يولد عنصريا. العنصرية والكراهية تنضج في المجتمعات التي لا تتصدى لهذا السم".

ودعت الصحفية الألمانية من أصول تركية فردا اتامان، إلى ضرورة تناول ما يحدث في النقاشات، كما كتبت في تغريدة لها:" لا يهم ما إن كان مرتكب حادث هاناو معافى نفسيا أم لا (...). يعبث في حانات الشيشة ونقاط تجمع المهاجرين ، وليس في أي مكان كان. المشكلة تسمى عنصرية. (...). ويجب أن نتناول ذلك في النقاش".

ردة فعله على الحادث لخصها الناشط الحقوقي السوري الكردي، علي عيسو، في كلمة "القلق".

عيسو الذي يعيش في ألمانيا منذ سنوات، يرى أن خطر اليمين المتطرف في ألمانيا يتصاعد: "أنا كغيري من أبناء الجالية بدأنا نقلق من تنامي اليمين المتطرف وظهور خطابات شعبوية من شأنها تعزيز دور شبكات هذا اليمين وبالتالي استقطاب بعض المناصرين والمؤيدين لمشروعه المتشدد".

وقبل أيام أحبطت السلطات الألمانية مخططاً لـ خلية يمينية متطرفة واعتُقل أعضاءها الذين كانوا يخطّطون لهجمات واسعة النطاق ضد مساجدعلى غرار الهجمات التي شهدتها نيوزيلندا العام الماضي. ويخشى سامي شرشيرة، الناشط الاجتماعي المغربي من أن يكون لهذه الحادثة صلة بالهجوم الذي وقع في مدينة هاناو، والذي قد يكون قد جاء كـ "رد فوري"، كما قال في حوراه مع DWعربية: " إن كانت هذه النظرية صحيحة، سنتكلم في هذه الحالة عن صراع بين الشرطة و بين اليمين المتطرف والتي لم تكن لها سابقة في تاريخ ألمانيا". وأضاف أنه على الشرطة والمخابرات التحقق فيما إذا كانت هذه النظرية صحيحة وهل هناك رابط بين ما وقع في هاناو وبين الاعتقالات التي طالت اليمين المتطرف. "إن كان هناك رابط يمكن القول أن المجتمع الألماني دخل في "حرب معلنة" مع اليمين "المتطرف المسلح"، كما يرى شرشيرة.

 

بعد جديد في التحرك؟

ويبدو أن خطر الإرهاب اليميني ازداد مؤخرا في ألمانيا. فالشرطة الجنائية الألمانية تصنف حاليا نحو 60 شخصا كخطيرين قد يرتكبوا أعمال عنف واعتداءات على ضوء أفكارهم اليمينية المتطرفة. ومنذ 2012 ارتفع عدد الأشخاص الخطرين بشكل ملحوظ.

Infografik Politisch motivierte Straftaten AR

حادث الهجوم على اثنين من مقاهي تدخين النارجيلة (الشيشة)، جاء بينما كانت الأنظار مركزة على المساجد كهدف لليمين المتطرف، فلماذا باتت الآن أماكن الحياة العامة للمهاجرين والجاليات الأجنبية مستهدفة؟ لا يرى شرشيرة من جهته أن هناك مرحلة انتقالية في انتقاء الضحايا والأماكن من قبل اليمين المتطرف. "لو راجعنا تاريخ هجمات اليمين المتطرف، سنرى أن أهدافه لم تكن محصورة بالمؤسسات الإسلامية، فهو يستهدف المتدينين وغير المتدينين، كما يستهدف مساجد ومحلات وصالونات حلاقة وغيرها. اليمين المتطرف لا يفرق لأن له صورة موحدة عن المسلم في ألمانيا".، يقول شرشيرة.

في المقابل يرى جان راتجي من مؤسسة أماديو انتونيو المناهضة للعنصرية، في حواره مع DW أنه من الواضح أن تحرك اليمين المتطرف في ألمانيا يقوم على فكرة ما يسمى "التبادل السكاني" وهذه الفكرة يبدو أنها تلعب أيضاً دوراً في تحركاته، ويشرح قائلاً:" فكرة أن السكان الأصليين في البلدان الغربية قد تم تهجيرهم أو حتى تم الدفع بهم للهجرة بسبب المهاجرين. ويبدو أن هذا دافع متكرر. إنه في الوقت الحالي الدافع الأيديولوجي الرئيسي لليمين المتطرف".