حداد وغضب وإدانات إثر الهجوم الدموي على مسجد بسيناء
٢٥ نوفمبر ٢٠١٧لزمت مصر السبت (25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) الحداد الوطني على ضحايا الهجوم الذي استهدف الجمعة مسجد الروضة في شمال سيناء موقعا 305 قتلى بينهم 27 طفلا، في أسوأ اعتداء تشهده البلاد في تاريخها الحديث. وأقيمت خلال النهار صلاة الغائب على أرواح الضحايا الذين تم تشييعهم خلال الليل، فيما أعلن الجيش أن مقاتلاته استهدفت مخابئ للجهاديين في شمال سيناء.
وأعلنت النيابة أن نحو 30 مسلحا يحملون علم تنظيم "الدولة الاسلامية" فتحوا النار على المصلين خلال أدائهم صلاة الجمعة. وكان لهذا الاعتداء الذي يندر حدوثه داخل مسجد وهو بين أكثر الهجمات دموية في العالم منذ اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وقع الصدمة على المصريين.
وبعد بضع ساعات على توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "الثأر لشهدائنا"، نفذ الجيش خلال الليل غارات جوية في منطقة الهجوم في شرق سيناء حيث تحارب قوات الأمن تنظيم يطلق على نفسه "ولاية سيناء" وهو الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية". وقال الجيش المصري إنه شن ضربات جوية ونفذ مداهمات الليلة الماضية استهدفت مخابئ وسيارات منفذي الهجوم.
وقال المتحدث باسم الجيش تامر الرفاعي إنه في إطار ملاحقة القوات المسلحة للعناصر الإرهابية المسؤولة عن استهداف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، "قامت القوات الجوية بمطاردة العناصر الإرهابية واكتشاف وتدمير عدد من العربات المنفذة للهجوم الإرهابي الغاشم وقتل من بداخلها في محيط منطقة الحدث". وتشير كل العناصر إلى أن الاعتداء نفذه متطرفون إسلامويون في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.
وأعلنت النيابة العامة في بيان بثه التلفزيون الرسمي أنه "بعد بدء القاء خطبة الجمعة ... فوجئ المصلون بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددهم بين 25 و30 شخصا... يرفعون علم داعش ويحملون الأسلحة النارية وأخذوا في إطلاق النار على المصلين".
وتابع البيان أن المهاجمين وبعضهم ملثم كانت شعورهم طويلة ويرتدون بزات عسكرية ويحملون أسلحة نارية وانهم "اتخذوا مواقع أمام باب المسجد ونوافذه...وأطلقوا النار بطريقة عشوائية داخل المسجد". وأشارت إلى أن المسلحين أتوا على متن خمس سيارات رباعية الدفع وأضرموا النار في سيارات المصلين، وعددها سبع سيارات.
ونقلت النيابة عن جرحى التقتهم فرق التحقيق في المستشفيات سماعهم "أعيرة نارية كثيفة خارج المسجد مع أصوات انفجارات عالية، تبعه دخول" المسلحين إلى المسجد. وقالت النيابة إنها وجدت "آثار دماء كثيفة تحيط (الجثث) وسط المسجد ودورات المياه".
تنديد عربي وإسرائيلي ودولي
ونددت دول عربية وأجنبية عدة بالاعتداء من بينها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإيران والسعودية. ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب "الهجوم الإرهابي البربري". وقال إن "سفك الدماء وانتهاك حرمة بيوت الله (..) يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها".
كما ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالهجوم قائلا ان "إسرائيل تدين بشدة الهجوم الإرهابي الإجرامي المروع على مسجد الروضة قرب العريش". وأضاف أن "الارهاب سيهزم وبشكل أسرع إذا عملت كل الدول ضده معا".
من جهتهم، دعا المسؤولون الدينيون في مصر عبر وسائل الإعلام إلى محاربة الإرهاب والعقيدة المتطرفة، وذلك على غرار ما يحصل بعد كل اعتداء كبير.
واستهدف فرع تنظيم "الدولة الاسلامية" في سيناء خلال السنوات الماضية مرارا دوريات ومواقع عسكرية وأمنية في المنطقة، وقتل المئات من عناصر الجيش والشرطة. كما استهدف في عمليات أخرى في مصر مسيحيين وصوفيين.
ع.م/ ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز)